وقف المطرب عبدالحليم شبانة يغني بعض أغانية العاطفية في الإسكندرية.. ولكن الجمهور السكندري لم تعجبه أغانيه وألقوا عليه الطماطم والبيض.. وأصيب عبدالحليم بصدمة كادت تقعده عن الاستمرار في الغناء ومرت سنوات وغير عبدالحليم اسمه إلي عبدالحليم حافظ بدلا من "شبانة" تيمنا بمدير الإذاعة وقتئذ حافظ عبدالوهاب وعندما تم الإعلان عن قيام الجمهورية المصرية في عام 1953 أقيم حفل كبير علي مسرح الأزبكية ووقف عميد المسرح العربي يوسف وهبي يقدم فقرات الحفل وأعلن عن مولد مطرب جديد هو عبدالحليم حافظ وقابله الجمهور بالتصفيق الحاد.. وحقق في هذا الاحتفال نجاحا ضخما وذهب إليه متعهد الحفلات وطلبه للغناء في الإسكندرية مرة أخري وأمام الجمهور السكندري وذلك مقابل مبلغ مائة جنيه في الليلة الواحدة وليس خمسة جنيهات كما حدث في الحفلة الأولي. وفي عام 1956 غني عبدالحليم أمام جمال عبدالناصر أغنية إحنا الشعب.. وقد انبهر عبدالناصر بهذه الأغنية خصوصا عند مقطع "سيبنا في ايدك مصر أمانة" لقد ألهب هذا المقطع مشاعره ويروي محمد حسانين هيكل في كتابه عبدالناصر والعالم أن عبدالناصر قال له عندما كان يستمع لهذه الأغنية لقد أحسست بشعور غريب وأنا أسمع عبارة سيبنا في ايدك مصر أمانة.. أن مصر فعلا تمر بظروف خطيرة وهي بالفعل أمانة مرهونة علي حسن تصرفنا وعلي شجاعتنا في المواجهة وقد حملتني هذه الفقرة من الأغنية عبء المحافظة علي مصر ضد أي عدوان من مقال لمحمود الكردوسي في مجلة 50 سنة ثورة. وأوضح أن عبدالناصر كان يريد المحافظة علي مصر.. ولكن لم ينفذ قوله بحسن التصرف وكانت النتيجة أنه بعد 4 أشهر حدثت حرب 1956 المسماه بالاعتداء الثلاثي وبعد 11 سنة حدثت حرب 1967 المسماه بالنكسة. وفي ثورة 25 يناير.. كانت أغاني عبدالحليم حافظ الوطنية هي الشعلة التي حملها المتظاهرون وراحوا يرددون مقاطع كثيرة من الأغاني التي تحمل حب الوطن وأيضا حب عبدالناصر.