لم يكن انقطاع التيار الكهربائي عن برج المراقبة الجوية مساء السبت الماضي حدثًا عابراً.. بل كشف عن أخطاء وعيوب خطيرة في محولات الكهرباء ولوحة التشغيل التي قام بتوريدها وتركيبها إحدي الشركات الدولية .. ولولا خبرة الدكتور مهندس محمود عصمت رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية الذي تقدم باستقالته وقيامه بإصلاح العطل بيديه لكان حدث ما لا يحمد عقباه.. وأيضا لولا يقظة وخبرة الكابتن أحمد سعد ثابت رئيس قطاع المراقبة الجوية بالشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية والذي تم تعيينه مساعدًا لرئيس الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية وعدم اعتماده كسابقيه علي التقارير المكتبية حول برج المراقبة الاحتياطي "القديم" بمطار القاهرة وإصراره علي تشغيله حتي لو ب30 % من طاقته بعد إهماله وإغلاقه لمدة 6 سنوات لتوقفت حركة الطائرات تماما بمطار القاهرة الدولي وتعرضت مصر لفضيحة دولية.. لكن الله سبحانه وتعالي شاء أن يتولي المسئولية في هذه الفترة العصيبة رجال مخلصون من ذوي الخبرة والكفاءة الحقيقية وليس من أصحاب الوساطة والتربيطات. الواقعة ببساطة أن برج المراقبة الجوية بمطار القاهرة شهد انقطاعا للتيار الكهربائي مع بداية خيوط الليل يوم السبت الماضي وهو حدث عادي خاصة أنه من المفترض أن هناك بطاريات ومحولات لنقل عمل الأجهزة أوتوماتيكيا عليها .. ومن المفترض أيضا أنه يوجد برج المراقبة القديم بمطار القاهرة كاحتياطي في حالة استمرار انقطاع الكهرباء عن البرج الأصلي وتوقف البطاريات عن العمل وتعطل المحولات أيضا.. لكن المفاجأة أن المحولات لم تعمل بسبب عيوب في لوحة التشغيل وبالطبع استمر تشغيل الأجهزة بالبطاريات الاحتياطية لكن لفترة زمنية قصيرة مما اضطر المراقبين إلي الإسراع مهرولين والانتقال إلي برج المراقبة القديم الذي من المفترض أن يكون احتياطيا لإدارة العمل منه حتي لا يصاب مطار القاهرة الدولي بالشلل التام وتتوقف فيه الحركة.. ونجحوا في إدارة العمل وتشغيل مطار القاهرة الدولي مستخدمين موجة لاسلكي واحدة التي نجح رئيس قطاع المراقبة بل أصر علي اصلاحها وتشغيلها بالجهود الذاتية قبل أسابيع قليلة من هذه الأزمة.. ولولا ذلك لأغلق مطار القاهرة الدولي أبوابه أمام جميع الرحلات سواء الاقلاع أو الهبوط وتعرضت مصر لفضيحة دولية. طبعا بعد أن فشل الفنيين في تشغيل المحولات لتشغيل الأجهزة وانتقال المراقبين الجويين إلي البرج الاحتياطي ¢ بمطار القاهرة الدولي لإدارة العمل واستمرار تشغيل مطار القاهرة تبين أن البرج القديم يعمل بموجة لاسكي واحدة لا تستوعب 10 أو 15% من حجم الحركة في ذروتها التي تكون غالبا في الصباح الباكر بالنسبة للاقلاع وفي المساء بالنسبة للوصول.. قام مسئولو المراقبة الجوية بالاتصال بوكيل الشركة الدولية الموردة للأجهزة لإنقاذ الموقف وجاء الرد مخيبا للآمال حيث طلب الانتظار حتي الصباح لحضور الفنيين ومحاولة إصلاح العطل.. وهو ما يعني تكدس غير مسبوق بسبب تأخير إقلاع وهبوط الرحلات من خلال البرج القديم الاحتياطي الذي يدير المراقبون الحركة من داخله بواسطة موجة لاسلكي واحدة.. ولو