لعن الله مباريات كرة القدم في مصر إذا سارت علي نهج مباراة نهائي كأس مصر والضجة التي أثيرت حولها.. وكأن هذه المباراة احدي علامات قيام الساعة! المباراة جمعت فريقي الزمالك والأهلي وانتهت بفوز الزمالك 3-1 وذهبت الكأس إلي ميت عقبة.. شيء طبيعي جدا أن ينتصر أو يفوز أحد الناديين وأن يخسر النادي الآخر.. وشيء طبيعي أن تحدث احتكاكات بين اللاعبين في المستطيل الأخضر فكلا الفريقين تم شحن لاعبيهما نفسيا وزادت حدة هذا الشحن سواء من الجهاز الفني لهما أو من جماهيرهما العريضة في أنحاء مصر الأمر الذي أثر علي أعصابهما أثناء المباراة نتيجة للحماس الزائد. المصريون أخذوا هذه المباريات بمفهوم يختلف عن كل دول العالم.. فبدلا من أن يتصافح اللاعبون في نهاية المباراة ويقول الخاسر للفائز: ألف مبروك.. ويرد عليه الأخير بقوله: هاردلك!! تحول لاعبو الفريقين إلي عداوة بغيضة وكادت تحدث اشتباكات بينهما.. وكان المفروض أن يتدخل قدامي اللاعبين لتهدئة الوضع إلا أن ذلك لم يحدث. زاد من حدة العداء بين اللاعبين تعليقات جماهير الزمالك والأهلي علي شبكات التواصل الاجتماعي. وانحدرت مستويات التعليق من الجانبين إلي أسفل السافلين واستخدمت فيها عبارات غير لائقة تحط من شأن لاعبي الفريق الآخر. لا أبرئ الصحافة والاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من حالة الاحتقان التي سبقت المباراة بعدة أيام ولا بعد انتهائها.. فنحن نعيش منذ مباراة الأهلي وانبي التي تأهل فيها اصحاب الرداء الأحمر إلي نهائي الكأس حربا باردة عن لقاء القطبين.. وكل هذه الصحف والمواقع شدت أعصاب الجماهير عن الخطط التي سيلعب بها كل فريق وعن تقييم اللاعبين أصحاب المهارات الخاصة وعمن يفوز في اللقاء من المديرين الفنيين الخواجة الهولندي مارتن يول أو المدرب المصري الصاعد مؤمن سليمان. تحدثوا عن مهارة عبدالله السعيد والحاوي وليد سليمان ومؤمن زكريا وبالغزال عمرو جمال.. وفي نفس الوقت تحدثوا عن مهارة شيكابالا والحاوي أيمن حفني وباسم مرسي ومصطفي فتحي واحمد الشناوي وغيرهم.. وعقدوا مقارنات من يتفوق علي من؟ ومن سيفوز باللقاء؟ وما مصير المهزوم؟! بعد اللقاء شن المعلقون الرياضيون هجوما حادا علي مارتن يول.. وقالوا إنه اثبت بالدليل القاطع انه لا يفهم في الكرة وانتقدوا تشكيل الفريق.. كما انتقدوا التغييرات التي أجراها. وقال محبو النادي الأهلي إن بقاء مارتن يول في منصبه بعد هذه الهزيمة التي مني بها فريقه سيكون في مهب الريح.. وتعرض الرجل لحملة شديدة وقاسية وكأن هزيمة الفريق زلزال هز العالم كله!! هذا الهجوم الضاري علي الأهلي ومديره الفني اضطر إدارة النادي أن تصدر بيانا تكذب فيه انه سيتم الاستغناء عن المدير الفني ونفت فيه كل الاحاديث والأقاويل التي دارت حول النادي.. وتضمن البيان هجوما علي الصحفيين والنقاد الرياضيين ووصفهم بأوصاف غير مناسبة ونسي كاتبو البيان مواقف هؤلاء الصحفيين والنقاد الداعمة دائما للنادي الأهلي. وقد اضطرت رابطة النقاد أن تصدر بيانا تهاجم فيه إدارة النادي الأهلي واتهمتها بأنها تحط من قدر هؤلاء النقاد الذين طالما وقفوا خلفه يساندونه ويؤيدونه ورفضوا رفضا قاطعا الاتهامات التي وجهت إليهم. القيادة السياسية جمعت الشعب المصري علي قلب رجل واحد.. وفرقتهم الرياضة وخاصة مباريات الأهلي والزمالك.