سهر الآلاف من أبناء مدينة قلين بمحافظة كفر الشيخ والعديد من رجال الأمن بالإسكندرية ووفد من محافظة كفر الشيخ ومجلس مدينة قلين ومديرية الأمن حتي الصباح ابتهاجا واحتفالاً بتكريم أمين الشرطة البطل صلاح سعيد مصطفي "مفتش المفرقعات" بالحماية المدنية بالاسكندرية الذي فقد ساقيه وأطراف يده اليسري. عندما أبطل بشجاعة منقطعة النظير قنبلة كانت ملقاة بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية منذ ثلاثة شهور. وكادت أن تتسبب في ازهاق أرواح الكثيرين واصابة العديد منهم. وذلك بعد عودته سالما من لندن بعد نجاح عملية لتركيب أطراف صناعية له. كان قد زاره محافظ الإسكندرية وقائد المنطقة الشمالية ومدير الأمن والدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة بعد اجراء عملية جراحية له لعلاجه تم خلالها بتر ساقيه وجزء من أحد ذراعيه بعد تهتكها بشكل كامل خلال الانفجار. وتم إرساله بعد ذلك منذ شهرين إلي لندن لتركيب أطراف صناعية. حيث نجحت العملية وعاد بعدها انسانا طبيعيا لمواجهة الارهاب مره أخري. غمرت أهالي مدينة قلين بمحافظة كفرالشيخ وأهالي منطقة مسجد سيدي باشا بمدينة قلين سعادة وفرحة غامرة وهم يهنئونه بعد عودته سالما قادماً من رحلة علاج من لندن. بعد إجراء جراحة ناجحة لتركيب أطراف صناعية له تعويضاً عن فقده لقدميه. وبعض أطراف أصابع يده اليسري. نتيجة انفجار قنبلة أثناء تفكيكها بسيدي جابر بالاسكندرية. واستقبلوا خبير المفرقعات بهتافات "الله أكبر".. و"تحيا مصر". بجانب إطلاق النساء للزغاريد المدوية. وتجمع الأهالي أمام منزله. لتقديم التهاني له. وتعبيرًا عن فرحتهم بعودته من جديد لأحضان والدته وأفراد أسرته. التقت "المساء" بأمين الشرطة البطل في منزله بمدينة قلين بكفرالشيخ وسط حفاوة بالغة وفرحة غامرة من المواطنين الذين جاءوا مهنئين له بالعوده سالما بعد نجاح عمليه تركيب الأطراف الصناعية له. فقال أتقدم في بداية حديثي بالشكر والثناء والعرفان والتقدير للرئيس البطل عبدالفتاح السيسي الذي يخوض الان حربا ضارية لاهوادة فيها علي الارهاب بكل صوره وأشكاله وألوانه .وأثناء عملي بقسم الحماية المدنية بالاسكندرية كعادتي تلقيت بلاغاً باشتباه الأهالي في جسم غريب بشارع المشير تجاه البحر ما بين المستشفي العسكري والمنطقة الشمالية للقوات المسلحة. وذلك عقب تعاملهم مع بلاغ سابق بوجود قنبلة في محطة الرمل. وكان ضابط قسم الحماية المدنية وخبير المفرقعات وقتها مرهقاً جدًا. مما اضطرني إلي ارتداء بذلة المفرقعات التي يرتديها أي خبير مفرقعات للتعامل مع الأجسام الغريبة. وذهبت للتعامل مع الجسم بكل شجاعة ودون خوف. وكان هذا الجسم عبارة عن أسطوانة الجزء الأمامي منها مدبب. ومن الأسفل جزء أسطواني. وتم وضعها علي عمود كهربائي. والجزء المدبب كان موجها للمستشفي العسكري. والحمد لله تم التعامل مع هذه القنبلة في بداية الأمر حيث قمت بإطلاق أول طلقة. وكنا فرضنا كردوناً أمنياً قوياً خشية أن يتعرض أحد لأي مكروه. لأن هناك مواطنين حاولوا الدخول