تعطلت توقفت الحركة تماما بمطار القاهرة الدولي وكانت مصر تعرضت لفضيحة دولية كما ذكرنا. الوقت كان يجري بسرعة ومر منتصف الليل وبدأ الوجوم علي وجوه المسئولين انتظارا للكارثة مع بزوغ ضوء الفجر لتبدأ كثافة حركة الطائرات بمطار القاهرة الدولي.. لكن وسط ذهول الحاضرين شمر الدكتور مهندس محمود عصمت رئيس الشركة القابضة للمطارات عن ساعديه وبدأ إصلاح الأعطال بيديه وخلال ساعة واحدة نجح في إصلاحها لينقذ مصر من فضيحة دولية كانت ستبدأ مع بزوغ الفجر وبداية كثافة إقلاع الرحلات من مطار القاهرة. "ثابت" والبرج القديم! حكاية أحمد سعد ثابت رئيس قطاع المراقبة الجوية مع برج المراقبة القديم بمطار القاهرة نري أنه من المقرر تدريسها للعديد من المسئولين بقطاع الطيران المدني القابعين داخل مكاتبهم الفخيمة معتمدين علي التقارير الوردية علي طريقة الموظفين المنتفعين العاملين بمبدأ "كله تمام يافندم وليس في الإمكان أبدع مما كان".. ففور توليه رئاسة قطاع المراقبة الجوية بالشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية لم يلتفت إلي هذه التقارير المكتبية من حملة المباخر وقام بفحص جميع الملفات بدقة ومن ضمنها برج المراقبة القديم بمطار القاهرة الدولي الذي من المفروض أن يكون بديلا للبرج الرئيسي في حالات الطوارئ كما حدث يوم السبت الماضي من انقطاع كهرباء وتعطل تشغيل المحولات.. والذي تبين أن ¢البرج القديم¢ مهمل تماما منذ 6 سنوات ولا يصلح نهائي للاستخدام فقرر علي الفور رفع كفاءته وتشغيله.. إلا أن الموارد المالية المتاحة كادت تكون حائلا لتشغيله خاصة أنه يحتاج إلي 10 ملايين جنيه لتطويره وتشغيله. استعان أحمد ثابت بمهندسي القطاع الهندسي بالشركة ونجح بالجهود الذاتية في تشغيل البرج القديم بموجة لاسلكي واحدة فقط.. ولعل هذا الإصرار علي تشغيل البرج الاحتياطي رغم ضعف كفاءته أحد أهم الأسباب الذي منع وقوع الكارثة وانقاذ سمعة مصر من فضيحة دولية. شهامة المراقبين والطيارين كما كشفت الأزمة التي شهدها برج المراقبة الجوية يوم السبت الماضي المعدن المصري الأصيل لكل من المراقبين الجويين والطيارين. فرغم ارتفاع مبني برج المراقبة الجوي الذي يزيد إرتفاعه عن 110 أمتار ¢حوالي 35 طابقا¢ هبطوا مسرعين علي السلالم من هذا الارتفاع الشاهق نظرا لتوقف المصاعد بسبب انقطاع التيار الكهربائي وانتقلوا مسرعين إلي البرج القديم ¢الاحتياطي¢ بمطار القاهرة أما طيارو مصر للطيران فقد إستجابوا لنداء الطيار شريف خليل رئيس قطاع العمليات ببذل أقصي جهد باختصار زمن استخدام موجة اللاسلكي الوحيدة الصالحة بالبرج القديم لتسهيل مهمة المراقبين الجويين في تشغيل الحركة بمطار القاهرة يبقي أن نطالب بمحاسبة المسئولين عن استلام مشروع المحولات ولوحة التحكم من الشركة الأجنبية المنفذة ببرج المراقبة الجوية بما فيها من أخطاء فنية جسيمة كادت تؤدي إلي كارثة وفضيحة دولية بشلل حركة الطيران تماما بمطار القاهرة الدولي لولا خبرة د.مهندس محمود عصمت رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية المستقيل وقيامه بإصلاح العطل بيديه بعد تقاعس الوكيل لإنقاذ سمعة مصر أمام العالم. وعمار يامصر