كم كنت أعتقد وأنا في فترة الشباب الأولي ان الحب لا يستطعمه ولا يتلذذ به الا الشباب فقط.. لكن بعد ان كبرت قليلا وصرت امرأة ناضجة واحتككت بأناس من جميع الأعمار تيقنت ان الحب هو الأكسير السحري يأتي ويقتحم حياة الانسان في أي وقت من الأوقات سواء كان شابا صغيرا في مرحلة النضوج الأولي أو وهو شاب فتي يانع أو وهو رجل في مرحلة النضوج الحقيقي أو حتي وهو في مرحلة الشيخوخة وايضا وهو عجوز هرم! الحب يا سادة مثله مثل الهواء الذي نتنفسه لا يستطيع أحد منا أن يعيش بدونه لأننا دائما في حاجة ملحة اليه.. ما أجمل المحبين وهم يتجاذبون سويا أطراف الحديث.. انك وقتها تجد ان الوقت يمر سريعا وتجد أن عينيك تنفذان من خلال عينيه وتتجول وتصول في أنحاء جسده كله وكأنك تري قلبه ورئتيه وكبده وكل أحشائه. وأيضا تسبح وأنت مستمتع في دهاليز عقله ومخه وتستخرج كل شرارة وايضا كل شاردة وواردة من هذه الرأس والتي بها لسانه الذي يكلمك به ووقتها تشعر بشعور الخدر وهو يسري في جسدك كله ولا تستطيع ان تحول نظرك عنه ولا لحظة واحدة وتريده ان يستمر ويستمر في الحديث معك الي ما لا نهاية وهل يوجد غير الحب يفعل بالانسان مثل كل هذه الأشياء؟. ووقتها نجد من لا يعيش في قصة حب جميلة يصرخ ويقول من كل قلبه: ابتعدي عني أيتها الأيام الثقيلة ابتعدي أنا لا أريدك. أرجوك ابتعدي وارحلي عني وعن حياتي. إذا زيدي من وصفك بأن بعد الحب راحة وتمسكي به ولا تتركيه أبداً.. أما أنا شخصياً فلا أجد فيك يا أيتها الأيام المملة راحة بل أراك مرآة مغبشة أواجه بها وحدة صدري وشتات روحي.. من هذا الذي قال إن الوحدة متعة إنه مجنون أو معتوه أو حتي ربما يكون معقداً.. كيف بالله يراك يا أيام الحب الجميلة هكذا لست أدري من هذا الذي قال إن عدم الحب راحة؟ أبداً أنا أراه إرهاق وهراء.. أتلهف علي ما يشغلني ويجبرني وارتمي معه في دوامة من الإجهاد. ووقتها أستريح ويريحني.. أدور وألف في ساقية.. الحركة تلهيني عن فجرات الحياة ومللها. أسعد بلحظات الإجهاد وأنا معه وكأنها راحة وعبادة وبعدها سوف أخلد إلي النوم لا أريد الراحة.. أريد دائماً حالة الحب تشغلني تعصرني أحب الانشغال في الحب لأن إجهاد الحب جنة. الحركة مع من أهوي وأعشق فرحة.. حتي زحمة الحياة وتوقف حركة المرور وأنا بجانبه أراها وقتها موسيقي تعزف أحلي سيمفونية تسمعها أذناي. لا أريدك أيتها الراحة.. اذهبي لمن يبحث عنك أرجوك ابتعدي عني لمن يتوجك علي جبينه. أما أنا فزاهدة فيك.. أري فيك أشواكاً تؤلمني تؤرقني في راحتي فتقتلني. إني أفضل ألف مرة دوامة الحب مع الحياة.. أريد أن أتوه مع من أحب وأعيش في جنة العشق المجنون التي تأخذني بعيداً بعيداً.. عن ذاتي وترفعني عالياً عالياً عن حياتي.. ما أحلاك يا حب ما أجملك يا من أحب أن أراك أجمل إنسان علي وجه الأرض وأشعر بك وكأن روحي التي أعيش بها ومن أجلها.. لك عمري. لك حياتي لك قلبي وعقلي أفرح بها وأمرح بها لأنني وهبتك إياها ولأنني أنا الأخري عاشقة لعمرك وحياتك وقلبك وعقلك.. حتي كلماتك ولغتك الجميلة تعلمتها وصرت أنطق بها مثلك تماماً وكأننا ولدنا في بلدة واحدة ومكان واحد وأيضاً زمان واحد بالرغم من أنك بعيد عني. لكنك في الحقيقة أقرب من زفرة نفسي مني وإليَّ. اذهبي يا أيام البعاد.. ابتعدي يا أيام الفراق.. ضمينا يا أيام الوصال واحتضنيننا يا أيام القرب واللقاء واجمعينا دائماً. حبيبي كم أحبك.. كم أهواك أنك صرت ليَّ الداء والدواء.. إن بعدك عني هو الداء وقربك ولقاؤك بي هو الدواء والشفاء. كم كنت قبلك سقيمة عليلة. وبعد اقتحامك حياتي زالت سقامتي وتفتت علتي وزالت أتعابي وصرت فتية بك قوية بوجودك في حياتي مرحة وسعيدة وأنا معك يا حبيبي الله يديمك ليَّ علي الدوام يا نبع كل فرحة أشعر بها وكل قوة تسري في جسدي وتلازمني وكل أمل أحيا من أجله! همسة في أذنك: بعاد المكان.. وطول السفر فماذا أقول وقد صرت بعضي أراك بقلبي.. جميع البشر. مع الأصدقاء كل عام وأنتم جميعاً بألف وعيد سعيد وإلي اللقاء معكم .. الأسبوع القادم إن شاء الله