عملت في الكويت خمس سنوات وعدت إلي أرض الكنانة منذ بضعة شهور ومازلت علي تواصل مع عدد من الأصدقاء والزملاء والمسئولين في درة الخليج.. وهؤلاء أتبادل معهم الأحاديث والحكايات والروايات عن هنا وهناك.. وإليكم حكاية تستحق التعليق عليها: أحد الشباب المصريين المجتهدين كان يعمل في مجال المطاعم والبوفيهات تحوَّل إلي الصحافة منذ أشهر قليلة. وهذا طبيعي هناك لأن غالبية الصحفيين ليسوا من المحترفين. وبسرعة أدرك هذا الشاب أن الشيخ طلال الفهد رئيس اتحاد الكرة ونائب رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة بالكويت هو الشخصية الرياضية الأولي في البلاد والاقتراب منه ليس سهلاً. وتفتق إلي ذهنه فكرة ليصل إلي "أبومشعل" الشيخ طلال والفكرة هي تكريمه في حفل وإهدائه الرئاسة الشرفية لنادي الزمالك خصوصاً أنه نجح في الوصول إلي المستشار جلال إبراهيم وأقنعه بأن الزمالك يجب أن يكثف وجوده في الخليج عموماً والكويت خصوصاً التي غاب عنها كثيراً. والبداية يجب أن تكون من الكويت وتقديم الرئاسة الشرفية للشيخ طلال صاحب اليد القوية علي الرياضة الكويتية. إلي هنا والحدوتة لا بأس بها.. والفكرة طيبة. ولكن ما حدث بعد ذلك غير طبيعي فقد تم تنظيم مؤتمر صحفي منذ 20 يوماً حضره الشيخ طلال الفهد أعلن خلاله عن منحه الرئاسة الشرفية للزمالك وأن الشاب المصري الجديد علي الصحافة هو الممثل الشرعي والمندوب الرسمي لنادي الزمالك وهو من سلَّم بنفسه شهادة الرئاسة الفخرية إلي الشيخ طلال. وعن كواليس هذا المؤتمر.. فقد شكك في أمر هذا التكليف أحد الحضور من الزملاء الصحفيين وهو أحمد عبداللطيف الصحفي بجريدة عالم اليوم الكويتية والمعد بقناة سكوب فأجري اتصالاً بمدير الزمالك علاء مقلد الذي أكد منح أبومشعل الرئاسة الفخرية ولكنه علمه بتفويض أحد بتسليم الرئاسة الشرفية إليه. وتحرك أحد مسئولي مكتب "أبومشعل" واتصل بالمستشار جلال إبراهيم فلم يمانع والعهدة علي الرواة بأن يقوم هذا الشاب بتسليم الرئاسة الفخرية باسم الزمالك. تعليقي علي ذلك أن الشيخ طلال الفهد جدير بالرئاسة الفخرية للزمالك لأنه صاحب مكانة رفيعة في الوسط الرياضي العربي والخليجي والآسيوي والشرق أوسطي. ولكن الأمر كان يستحق أن يقوم الزمالك بنفسه بتنظيم المؤتمر الصحفي والحفل وأن يأتي رمز من رموزه الكبار أو علي الأقل سفير مصر في الكويت طاهر فرحات أو ما ينوب عنه بتسليم هذه الجائزة. وما حدث هو إهانة بالغة لاسم نادي الزمالك صاحب المائة عام.. وهو شيء لا يليق أبداً بقيمة وقوة ومكانة النادي ولا حتي الشيخ طلال الفهد نفسه. والموضوع برمته يستحق التحقيق والمساءلة.. والسكوت جريمة في حق الزمالك لأن الأمر كما علمت سيتكرر. بالمناسبة الشيخ أحمد الفهد عضو اللجنة الأولمبية الدولية وهو الشقيق الأكبر للشيخ طلال كان جديراً أيضاً بأن ينال هذه الرئاسة الفخرية لأنه زملكاوياً حتي النخاع ومعروف أنه محب للعربي الكويتي والزمالك المصري ومواقف حبه للقلعة البيضاء لا تقبل الشك.