لكننا منعناهم. وخلال عملية التأمين للقنبلة اكتشفت اتصال شريحة محمول أخري. حتي حدث الانفجار. ونطقت الشهادة. ورغم ذلك لم أشعر بالخوف من الموت. لأننا جميعا منذ تعاملنا مع القنابل نعلم تماما أننا ذاهبون ولا نعود. أضاف أمين الشرطة البطل: "شعرت بأصوات سيارات الإسعاف وسرينة سيارات الشرطة حولي. كما شعرت أيضًا بكل شئ. حتي زملائي شعرت بهم وهم يحملونني. وقلت لهم أنا كويس وبعد ذلك لم أدر بشئ إلا بوجودي علي سرير المستشفي العسكري. وقام عدد كبير من قيادات القوات المسلحة. والوزراء بزيارتي للاطمئنان علي. وما أسعدني خلال فترة علاجي قبل سفري للخارج. وصول مندوب من الرئاسة للاطمئنان علي". أعرب عن سعادتي البالغة بالحفاوة الشديدة التي استقبلني بها الأهالي في مسقط رأسي بمدينة قلين. وأنا في شوق شديد بعد عودتي من اجراء العملية بلندن وتركيب أطراف صناعية للعمل أكثر من الأول. نظراً لعدم شعوري الان بأي خوف قبل ذلك. وقمت مع زملائي قبل ذلك بتفكيك قنابل أخري عديدة زرعها هؤلاء الارهابيون بلغت 16 قنبلة ونجاني الله منها. وأن الإصابة التي تعرضت لها. ونتج عنها بتر في قدميه وبعض أطراف أصابع يده اليسري. شجعتني علي الاستمرار في مواصلة عملي المفضل بتفكيك القنابل. وأوجه رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي. "كلنا معاك يا ريس ضد الإرهاب". أضاف: أناشد وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار بإعادتي مرة ثانية للعمل وأقول له "مازالت لدي طاقة كبيرة بداخلي لخدمة مصر وسأقوم بحمايتها بما تبقي من جسدي وعمري حتي لو كلفني ذلك حياتي التي هي أغلي شئ عندي في الوجود. فقدانقطعت رجلي الاثنين وذراعي الشمال ومستعد أن أفدي مصر بذراعي اللي باقي "ولو قطعوا ذراعي الوحيدة المتبقية سأعود زاحفًا لخدمة مصر. ولن أتراجع لحظة واحدة عن مواجهة الارهاب فالإرهاب لن يستطيع اختراق صفوف المصريين. وأنا مش زعلان لأن القنبلة أفقدتني ساقي وكفي الأيسر. فقد أنقذت بها أرواح العشرات من الأبرياء من المصريين ولو عاد بي الزمان مرة ثانية مش هتأخر". وإن عمي خليل الاختيار رحمه الله مثلي الأعلي فقد خصيته وقدمه في حرب السادس من أكتوبر عام 1973. وعاش حياته دون أنجاب واليوم أنا امتداد له والحمد لله. قالت زوجته أنا فخور تماما بزوجي امين الشرطة البطل. وأن ما بُتر من جسده سبقه للجنة وأنها تعودت علي قيامه بإبطال القنابل بشجاعة بالغة التي تزرعها الجماعة الإرهابية. فكلما أبطل قنبلة بالإسكندرية كنت أعرف بها فتعودت علي ذلك وكانت واثقة من بطولته وراضية بقضاء الله وقدره. وأنه فقد ساقيه وأصابع من يده اليسري الا أنني أشعر بالسعادة الكبيرة لأن ما فُقد منه فداء لوطنه. ويتعامل صلاح مع القنبلة كأنها علبة شيكولاته وأن نجلها "محمد" الصغير سيفتخر به وبأعماله البطوليه في مواجهة المفرقعات. وأن لي أخاً يسمي صلاح أمين شرطة أيضا رفض العودة من سيناءلكفر الشيخ مفضلاً الشهادة في سبيل الله. ولا أنسي مداعبته لزوجي عندما قاله له يا بختك جزء منك سبقكك للجنة وأنا إن شاء الله سأسبقك للجنة باستشهادي. ونشكر رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والخارجية ووزير الأوقاف والشباب والرياضة وأهل إسكندرية وكفر الشيخ علي وقوفهم بجانب زوجي وتشجيعهم له.