تدعيماً لأواصر الصلح بين المسلمين والمسيحيين بقريتي الحوارتة ونزلة فرج الله شرق النيل بمركز المنيا أقامت قبيلة عرب مطير بقرية عرب الشيخ محمد حفلا تم خلاله عقد مؤتمر للتأكيد علي بنود جلسة الصلح التي عقدت منذ 15 يوماً بين أبناء القريتين والتأكيد علي نبذ العنف ووحدة أبناء قري شرق النيل ضد أي محاولات للفتنة والتفرقة. حضر الاحتفالية اللواء سراج الدين الروبي محافظ المنيا واللواء سعود الفولي مساعد مدير أمن المنيا وممثلو الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين والأقباط وأهالي قري شرق النيل. أكد المحافظ خلال المؤتمر أهمية نبذ العنف والتطرف والدعوة إلي حماية الأبرياء بأكبر قدر من الرعاية والأمان والوحدة مشيراً إلي أن التفكير في العنف هو تفكير يخرج من أناس يتسمون بالأنانية وكره الخير والمجتمع. طالب المحافظ الجميع بضرورة التكاتف والوحدة والوقوف صفاً واحداً من أجل رفعة الوطن وسلامته وإعلاء رايته واسمه دائماً مؤكداً أن التماسك الاجتماعي هو جوهر الرسالات السماوية وهو واقع نعيشه وماض وموروث ومستقبل لمواجهة التحديات ومحاولات البعض من النيل من هذا التماسك. قال الشيخ رجب حسن مسئول الجماعة الإسلامية بالمنيا انه لا يوجد أحداث حقيقية وقعت داخل المحافظة علي أساس ديني أو طائفي. وإن ما يحدث بين المسلمين والمسيحيين حوادث ووقائع طبيعية كإفراز لظروف حياة يتقاسمها الاثنان معاً. ومن ثم يكون طبيعياً أن تقع بعض المشكلات الشخصية بينهم سرعان ما يحاولون تحويلها إلي أزمة طائفية ويحاولون إدخال بعض من غير العقلاء تحت مسمي طائفي وعلينا مواجهة كافة محاولات الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين. أضاف مسئول الجماعة الإسلامية بالمنيا أن مصر ليست كأي دولة فالمسلمون والمسيحييون يعيشون في مصر كل في قلب الآخر. مشيراً إلي أن الصلح يتطلب من كل شخص أن يتنازل عن جزء من حقوقه وأن يكون متسامحاً أما الحقوق فتأخذ بالقضاء. طالب الشيخ مصطفي لبيب ممثل جماعة الإخوان المسلمين بضرورة التصدي لكافة محاولات وأشكال التحريض الطائفي والديني التي تنتج من الخارج من أناس يتاجرون بأوطانهم ويحاولون زعزعة استقراره مشيراً إلي أهمية التصدي لتلك المحاولات من المواطنين الحريصين علي وحدة الوطن وتماسكه وتعميق ثقافة الحوار بين النشء والشباب خاصة. قال القمص يوحنا صالح ممثل عن مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس انه علينا توجيه أبنائنا الشباب حتي لا يندفعوا وراء محاولات الفتنة التي يثيرها البعض ويسير وراءها الجهلاء وأضاف أن علينا جميعاً أن نجنب أنفسنا أي خلافات ونضع مصالح وطننا مصر دائما نصب أعيننا وأن قري شرق النيل تعيش في وحدة دائمة مسلمين ومسيحيين. أكد اللواء سعود الفولي مساعد مدير أمن المنيا في كلمته عن أجهزة الأمن ضرورة احترام الجميع للقانون واللجوء للطرق الشرعية للحصول علي حقوقه مطالباً بوضع حد للشر الأعمي الذي إن ساد المجتمع فإنه يأتي علي كل حق ومصلحة أبنائه خاصة الخلافات البسيطة التي يمكن حلها بتحكيم العقل والقانون. وفي نهاية المؤتمر تعهد الجميع بالوقوف صفاً واحداً ضد أي محاولات لإثارة الفتنة وتشكيل لجنة للفض في النزاعات التي تنشب في كافة قري شرق النيل وعبر المحافظ عن سعادته بتفاعل القيادات الدينية والأجهزة الأمنية والأهالي لتوقيع هذا الصلح موجهاً شكره لأبناء قري شرق النيل لوقوفهم صفاً واحداً. كانت قريتي فرج الله والحوارتة بشرق النيل قد شهدتا أوائل الشهر الحالي مشاجرة لمدة يومين بين المسلمين والمسلمين علي خلفية اعتراض مسيحي علي مطب صناعي أمام مسجد وتطورت المشاجرة بينهم إلي حد استخدام الأسلحة النارية والبيضاء مما أسفر عن مصرع شخص وإصابة 5 آخرين وتم عقد جلسة صلح مبدئية عقب الحادثة مباشرة بحضور كبار العائلات الإسلامية والمسيحية بالقريتين وتوقيع شرط جزائي 500 ألف جنيه وجاء هذا الإفطار والمؤتمر ليكون تدعيماً للاتفاقيات التي وقعت في الصلح الأول.