مصر تتحدي الصعاب وتحقق نجاحات غير مسبوقة علي كافة الأصعدة رغم كل التحديات والظروف التي تواجهها في الداخل والخارج وهذا هو ما يذهل أعداءها الذين يتربصون لها.. هذا هو ما شعرت به يوم الأربعاء الماضي لحظة الاحتفال بتدشين مشروع المليون ونصف المليون فدان وغرس الرئيس عبدالفتاح السيسي شجرة في الفرافرة إيذاناً بافتتاح هذا المشروع القومي العملاق الذي يعد ثاني مشروع قومي ضخم تقوم مصر بتنفيذه بعد افتتاح قناة السويس الجديدة التي لم يمض علي افتتاحها سوي خمسة أشهر فقط. مشروع المليون ونصف المليون فدان أو الريف المصري الجديد سيغير من خريطة مصر دون أدني شك حيث سيفتح الباب واسعاً أمام المصريين للخروج من الشريط الضيق الذي يمثل 6.5% من مساحة مصر والذي حبسنا أنفسنا فيه علي مدي عقود من الزمن كما أن المشروع سيزيد مساحة الرقعة الزراعية بنسبة 20% خلال عامين فقط مدة تنفيذ المشروع بعد أن ظللنا نزرع 50 ألف فدان كل عام علي مدي الستين عاماً الماضية. أهمية المشروع لا تكمن فقط في حجمه رغم ضخامته فهو ليس مجرد مشروع زراعي فقط وإنما هو مشروع متكامل ينقل مصر نقلة حضارية يدخلها عصر المجتمعات الزراعية النموذجية المتكاملة.. فهناك الأرض الجاهزة للزراعة والمياه اللازمة لذلك والتي تعتمد اعتماداً كبيراً علي الآبار ومن المعروف سلفاً المحاصيل المناسبة لكل أرض.. وهناك البيت الريفي النموذجي وهناك المدارس والمراكز الصحية والاجتماعية والمحلات التجارية ومكتب البريد ما يجعل صاحب الأرض يعيش هو وأسرته حياة هادئة متكاملة تتوافر فيها كافة الخدمات والمرافق. من يستمع للدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري والدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة واللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهم يشرحون الدراسات والخطوات التي تم تنفيذها حتي يري مشروع المليون ونصف المليون فدان النور يدرك تماماً كم الجهد المبذول لإنجاحه وهنا لفت انتباهي ما قاله الرئيس السيسي خلال هذا الاحتفال بأنه جلس من قبل مع المتخصصين والبسطاء والمستثمرين في مجال الزراعة حتي يخرج المشروع متكاملاً بهذا الشكل. يبقي أن أشير هنا إلي أن تدشين هذا المشروع وفي هذا التوقيت هو "قمة التحدي" ففي الوقت الذي تخوض فيه مصر مفاوضات صعبة مع أثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة وتأثيره علي حصة مصر المائية من مياه نهر النيل تعلن عن البدء في استصلاح وزراعة المليون ونصف المليون فدان لتقول للعالم كله وليس أثيوبيا فقط إن مصر لن تموت ولن تضيع أبداً مع السيسي.