عندما تضع خطة للنهوض ببلد ما وتبدأ تطبيقها بالفعل سرعان ما يظهر أمامك مجموعة تنطوي نفوسهم علي نوع من الغيرة إن لم يكن نوعًا من الحقد فيمارسون عملية إحباط شديد وينشرون الشائعات التي تحط من قيمة هذا الإنجاز. وهذه المجموعة قادرة علي نشر تلك الشائعات في محيط أوساط عديدة من المواطنين.. وإذا لم يكن هؤلاء المواطنون محصنين بالعلم والوعي والخبرة فسوف تلقي أقوالهم صدي في نفوس من تنقصهم الإرادة التي ترد أقوال المغرضين إلي نحورهم. من هنا ركز الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته بمناسبة العيد الأول لافتتاح قناة السويس الجديدة علي ضرورة الانتباه للعمليات التشكيكية التي تحاول أن تفرغ كل إنجاز من مضمونه الحقيقي وتشكك في جدواه. بدأ الرئيس حديثه عن التحديات التي تواجه المصريين فقال: "أذكركم بمقولة يا نحكمكم يا نقتلكم" مؤكدًا أن الهدف ليس ارتكاب أعمال إرهابية فقط ولكن استهداف إرادة المصريين وتحويل الأمل الذي يبني بداخلهم إلي إحباط ويأس!! ضرب الرئيس أمثلة للأعمال التي شكك فيها المغرضون أصحاب النوايا السيئة: * حفر قناة السويس الجديدة إنجاز حققه المصريون في وقت قياسي.. ومع ذلك خرج البعض للتشكيك في هذا الإنجاز حتي لا يشعر المصريون بأي تقدم أو أمل في المستقبل. * تطوير محور قناة السويس لمواجهة التطورات في حركة التجارة العالمية علي مدي ال 20 عامًا القادمة.. فيخرج البعض ليقول إن القناة تخسر.. وهم لا يدرون أن هيئة القناة تسلم رسوم مرور السفن للبنك المركزي ليحولها بالجنيه المصري ثم إلي وزارة المالية. * شكك المغرضون في المشروعات القومية مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان.. ومشروع شبكة الطرق القومية.. وتنمية سيناء.. وهدفهم كسر إرادة المصريين.. ولذلك لابد من توضيح هذه الحقائق. تحدث الرئيس عن الأنفاق التي يتم شقها أسفل قناة السويس من قبل 4 شركات مصرية وتتم بأيدي المصريين.. ولو كنا قد كلفنا شركات أجنبية بتنفيذ نفق واحد لكان قد تكلف ضعف التكلفة.. وقال إننا بهذه الأنفاق نربط سيناء بالدلتا حيث يتم تعمير 60 ألف كيلومتر مربع بما تضمه من زراعة وصناعة ومزارع سمكية ومناطق صناعية في شرق بورسعيد. الحقيقة أن من استمع إلي كلمة الرئيس السيسي أو قرأها يجد أننا أمام خطط طموحة تم إنجاز الكثير منها.. والباقي في طريقه إلي أن يصبح حقيقة علي أرض الواقع.. مؤكدًا أن سنن الله تدعم البناء والتنمية والرخاء ولا تدعم الشر ولا القتل والتخريب ولا التدمير. بقي أن أقول للرئيس عبدالفتاح السيسي هناك نقطتان مهمتان يجب أن يتنبه لهما ويعمل علي مواجهتهما: * لقد زرت مدينتين كبيرتين في كندا خلال الفترة الأخيرة هما "تورنتو" وهي أكبر مدينة في تلك الدولة.. ومدينة "ادمنتون" وهي من البلاد الكبري أيضًا والتقيت بأعداد كبيرة من المصريين المقيمين فيهما.. وأري أن هؤلاء المصريين واقعون تحت دعاية مشوهة عما يجري في مصر من إنجازات.. وكنت كالصوت الغريب عندما التقي مع مجموعة منهم.. والأمر يحتاج إلي تحرك سريع من الدولة لوضع فكر هؤلاء المصريين علي الطريق الصحيح لما يجري من إنجاز علي أرض مصر. * العاملون المصريون سواء في الجهات الحكومية أو غير الحكومية يمرون بحالة لا مبالاة شديدة فلا ينجزون أي إنجاز.. والرشوة منتشرة بينهم بشكل يفوق التصور في الفساد علي أشده.. والمطلوب أن تتحرك الدولة لضبط إيقاع العمل في كل الجهات وأن يكون هؤلاء العاملون هم العماد الأساسي لحركة البناء والتطوير. نريد أن نحقق مقولة الرئيس أنه لن تنال أي قوة علي وجه الأرض من قوة مصر وشعبها.. ولن يكون ذلك إلا بالعمل الجاد والبناء وكسر حالة التراخي واللامبالاة التي جثمت علي صدور العاملين بعد ثورة 25 يناير.