قبل الحديث عن فنيات. أكد خبراء رصف الطرق أن الرشاوي هي أُس الفساد والسبب الحقيقي وراء تدمير الطرق. حيث يُسلك السائقون أنفسهم ويدفعون رشاوي حتي يمروا بالحمولات الزائدة التي تحطم الأسفلت وتقضي علي كفاءة الطريق. قالوا إنه يجب ان تكون هناك رقابة دائمة وإشراف مستمر. وفي الوقت نفسه توقيع عقوبات رادعة علي المخالفين. * يقول م. شبل عبدالعزيز "رئيس قطاع المعامل بالمقاولون العرب": مشكلة الطرق في مصر لن تحل الا بتطبيق عاملين مهمين جداً وهما: أولاً: إيجاد الاستشاري الجيد للاشراف علي عملية التنفيذ للطرق والرصف ومدي تطبيق المواصفات العالمية الصحيحة. الأدوات والخامات موجودة بالشركات ولكن لا يوجد من يتابع ويطبق ويقوم بالاشراف الجيد. لذلك نجد بعض السلبيات علي الطرق. * ثانياً: يجب تصنيف شركات المقاولات حسب نوع المشروع. فلا يجوز أن تقوم شركة بتنفيذ وتطبيق الجميع. لكل مشروع مواصفات محددة وأدوات معينة وخامات أيضاً. والأهم وجود الاستشاري المتخصص الذي يتابع التنفيذ. لذلك نجد أن أغلب المشروعات التي تقوم القوات المسلحة بتنفيذها والخاصة بالطرق ذات جودة عالية وذلك بسبب وجود ضابط مهندس مشرف بصفة دائمة علي العاملين وموعد محدد للتسليم لا يجوز التأخير عنه بجانب استخدام الآلات والمعدات حسب المواصفات العالمية. * م. محيي البطراوي "كبير فنيي تشغيل الخلطات بشركة الطرق الصحراوية سابقاً": منذ سنوات مضت كانت تتم عملية الرصف للطرق بطريقة لا تمت للمواصفات العالمية بصلة. لكن حاليا يتم تطبيق المواصفات الحديثة بهيئة الطرق والكباري ومن المعروف ان شبكة الطرق بمصر حوالي 26 ألف كيلو مقسمة ما بين إشراف هيئة الطرق والكباري تحت اشراف مديريات الطرق بالمحافظات أي الطرق الداخلية داخل كل محافظة. * أضاف: هناك عوامل تؤثر علي جودة الأسفلت والطريق منها منسوب المياه الأرضية القريبة من سطح الأرض مثل المناطق الزراعية ولها تأثير مباشر علي الطريق. ثانيا والأهم الأحمال الزائدة لسيارات النقل. كل طريق يصمم بمواصفات وأحمال محددة ولكن للأسف أغلب سيارات النقل تتجاوز الأحمال وتصل في بعض الأحيان للضعف . لكن إذا التزمت كل سيارة بالحمولة المحددة بالرخصة لن تحدث أضرار وإذا أردنا أن نصمم الطرق بمواصفات تتحمل أوزاناً أكثر ستكون تكلفة مالية كبيرة. لذلك قامت هيئة الطرق والكباري والمرور بعمل موازين متحركة علي الطرق الرئيسية لوزن عربات النقل ومن يخالف يقوم بدفع غرامة وللأسف الموازين الموجودة علي الطرق أعدادها قليلةحتي تستطيع أن تستوعب العدد الكثير لعربات النقل بجانب وجود طرق كثيرة ومتعددة. * إسماعيل جودة علي "عضو لجنة نقابية بنقابة الطرق الصحراوية": بالطبع هناك بعض العيوب في عمليات الرصف. منها نوعية الأسفلت نفسه فهناك معامل لتكرير الأسفلت بمحافظة السويس والاسكندرية ومعمل محافظة السويس مطابق للمواصفات العالمية لعدم وجود نسبة شمع ويتم استخدامه لتشغيل المطارات وبالاسكندرية غير مطابق لجود نسبة شمع ويستخدم لتشغيل الطرق. * أضاف: من المواصفات الجيدة لعملية رصف الطرق أن يتم ضغطه بطريقة صحيحة فعلي سبيل المثال إذا كانت الطبقة الأولي حجمها 7سم فتكون بع دالضغط 5سم لكن إذا وصلت ل 6سم فبذلك يتضح وجود عيب بعملية الضغط والدمج. ثانيا: طبقة التراب اذا كان المطلوب وضع مترين تراب فلا يجب وضعها دفعة واحدة ولكن علي دفعات بما يعادل 25سم لكل مرحلة بعد الضغط ثم تسويتها بأسطوانة مخصصة لذلك ويتم أخذ عينة لمعرفة جودة الطبقة. ويستخدم "هراس هزاز" لعملية الضغط الجيد للتراب لأنها تعتبر الطبقة الأساسية. تأتي بعد ذلك "مرحلة المخلفات" أو "التربة الزلطية" ويتم وضع زلط وتربة صفراء لتكون متماسكة ولا يوجد بها رمل وترش في هذه الحالة "MCO" لتكون طبقة عازلة واذا تم وضع أي مادة فوقه يقلبها. بعد ذلك تأتي طبقة "الأسفلت" أو طبقة "جراوتن" ويتم وضع طبقة أولي من 3 خشنة وبعد ذلك يتم خلط أسفلت بطبقة ثانية ونرش لاصقاً عبارة عن مشتقات البترول. إذا لم تتمالك الطبقة السطحية الثانية يشعر بها قائد السيارة علي الطرق السريعة ونجد آثارعربات النقل علي الأسفلت ويحدث ارتفاع وانخفاض للأسفلت. أضاف: مشروعات الطرق والكباري التي تتسلمها القوات المسلحة دائماً ما تكون ذات جودة عالية ومطابقة للمواصفات وذلك لاستخدام أحدث الأجهزة في التشغيل وأهمها "جهاز الليزر" ومهمة هذا الجهاز تسوية الأسفلت بدقة شديدة حسب المواصفات العالمية.