دائماً ما يعطي الفلاح المثل والقدوة في كيفية الاستفادة بكل ما تجيد به الأرض والبيئة المحيطة به.. حيث أكد المزارع الأسيوطي أنه رغم الظروف والمعوقات التي تحيط بعملية الإنتاج الزراعي سواء لارتفاع تكاليف الإنتاج أو الإيجارات أو الظروف المناخية التي تكون في الغالب والأعم سبباً من أسباب ضرب المحصول وضعف الإنتاج.. إلا أن وعيه بكيفية الاستفادة من كل ما تنتجه الأرض ومخلفات الزراعات كل حسب قيمته واحتياجه فعلي سبيل المثال يقوم المزارعون في أسيوط بالاستفادة الكاملة من محصول الذرة الشامية من خلال استغلال حبوبها في أعلاف الماشية أو بيعها لتجار الكوالح تباع لتجار الفحم لاستخدامها كوقود أما الشيء الأهم وهو البوص فيتم استغلاله في إطعام الماشية طوال فصل الشتاء ومخلفاتها يتم استغلالها في انضاج الخبز والطعام من خلال الفرن البلدي "والكانون". "المساء" تجولت بين المزارعين وكان هذا التحقيق في البداية يقول عماد محمد من قرية كودية الإسلام بمركز ديروط بأسيو إن علاقة الفلاح بالأرض علاقة أزلية وحميمية لأنه ورثها عن إجداده وآبائه وتربي علي ترابها وعاش في أحضانها فيعلم دون غيره متي تأخذ ومتي تعطي وعلي هذا الأساس بني خبرته الطويلة في كيفية الاستفادة من المخلفات الزراعية دون أن تذهب هدراً وعدم الاستفادة منها ويشير قائلاً: إن محصول الذرة الشامية يعد من أهم المحاصيل الصيفية التي يحرص المزارع الأسيوطي سواء كان مالكاً أو مستأجرا أو متهماً الأرض علي زراعتها رغم مشاكل هذا المحصول وتكاليف إنتاجيته العالية إلا أنه يحاول دائماً الاستفادة سواء ببيع حبوبها للتجار أو البنك للاستفادة لتسديد التكاليف والإيجار وغيرها من عمليات الإنتاج أو استعمالها كأعلاف للماشية وخاصة إذا كانت من الذرة الصفراء لأن أسعار الذرة أقل كثيراً من ثمن الرده "العلف" وبذلك يضمن تغذية جيدة للماشية ويضيف قائلاً إن الفلاح بطبعه هو أدري باحتياجاته ولذلك يحاول استغلال الأرض استغلالاً جيداً. يضيف طاهر العياط من قرية بني هلال مركز القوصية قائلاً إن استغلال بوص الذرة الشامية في إطعام الماشية وتغذيتها لأنه عنصر غذائي هام وخاصة في فصل الشتاء الذي يعد شديد البرودة في أسيوط ويؤثر في الماشية تأثيراً شديداً إذا كنا نعتمد علي تغذيتها بالبرسيم ولذلك نقوم بإطعامها ببوص الشامي وأوراقه لتدفئتها من برودة الجو لتحصينها من الأمراض وهو للماشية بمثابة الأطعمة الساخنة للإنسان ولذلك نجد المزارعين يحرصون كل الحرص علي لم هذا المحصول وتخزينه في الأحواش بالقرية أو علي أطراف الحقول حتي يتم نقله إلي الماشية بسهولة ويسر. ويقول عوض محمد من قرية بني عدي مركز منفلوط: من القليل والنادر أن تجد مزارعاً ناجحاً يقو م بحرق مخلفات الزراعة في الحقل إلا إذا كان لا يجيد التصرف فيها أو بالأرض خشائش ضارة ويريد التخلص منها من خلال حرقها بمخلفات الزراعة أما غير ذلك أن عمليات الحرق للمخلفات الزراعية ليس لها عوائد إيجابية علي التربة ولذلك نحرص كل الحرص علي الاستفادة من كل شيء علي سبيل المثال أن "الكوالح" التي تحمل حبات الذرة الشامية يتم بيعها بعد فرك الشامي منها لتجار الفحم أو الاستفادة منها في انضاج الأطعمة والمخبوزات في الفرن البلدي أو "الكانون" أو استخدامها للتدفئة في فصل الشتاء من خلال وضعها في المناقد المعدة لذلك. ويشير عبده محمد من قرية دوينة بأبوتيج إلي استغلال أبواص الذرة الرفيعة في عمل الأخواص لتغطية الزرائب وأحواش الماشية أو عمل حجرات منها علي أطراف الحقول لستر الماشية للحقول في فصل الشتاء لوضع الأطعمة اللازمة للماشية سواء كان برسيماً أو أبواصاً أو حشائش كما يمكن للفلاح أن يعمل منها شبه مكان للاستراحة بين فترات العمل سواء لتناول طعامه أو شرب الشاي. أما حمدي حسين من غنايم شرق أسيوط فيقول: إن استغلال مخلفات الزراعة في إطعام الماشية قديم من قدم الزمن وما استحدثناه اننا نقوم بتجميع المخلفات الزراعية الصغيرة جداً وخلطها بالأتربة لوضعها تحت الماشية لتدفئتها من البرد بردم المياه ومخلفات الماشية حتي لا تصاب الماشية بالبرد في الشتاء ومن عملية "التكمير" ينتج عنها السماد البلدي "الأسباخ" وهي أسمدة طبيعية عضوية تعوض الكثير مما يتلف من الأرض من خلال الزراعات المتوالية.