منتهي الاستخفاف بعقول الناس أن يخرج علينا مسئول كبير -كان ومازال- يشغل منصبا مهما وحساسا في الدولة ليقول في تصريح غريب إن رئيس الوزراء الأسبق د.أحمد نظيف أصدر أوامر مباشرة إليه بوقف التعيينات الحكومية في محاولة لارتداء ثوب الحمل الوديع وإبعاد أي مسئولية عنه واكتساب تعاطف الشباب ممن فاتهم قطار الوظيفة الميري. هذا التصريح المثير للدهشة يجسد مرحلة عدم الاتزان التي أصابت البعض في أعقاب ثورة يناير ممن تحولوا فجأة وبلا مقدمات إلي ثوار -بالاسم فقط- للفوز بالغنيمة خاصة أولئك الذين تبوأوا المناصب القيادية في ظل النظام السابق وحصلوا علي الامتيازات المادية والمعنوية بل ووقفوا ضد الثورة في أيامها الأولي بكل ما أوتوا من قوة ثم ارتدوا فجأة حُلة الثوار والمعارضين وتصدروا المشهد. صاروا يحللون ويُنظرون وينتقدون رغم أنهم لم يعرفوا الطريق يوما إلي ميدان التحرير إلا مرورا بسياراتهم الفارهة فلا هم ثوار ولا يمتون للثورة بصلة لكنهم يعرفون جيدا قواعد اللعبة!! الكثيرون ركبوا الموجة وتحول أذيال النظام السابق بقدرة قادر إلي ثوار يفرضون آراءهم بالقوة وبالتطاول أحيانا علي أناس مشهود لهم بالأخلاق الكريمة ونظافة اليد ولم يكونوا يوما محسوبين علي النظام - أي نظام.-لقد اتبع هؤلاء الثوار المزيفون سياسة الصوت العالي والبلطجة للحصول علي ما يريدون وربما أكثر. فالقيادات مرتعشة وأصحاب القرار يؤثرون السلامة حتي تمر تلك المرحلة الفارقة بأقل الخسائر الممكنة. للأسف.. الوجوه نفس الوجوه ومن يعتلون المقاعد ويقومون بالأمر والنهي لم تتغير أسماؤهم ولا أشكالهم في معظم المصالح والهيئات -إن لم تكن كلها- كل ما حدث أن القبلة تغيرت ومن كانوا يسبحون بحمد مبارك أخذوا هدنة ونقلوا الدفة مؤقتا إلي الحكومة الانتقالية في انتظار أن يأتي فرعون جديد يمسك بزمام الأمور ثلاثين عاما قادمة حتي يتجرأ الشعب ويفكر في القيام بثورة أخري أو يأتي الله بأمر من عنده. الذي أفهمه أن من تولوا المناصب القيادية في عهد النظام السابق يجب عليهم أن يسلموا الراية. فعصرهم قد ولي ومضي مع الاعتراف أن بعضهم كان متحفظا أو رافضا لما كان يحدث لكنهم في النهاية شركاء فيما وصلت إليه البلاد من ترد وتراجع بمختلف المجالات.. الأمانة ونظافة اليد شيء والقدرة علي تحمل المسئولية وشجاعة اتخاذ القرار شيء آخر. المرحلة انتهت بحلوها ومرها.. من أفسد فلا حديث معه إلا في ساحات المحاكم ومن شارك بالصمت والعجز فيجب أن يترك الساحة فورا وبلا مماطلة احتراما لأرواح الشهداء والشباب الذين حملوا أرواحهم علي أكفهم حتي تتغير مصر ولا مجال للتغيير مع استمرار الوجوه القديمة التي لا تحسن غير النفاق والتسبيح بحمد الفرعون. عفوا.. لقد انتهي زمن الفراعنة