لم تعد الإسماعيلية هي المدينة الهادئة ولا باريس الصغري. ولا عروس مدن القناة.. فقد اخترقتها البنايات الأسمنتية ناطحات السحاب وهناك حركة عمران غير عادية كل يوم يصحو أهالي الإسماعيلية ليجدوا برجاً سكنياً مكوناً من 12 طابقاً في كل ناصية وشارع. وللأسف كل هذه الأبراج خالية تماماً من الجراجات رغم وجود جراجات في الرسم الهندسي أثناء استخراج التراخيص وإن كانت أولي وأهم شروط الحصول علي ترخيص ببناء برج سكني والحصول أيضاً علي موافقة الحماية المدنية لتركيب شبكة حريق لإنقاذ الأهالي في حالة وقوع كارثة لا قدر الله. ولكن المشهد الحقيقي في الإسماعيلية "سمك لبن تمر هندي" والكل يعمل ما بوسعه وما يرضي نفسه فقط. وكما يقول المهندس مارون اسحاق الخبير المروري بالإسماعيلية وتخطيط الميادين حيث تستعين به إدارة مرور الإسماعيلية رغم إحالته للمعاش منذ ثلاث سنوات ولكن لم يبخل علي بلده الإسماعيلية ويقدم المشورة والتخطيط والتنفيذ مجاناً. يقول المهندس مارون إن الإسماعيلية علي حافة كارثة مرورية حقيقية والأسباب أهمها استمرار مسلسل إنشاء الأبراج السكنية بوسائل غير شرعية رغم قرار المحافظ اللواء يس طاهر بوقف إصدار تراخيص بناء أبراج وعدم وجود جراجات أسفل هذه الأبراج وعدم التزام ملاك الأبراج بالرسم الهندسي وأيضاً عدم توافر أماكن انتظار سيارات وانتشار معارض السيارات التي استولت علي الأرصفة والشوارع ولا ننسي سلوكيات بعض قائدي السيارات وعشوائية الباعة الجائلين وانتشار الأكشاك غير المرخصة. طالب المهندس مارون إسحاق بضرورة تدخل الأجهزة المختلفة بالمحافظة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالإسماعيلية التي تختنق. يضيف عصام البدري "محاسب" أن الإسماعيلية تعاني معاناة شديدة من الانقطاع المستمر للمياه وضعف الضغط بسبب انتشار الأبراج السكنية وأشار إلي أن شبكات مياه الشرب والصرف الصحي بمدينة الإسماعيلية عمرها الافتراضي انتهي لأنها منذ خمسة وعشرين عاماً والآن الإسماعيلية تشهد توسعات عمرانية رأسية مخيفة ستؤدي إلي انفجار جميع خطوط الصرف الصحي وهذا ما حدث بالفعل كل يوم نري انفجار خط للصرف الصحي بجميع شوارع أحياء الإسماعيلية لا استثناء للأسف شركة القناة لمياه الشرب والصرف الصحي تسلمت المحافظة والمعدات وعمال الصرف الصحي منذ أعوام ولم تفعل أي شيء حتي الآن لمواجهة هذه الكارثة كان اللواء يس طاهر محافظ الإسماعيلية قد أعلن أنه لا نية للتراجع عن تنفيذ القرار الذي أصدره بشأن وقف بناء الأبراج السكنية والالتزام بتطبيق قوانين اشتراطات البناء. وعدم الموافقة علي هدم الفيلات والمباني ذات الطابع الأثري والحضاري من أجل الحفاظ علي الطابع المعماري لمدينة الإسماعيلية. التقي بمديري الإسكان والطرق والكهرباء والمرور والحماية المدنية والصرف الصحي ومياه الشرب ومديري الإدارات الهندسية بأحياء الإسماعيلية. لمناقشة عدد من القضايا والمشكلات المتعلقة بالاستثمار العقاري في الإسماعيلية وملف الأبراج السكنية المخالفة لاشتراطات الحماية المدنية والتي يطالب أصحابها باستكمال توصيل المرافق لها. أكد محافظ الإسماعيلية ضرورة تفعيل دور اللجنة المشكلة برئاسة السكرتير العام والتي تضم في عضويتها ممثلي كل الأجهزة المعنية والفنية لتتولي حصر ومعاينة جميع الأبراج السكنية المخالفة للاشتراطات الفنية. ودراسة إمكانية إيجاد حل جذري لتلك المشكلات بما لا يتعارض مع قوانين واشتراطات البناء.