في عهد الكابتن حسن حمدي والكابتن محمود الخطيب كان التنافس بين الناديين الكبيرين الأهلي والزمالك تنافساً مقبولاً لم يصل إلي حد العداء الذي وصل إليه الآن في ظل وجود المهندس محمود طاهر علي رأس النادي الأهلي. كنا قد توقعنا أن تهدأ الأمور في عهد طاهر ومجلسه وتعود العلاقات الطبيعية بين الناديين كما كان الحال عليه أيام الكابتن محمد حسن حلمي رئيس نادي الزمالك ومن جاء بعده وأيام الكابتن صالح سليم رئيس الأهلي لكن الأمور جاءت علي العكس تماماً. لقد أبدي المستشار مرتضي منصور رئيس الزمالك حسن نواياه تجاه الأهلي منذ أن تولي المسئولية ورحب بالتقارب بين الناديين علي أن يقتصر التنافس بينهما في المجالات الرياضية فقط.. وتبقي العلاقات الإنسانية والاجتماعية قائمة بينهما. حيث يتواصل الناديان ويتلاقيان في المناسبات الاجتماعية دون ضغينة. يحزنني أن أقرأ في صحيفة "الجمهورية" أن عضو مجلس إدارة النادي الأهلي محمد عبدالوهاب قد اعتذر لجماهير النادي الأهلي.. وهو في الحقيقة اعتذار للمهندس محمود طاهر.. علي ما اعتبره خطأ غير مقصود لقيامه باحتضان ومصافحة رئيس نادي الزمالك المستشار مرتضي منصور في عزاء الفنان الراحل سامي العدل!! هل وصل الأمر لهذه الدرجة لأن يعتذر عبدالوهاب عن مصافحة واحتضان رئيس نادي الزمالك ويعتبره خطأ غير مقصود؟!.. ما هو الخطأ في ذلك يا أخ عبدالوهاب؟!.. هل تخاف من المهندس محمود طاهر إلي هذه الدرجة حتي لا يغضب عليك؟!.. وهل يمكن للتنافس الرياضي أن يتحول إلي عداء مستحكم تنقطع فيه كل صلات المودة والرحمة ليحل محله الكره والغضب والحقد؟!! ولماذا لم يأخذ المهندس محمود طاهر والكابتن شوبير المبادرة ويقوما بخطوة إنسانية لإعادة العلاقات إلي مجراها الطبيعي ويتوجها بالتحية والسلام إلي المستشار مرتضي منصور؟!.. لا شك أنه كان سيقابل ذلك بتحية أكثر منها ويبادر هو أيضا بالترحيب بهما بالطريقة التي تليق بمبادرتهما. وتخرج الصحف والفضائيات بعودة علاقات الأخوة والمحبة بين الناديين!! الخبر الذي نشرته "الجمهورية" يقول إن المهندس محمود طاهر وشوبير تجاهلا حتي مجرد النظر إلي المستشار مرتضي منصور لأن هناك مقاطعة من جانب رئيس النادي الأهلي ومجلسه لرئيس الزمالك!! الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "وخيركم من يبدأ بالسلام".. فهل نسينا ديننا الحنيف وتعاليم الرسول لنسير علي هذا الهدي الكريم الذي أوصي به؟! أنا شخصياً لم أكن أتوقع أن يمتد العداء بين الناديين إلي محاولة كل منهما إفساد خطط الآخر في التعاقد مع لاعبين جدد للموسم الجديد.. وكنت أتمني إذا سمع المسئولون فيهما عن قيام ناد منهما بمحاولات للتعاقد مع لاعب ما أن يمتنع النادي الآخر عن التدخل في هذا الموضوع. لكن هذا العداء المستحكم أدي إلي أن يصبح اللاعبون المهاجمون في النادي الأهلي 6 لاعبين هم: إيفونا وأنطوي ومحمد حمدي زكي وعمرو جمال ومتعب وأحمد عبدالظاهر.. والبقية تأتي!! وهناك حرب شعواء علي السولية لاعب الإسماعيلي وأحمد الشيخ وكهربا وصالح جمعة.. ومن الذي سيفوز بخدماتهم لتدعيم فريقه؟! مصر في حاجة حالياً إلي أن يصطف الجميع في مواجهة التكفيريين والإرهابيين.. ويجب علي الناديين الكبيرين أن يراعيا هذه الظروف التي تمر بها البلد.. لكن إصرار الأهلي علي أن يكون هو النادي الذي يجب أن يتفوق علي الجميع أخرج التنافس بينهما إلي حد العداء.. وهو أمر لا نرضاه لقيادة النادي الأهلي ولجماهيره.