شهد العام الحالي انتشار ظاهرة تأخر بعض المنتجين في دفع باقي المستحقات المادية لبعض الفنانين عن الأعمال التي قاموا بأدائها. ووصل الأمر في بعض الحالات لساحات القضاء إما بتهم النصب والإخلال بالتعاقدات أو بتهم السب والقذف. "المساء" تفتح ملف صراع المستحقات المتأخرة من خلال السطور التالية. البداية مع الفنانة علا غانم والمنتج تامر مرسي. حيث اتهمت الفنانة المنتج بتهربه من سداد مستحقاتها المادية عن دورها في مسلسل "أبوالبنات" وقامت بتحرير محضر يحمل رقم 2379 لسنة 2016 إداري قسم ثالث أكتوبر. واتهمت فيه المنتج تامر مرسي بالنصب عليها وهو ما دفع المنتج تامر مرسي لإصدار بيان والرد عليها. مؤكداً أن علا غانم منذ بداية تصوير المسلسل كانت تتأخر علي مواعيدها بشكل غير طبيعي. وعندما تأتي لموقع التصوير تكون غير مذاكرة لمشاهدها. وأدخلت الجهة المنتجة في مشاكل عديدة خلال فترة تصوير دورها. ما بين تأخيرها المستمر علي أوردرات التصوير. وبين عدم تركيزها في المشاهد التي تصورها. أضاف البيان أن علا في آخر يوم تصوير جاءت وجلست في الكرفان وعندما جاء موعد مشاهدها. لم يجدها أحد. وظل فريق الإخراج بالكامل يتصل عليها. ويبحث عنها دون جدوي وتم وقتها تحرير محضر ضدها. بتاريخ 17/6/2016 بقسم أول شرطة أكتوبر. خاصة أن أفعالها خسرت الشركة المنتجة حوالي 750 ألف جنيه. صراع المستحقات انتقل ايضا لمسلسل "هي ودافنشي" وتحديداً بين بطل العمل خالد الصاوي ومنتجه ممدوح شاهين. حيث اتهم الفنان خالد الصاوي المنتج ممدوح شاهين بالنصب وتحرير شيكات له بدون رصيد وعدم سداد مستحقاته عن مسلسل "هي ودافنشي" ووصل الأمر لتقديم الصاوي شكاوي رسمية بنقابة الممثلين وغرفة صناعة السينما. حيث تعاقد الصاوي مع المنتج ممدوح شاهين علي أجر 15 مليون جنيه. مقابل عمله في المسلسل. حصل منها علي 11 مليوناً ويتبقي له 4 ملايين من المفترض أن يحصل عليها من شاهين عن طريق دفعات مالية. إلا أنه لم يلتزم. وهو ما رد عليه شاهين بأن اتهامات الصاوي كلها افتراءات وأن الصاوي قام بسبه وقذفه وهو ما جعله يحرر محضراً ضده. كما تقدمت الفنانة مي سليم بشكوي إلي نقابة المهن التمثيلية ضد المنتجة دينا كريم بسبب عدم حصولها علي باقي مستحقاتها المالية عن مسلسل "حواري بوخارست" الذي تم عرضه في الموسم الرمضاني 2015. واضطرت "مي" لتقديم الشكوي بعدما فشلت طوال الفترة الماضية في الحصول منه علي ما تبقي لها من مستحقات خاصة بعد مرور عام كامل من عرض العمل. وتكرر الأمر في عدة مسلسلات أخري مثل "ليالي الحلمية" و"سبع أرواح" اللذين عرضا في رمضان الماضي. وغيرهما من الأعمال التي يتم تصويرها حالياً وتتوقف فجأة بين الحين والآخر بسبب عدم التزام الشركات الإنتاجية بدفع مستحقات فريق العمل لأعمالها. نقابة الممثلين من جانبها انذرت "3" شركات إنتاج بالفعل. بعدم الدخول في تصوير أي أعمال فنية جديدة إلي حين سداد المستحقات الفنية المتأخرة للفنانين الذين شاركوا في أعمال هذه الشركات خلال الفترة الأخيرة. أكد د. أشرف زكي نقيب الممثلين أن الشركات هي "mba" للمنتج طارق صيام. ومحمود شميس. و"كان" للمنتجة دينا كريم. و"the gate media groub" للمنتج عاطف كامل. موضحاً أن هناك شركات بدأت بالفعل في سداد المستحقات المتأخرة خلال الفترة الماضية. وهو ما يؤكد حسن نوايا تلك الشركات. مضيفاً: لست ضد المنتجين علي الإطلاق بل علي العكس فالكل يعلم أن شركات الإنتاج والفنانين مكملين لبعضهما البعض ولكن يجب أن نضمن حقوق الفنانين المنتمين لنقابة عريقة. أما المنتجون فأكدوا أن تهرب العديد من القنوات الفضائية من سداد مستحقات شركات الإنتاج من بث أعمالهم هو السبب الرئيسي في كثير من الأحيان في تأجيل تسديد مستحقات الفنانين. المنتج هشام إسماعيل قال: للأسف الشديد هناك العديد من القنوات الفضائية التي لا تقوم بتسديد باقي مستحقات المنتجين أو تتأخر في تسديدها مما يجعل المنتجين يتعرضون لأزمات حقيقية ويتعثرون في تسديد باقي التزاماتهم تجاه الفنانين الذين تعاونوا معهم وهنا لا يكون أمام المنتج سوي اللجوء للقضاء للحصول علي حقوقه. مضيفاً أما النوع الآخر من المنتجين الذين يتهربون عن عمد من سداد مستحقات الفنانين فهؤلاء يجب أن تتخذ نقابة الممثلين مواقف حازمة تجاههم لأن كل هذا له مردود سيئ علي صناعة الدراما التي يجب أن تستمر خاصة أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة واضحة في مستوي الموضوعات المقدمة وطرق التصوير وكذلك كشفت الستار عن العديد من المواهب في التأليف والإخراج وغيرها من عناصر صناعة الدراما. أما المنتج أحمد الجابري فقال إن عدم قيام الفضائيات بسداد مستحقات المنتجين يضعهم في مأزق تجاه الفنانين معرباً عن دهشته من قيام تلك القنوات بشراء وعرض العديد من المسلسلات الأجنبية خاصة التركية والهندية بأموال باهظة في الوقت الذي تتباطأ فيه عن سداد حقوق المنتجين.