قدم الفنان مكرم حنين معرضه في قاعة "بيكاسو" بكلمة تحت عنوان "الروحانية بين الواقع والخيال" يقول فيها: لقد حررت ثورة الشباب توجهات الفنانين المصريين من العبثية والارتباك والفوضي في مجال الفنون الجميلة.. وكان ذلك سبباً في نفور جمهور الفن في مصر من تلك التوجهات نحو تقليد البدع "الأورو أمريكية" فيما بعد الحداثة التي انتهت إلي طريق مسدود. ثم تحولت معظم هذه البلاد إلي أهمية التمكن من دراسة الفن وأهمية الأسلوب أو التعبيري في فن الرسم بالألوان والنحت. الفنانون المصريون استفاقوا بثورة يناير وبدأ عدد كبير منهم مراجعة توجهاتهم الفنية لترك هذا الارتباك والفوضي. والنظر إلي حركة الشعب نحو الحرية والديمقراطية وغيرها من القيم الإنسانية والأخلاقية والتحرر من التبعية. والتوجه نحو إبداع فن مصري.. وسوف يحتاج ذلك إلي بعض الوقت للنضوج والتألق وخلق لغة تخاطب مع الجمهور. ليس فقط في الفنون الجميلة ولكن في جميع الفنون والآداب. ان النبض والحيوية في الأعمال الفنية الجادة مصدره تلك الروحانية التي تجذب المتلقي من خلال الانتظام الجمالي ومعايشته العميقة المكتسبة من رؤيته للأعمال الفنية علي امتداد التاريخ. وها نحن في مطلع الألفية الثالثة مازلنا نتحاور بشغف مع التماثيل والرسوم المصرية القديمة والإغريقية والرومانية والهندية والأفريقية وغيرها فلكل فن ثقافته وروحانياته التي تميزه وتؤكد انتماءه لشعبه. الروحانية تتواجد بكثافة في التجسيم المتحقق. بينما تظهر في المجردات المتفككة مرتكبة بلا روح وضائعة ومشتتة لاكتفائها بالمظهر. الروحانية ترتبط بالانتماء وبحالة الإنسان وبالمكان وبواقع وأحوال البشر في زمانهم وهذا يمنح الفنان أرضا خصبة للتصور الحر والخيال والإبداع الأصيل.