التناقض في قضية "التحكيم" .. والشماعة التقليدية

كلمة حرة

صورة سيئة جداً تغزو واقعنا الكروي منذ أسابيع سببها الأساسي الفشل في إدارة الفرق في سباق الدوري سواء كان السباق علي الفوز بالبطولة أو الدخول في المربع الذهبي أو الدخول في المنطقة الآمنة أو السعي للنجاة من منطقة الذيل والهبوط الاضطراري القادم.. ولم يجد كل المعنيين بالسباقات الأربعة. غير شماعة التحكيم لتبرئ حالة الفشل أو الضغط علي جميع أطراف اللعبة لاقتناص ما يداري به فشله.. وقد تفجرت الأحوال بعد فوز الأهلي علي المقاصة بهدف من ضربة جزاء لم يتفق عليها اثنان.. ووصلت إلي التهديد بالانسحاب من الدوري وقاد هذا الاتجاه نادي الزمالك بعد ان اتهم التحكيم صراحة انه يجامل الأهلي بعد واقعة ضربة الجزاء التي خطف بها الأهلي نقاط المباراة الثلاث وبعد ضربة الجزاء التي أهدرها أحمد الشيخ هداف المقاصة والدوري بدعوي انه لا يريد ان يكون سبباً في خسارة فريقه الأصلي "الأهلي" لنقاط المباراة.
وفي اتجاه الزمالك سارت أندية أخري حصلت علي شهادة "الفشل" من أول الموسم ولم يفلح معها تغيير أجهزة فنية أو حتي إدارات مجالس الإدارة كما حدث في الإسماعيلي الذي أعلن عن تضامنه في حملة الانسحاب من الدوري بعد أن أفلت بنقطة أمام وادي دجلة.
وبدون لف أو دوران أقول أن هذا الضغط سوف يفسد الدوري بالفعل ويزيد من معدلات التعصب التي تؤخر عودة الجماهير للمدرجات وبالتالي انعاش مصادر تمويل الأندية.. ولكن مسألة التغطية علي الفشل وقلة الحيلة أصبحت أهم ألف مرة من عودة الجماهير وتحسين مصادر التمويل.. كما أنها أسهل بكثير فيكفي اصدار بيانات وتصريحات تهاجم الحكام كلما فشل الفريق في تحقيق الفوز وخطف الثلاث نقاط.. ولا يهم أصحاب هذا الفكر ان يمارسوا ضغطاً يومياً علي الحكام ورجال التحكيم فتزداد أخطائهم وتزداد الصورة تعفيراً ورماداً .. فالأخطاء موجودة بالفعل وبصورة خطيرة.. ومثلما كانت واضحة في ضربة الجزاء التي احتسبت للأهلي أمام المقاصة.. كانت الأخطاء قاتلة أيضاً في مباراة الزمالك وطنطا وظلم فيها الفريق الطنطاوي كثيراً.. ومثلما حصل الأهلي علي ثلاث نقاط يري البعض انه لا يستحقها فقد حصل الزمالك أمام طنطا علي ثلاث نقاط يري آخرون أنها غير عادلة.. وهذا الكلام في مجمله لغط لا يقدم ولا يؤخر لان أخطاء التحكيم لن تنتهي أبداً إلا ان الشيء المزعج أنها زادت عن الحد حتي ترسخ لدي الجماهير ان حكام الكرة يخشون غضب الأندية الكبيرة فيتحاملون علي الأندية الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة وهو حال نرفضه جميعاً لتكون هناك عدالة في كل المباريات ولكن لا تستطيع ان تتوقع ان تكون المباريات بدون أخطاء مقبولة مثلما يحدث في ملاعب كل العالم ولم نسمع في أي دوري من الدوريات أن النادي الفلاني يهدد بالانسحاب لابد من يرفض أخطاء الحكام عليه ان يرفض أيضاً وقوع الظلم علي الآخرين.. كما ان استمرار استخدام شماعة التحكيم يفسد هذه المنظومة تماما لانها تعمل في أجواء مكهربة ومرتبكة وسيأخذنا إلي نقطة بعيدة لا نريدها.. لذلك لابد من كبار الأندية ان يكونوا أكثر عقلانية وان يدركوا ان اللعب علي شماعة التحكيم سيضرهم أكثر لان فرقهم سوف تتكاسل عن معالجة أخطائها وتطوير نفسها.. ونقطة أخري أخذها علي المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك الذي طالب بالتحقيق مع أحمد الشيخ الذي أهدر ضربة جزاء في مباراة الأهلي واتهمه بانه تعمد اهدارها حتي يعود مجبور الخاطر إلي الأهلي بعد انتهاء اعارته وهذا الاتهام غير موفق علي الاطلاق ولا يجوز من رئيس الزمالك لانه اذا كان يري في أحمد الشيخ انه لاعب متآمر فيكون المسئول عن هذا الخطأ هو مدربه الذي سمح له بتسديد ضربة الجزاء بل واللعب طوال التسعين دقيقة أمام ناديه الأهلي.. ويتبقي سؤال إذا كان قد حقق مع أيمن حفني الذي أضاع أيضاً ضربة جزاء ومن قبله فعلها عبدالله السعيد ومؤمن زكريا في الأهلي.