پ أضاف شقيقه أحمد وتامر. "كنا مرافقين له في رحلة علاجه ووجدنا كل ترحيب. وتم توفير كل احتياجات شقيقي منذ الموافقة علي الطلب بالسفر للعلاج عبر المكتب الطبي للسفارة في لندن. ووقوف المسئولين في الخارجية والسفارة في لندن معنا. حتي سافرنا 8 أبريل الماضي. وتمت الموافقة بتركيب الركبتين الصناعيتين بمستشفي سان ماري". ومعنويات شقيقي الان مرتفعة فهو صاحب ال30 سنة رجل مكافح فخور بنفسه لتمكنه من تفادي سقوط ضحايا بسبب قنبلة كانت سيكون لها أثر علي مستشفي القوات المسلحة والمنطقة الشمالية وتعامل معها بكل شجاعة.. وضحي بنفسه لابعاد الاذي والشر عن الآخرين. أكد الدكتور أسامة حمدي محافظ كفر الشيخ أنه أوفد اللواء محمود مطاوع رئيس مركز ومدينة كفر الشيخ لحضور الاحتفال وتكريم هذا البطل الهمام. وأنه سيتواصل مع البطل المصري الكبير. ونحن نقدر أمثال هذا البطل وغيره كثيرون من المصريين المخلصين. وأن البطل صلاح ليس النموذج الوحيد ولكننا نقف في طابور طويل من الأبطال منهم صلاح. ونحن مواصلون وراءه بالاستشهاد أو بالإصابات التي تحدث للأبطال ومصر مكملة ونحن مكملون ولو استشهد بطل أو أصيب فهناك مليون يقدمون أرواحهم فداء لمصر. ونحن نقدر تضحيات البطل وسنقف خلفه وكل مطالبه مجابة وسيجمعني به لقاء خلال الساعات أو الايام القادمة. فهو يستحق كل تقدير واحترام. أشار اللواء محمد عاطف شلبي. مدير أمن كفر الشيخ الجديد. إلي أنه أوفد وفدا رفيع المستوي من المديرية لتقديم التهنئة للبطل صلاح الاختيار بسلامة عودته ونجاح تركيب الأطراف الصناعية له. وأننا نقدر ما قام به البطل فكلنا مشروع شهداء في سبيل مصر وأمنها واستقرارها. واتصلت به هاتفيا للاطمئنان عليه. وأنه سيزوره في منزله للاطمئنان عليه. قال اللواء محمود مطاوع رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينه قلين. أنا سعيد جدا بهذا البطل الهمام الذي واجه الارهاب بشجاعة كبيرة. وكرمته في منزله نيابة عن المحافظ د.أسامة حمدي محافظ كفر الشيخ. والذي أوفدني نائبا عنه. وكان برفقتي مأمور مركز قلين والعديد من الضباط نائبين عن مديرالأمن. بحضور عدد من الشعبيين والتنفيذيين لتهنئته بالعوده بعد نجاح عملية تركيب أطراف صناعية له بلندن. وتوافد أيضا المئات من أهالي قري ومدينة قلين والمحافظة ومأمور مركز شرطة قلين ومعاوني مباحث قلين نيابة عن اللواء محمد عاطف شلبي مدير أمن كفر الشيخ وعدد من زملاء البطل بإدارة المفرقعات بالإسكندرية. قال خيري القلماوي أحد ابناء كفرالشيخ. حمدالله علي السلامة يا بطل شرفت كل مصري لشجاعتك الشخصية وشجاعة الجندي الفدائي المصري واثبت للعالم أجمع أن الجندي المصري فعلا خير أجناد الأرض فلقد رفعت رأس مصر عاليا خفاقة ورفعت رءوسنا جميعا ومركز قلين خاصة بارك الله فيك يا أسد الأسود.