** في ذكري الإسراء والمعراج.. سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي.. نعود لننهل من كتاب عملاق الفكر عباس محمود العقاد عبقرية محمد صلي الله عليه وسلم حيث ذكر عن الرسول أنه أوتي جوامع الكلم فكان نطقه منزهاً وهيئة كلامه مهيبة فاسترضع بلاغة بني سعد وتوسم فيه الناس أصالة بني هاشم ووجاهة تميم وكرم ساعدة. وتناول العقاد سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم من الناحية العملية حيث ركز علي الصفات التي ساعدته علي نشر الإسلام بعيداً عن الحكمة الإلهية أو معجزات الله السماوية التي أيده بها الله مركزاً علي تلك الصفات التي ولد بها وتربي عليها وما أكثرها متناولاً فصاحة اللسان ودماثة الخلق وقد عرف العقاد أن الفصاحة تأتي من قوة اللفظ ودقة الكلام ووضوح المعني وبيان النطق واصفاً تقييماً منهجياً وبليغاً: لماذا كان النبي صلي الله عليه وسلم الأمي فصيحاً وبليغاً متعمقاً في مدي تأثير بلاغة النبي علي انتشار رسالته وتحدث العقاد عن اتزان ردود أفعال الرسول صلي الله عليه وسلم فقد كان حذراً لا يخطئ في التقدير ولا يتعجل في الاستنتاج حتي عندما آتاه الوحي وهو يتعبد في غار حراء أول مرة تمالك نفسه من الهول سائلاً من توسم فيه الحكمة وكان ورقة بن نوفل صابراً علي ما ابتلي به من عظم المسئولية ودعا سراً 3 سنوات بمكة حتي استبان له وضعه.. ولنا عودة حبا في رسول الله الصادق الأمين وما كان ينطق عن الهوي!! *** ** شباب مصر يغزل من ترابها وأشجارها ونخيلها وآثارها ومزارعها ونبل وأخلاق مواطنيها عظمة مصر وريادتها وينسجون من شمسها المشرقة وقطرات الندي وحدائقها ومزارعها الخضراء ونيلها العذب الرقراق واهب الحياة عظمة وجودهم وشرف انتمائهم لكنانة الله في أرضه التي علمت الدنيا كلها معني الحياة والوجود ومنها جاء التوحيد قبل ظهور الأديان ورسالاتها في الوجود من خلال إخناتون أحد ملوك الفراعنة!! *** ** أتابع في بعض الأحيان كتابات المحامي البارع رجائي عطية وأتبين منها أنه موسوعي صاحب موهبة واقتدار يضيف ما يكتبه بالمعلومات وعندما تستضيفه إحدي القنوات تسمع الكلمات التي تخرج من بين شفتيه سليمة ونحواً وصرفاً وتقطيعاً وأداء يذكرك بعمالقة الفكر وأساتذة البيان وحراس لغتنا العربية الجميلة التي تتعرض الآن لهجمة شرسة من بعض المتفرنجين ودعاة التحضر الأعمي تحت مسمي التزود بعلوم العصر ولا مانع أو اعتراض لكن يبقي التمسك باللغة العربية لكونها الأساس والأصل والهوية والذاكرة القومية التي يجب الحفاظ عليها.. فمتي يعي ذلك دعاة الفرنجة والفذلكة والتحضر.. نقول للكتاب والمفكرين وصناع الدراما اللغة العربية أمانة في أعناقكم!!