كل الشواهد تؤكد أن "الأممالمتحدة" ستلقي نفس مصير "عصبة الأمم".. انها مسألة وقت لن يطول بأية حال.. المقدمات تتسارع ولابد ان تؤدي إلي نتائج كارثية وليست هناك بارقة أمل في ايقاف ساعة الانفجار!!! ان "عصبة الأمم" التي انشئت في 10 يناير 1920 بعد عام واحد من انتهاء الحرب العالمية الأولي حملت في رحمها اسباب فشلها.. وعلي مدي 19 عامًا لم تستطع منع الكارثة البشرية من ان تحل.. بل انها كمنظمة دولية ساعدت علي التعجيل بالكارثة فاندلعت الحرب العالمية الثانية وكان لابد من حلها عام 1946 لتقوم علي انقاضها "الأممالمتحدة" التي لم تستوعب الدرس القاسي واعادت انتاج نفس اسباب الفشل وبشكل اكثر فجاجة مما سيعجل باندلاع حرب عالمية ثالثة وتتعرض المنظمة الدولية لنفس المصير.. الحل.. هذا ليس خيالاً ولا تخريفاً بل "منطق".. وتعالوا نقارن بين أهم أسباب فشل "عصبة الأمم" وما هي عليه الآن "الأممالمتحدة" من نفس الأسباب لتتأكدوا من صحة استنتاجي: * السبب الأول.. فشل العصبة في تحقيق مبدأ المساواة بين الدول. ** انه نفس الفشل المتأصل في الأممالمتحدة.. فالمساواة لديها معدومة من عدة وجوه: 1 هناك 5 دول دائمة العضوية في مجلس الأمن هي الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية.. أما باقي دول العالم فيتبادلون 10 كراس في المجلس كل سنتين.. هل هذه مساواة..؟؟ 2 الدول دائمة العضوية فقط هي التي لها حق "الفيتو" علي أي قرار حسب المصالح ومهما كانت حيوية القرارات للشعوب المقهورة واحقيتها فيها.. بدليل ان الفيتو الأمريكي احبط كل القرارات الصادرة ضد إسرائيل التي سرقت "وطنًا" من أهله وشردتهم. 3 التغاضي عن كوارث ضد المسلمين خاصة وبعضها من دول كبري نسفت بها ميثاق الأممالمتحدة.. مثل الغزو الامريكي للعراق "بلطجة بوش الابن" ودون غطاء دولي. وغزو روسيا للشيشان. والتمييز الفج ضد المسلمين في حرب البوسنة والهرسك. وعدم اتخاذ أي موقف دولي من المذابح التي يتعرض لها المسلمون في بورما وغيرها كثير. * السبب الثاني: "عصبة الأمم" لم تضع في اعتبارها الأسباب الجوهرية للنزاعات الدولية. ** نفس السبب موجود وبفضيحة في الأممالمتحدة.. فهل ناقشت علي مدي 70 عاما الأسباب الحقيقية للقضية الفلسطينية وهي "أم القضايا"؟؟.. هل درست القضية من منظور ان من لا يملك اعطي من لا يستحق وان جماعات إرهابية صهيونية طردت شعبا وسرقت ارضه بمباركة من غالبية الدول الكبري دائمة العضوية؟؟ هل تحركت وهي تري قراراتها الخاصة بحق الفلسطينيين في ارضهم تدوس عليها امريكا واسرائيل ولا ينفذان منها قراراً واحداً؟.. هل وضعت في اعتبارها الأسباب الحقيقية للصراع المذهبي في العراق وسوريا واليمن ودول الخليج سواء كان صراعا شيعيا أو كرديا وتدخلات امريكاوروسياوايران وتركيا فيه..؟؟ ** السبب الثالث.. إن عصبة الأمم اهملت رعاية عدد من الدول كاليابان مما جعلها تضاعف قوتها. والمانيا التي التف شعبها حول هتلر وظهرت النازية. وايطاليا فظهرت الفاشية.. ومن ثم التحالفات العسكرية وتجدد الاحتقان الدولي وعلو نبرة النعرات القومية مما القي العالم كله في فوهة بركان الحرب العالمية الثانية. ** اليس هذا ما يحدث الآن جملة وتفصيلاً؟؟.. اهمال القضية الفلسطينية وشعبها. الصراع الشيعي لاعادة انتاج الامبراطورية الفارسية. الصراع التركي الإخواني لاحياء الخلافة العثمانية. الصراع الكردي لاقامة دولة كبري.. نعرات وصفقات انشأت بشكل تلقائي تحالفات علي كل لون مثل التحالف الشيعي "ايران وحزب الله والحوثيون ومعهم روسيا". والتحالف السني "السعودية ومصر ودول الخليج وكثير من الدول الإسلامية". والتحالف الدولي بزعامة امريكا بحجة القضاء علي داعش الذي هو صناعة امريكية اصلا في حين ان الهدف الحقيقي هو اسقاط كل دول المنطقة وتقسيمها من خلال حرب بالوكالة. اخيرًا.. فإن انشاء الأممالمتحدة كان للحد من التسلح العالمي وفض النزاعات الدولية للحيلولة دون وقوع حرب اخري.. لكن للأسف.. فلا النزاعات فُضت بل زادت شراسة. ولا تم الحد من التسلح العالمي بل اتسع نطاقه.. وليس ادل علي ذلك من ان الدول التي تملك اسلحة نووية كان عددها خمس دول. الآن اصبح 7 دول رسميا بانضمام الهند وباكستان كما تملك إسرائيل وكوريا الشمالية سلاحًا نوويا وايران علي مشارف انتاج هذا السلاح ومن ثم القائمة مفتوحة في سباق محموم دفاعًا شرعيًا عن النفس ولو ابيدت البشرية.. وهكذا فإن السبب الرئيسي الذي من اجله انشئت الأممالمتحدة قد نسفت من الأساس واصبح العالم كله في حالة فوران. السؤال: اليست اسباب حل "عصبة الأمم" موجودة جملة وتفصيلا وبشكل اكثر ضراوة في "الأممالمتحدة".. واليس كل هذا نذيرا باندلاع حرب عالمية ثالثة تسقط المنطقة الدولية الفاشلة والهشة والعوراء التي لا تري إلا من خلال العيون الأمريكية فقط..؟؟