يا عبدالناصر أمامك خياران للتعامل مع شقيقك المتكبر

أسئلة كثيرة وردت من القراء إلي باب "فتاوي وأحكام" يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدنيا ..عرضناها علي الشيخ محمد فوزي علم الدين "إمام وخطيب مسجد السيدة فاطمة النبوية رضي الله عنها بحي الدرب الأحمر بمدينة القاهرة" . فأجاب بالآتي :
* يسأل عبد الناصر يوسف : أنا رجل فقير ولي أخ وسع الله عليه في الرزق والمنصب . وللأسف يري أنه فوق الناس ويتعالي علي الجميع . فهل علي حرمة إذا قاطعته؟
** نقول أولا لأخيك لو أن كل إنسان فكر في حقيقة نفسه ما تعالي علي أحد . روي الطبراني أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله تعالي وهو عليه غضبان" .. وقال سبحانه في الحديث القدسي الذي رواه مسلم "العزة إزاري والكبرياء ردائي .فمن نازعني في أيهما أذقته وبالي ولا أبالي".
وعلي هذا الإنسان أن يعلم كيف كانت نهاية فرعون وهامان والنمرود وغيرهم . وعليك أخي السائل أن تنصح شقيقك وترشده إلي الصواب . وإن لم يقبل فأمامك خياران إما عدم التعامل معه ولا وزر عليك . لأن الله عز وجل يبغض المتكبرين . وكذا المؤمن لا يحبهم.. أو طلب رضا الله سبحانه وتعالي في الحفاظ علي صلة الرحم والتواصل معه ولا تيأس فقد جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال : "يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ. فقال له - صلي الله عليه وسلم -: لئن كنت كما قلت فكأنك تسفهم المن - يعني الرماد الحامي - ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت علي ذلك" فالمقصود أن الله يعينه عليهم وربما هداهم الله بأسباب ذلك.
* يسأل محمود عبد الحميد : ذهبت لخطبة فتاة . فسألني أهلها عن تاريخ ميلادي ليعرفوا برجي . هل يتوافق معها أم لا . فما حكم الدين في مسألة الأبراج؟
** المستقبل لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالي . وعلمه تعالي يتميز بأمرين ؛ أولهما الصدق واليقين الذي لا يعتريه شك .. والثاني : الإحاطة والشمول . فلا يغيب عن علمه شيء وكل ما ينشر عن الفلكيين أو غيرهم أكثره استنساخ وفراسة وظن وتخمين وبراعة في الربط بين حركات النجوم .ومن ادعي أنه يعلم الغيب فقد خالف منهج الله عز وجل الذي استأثر به قال تعالي "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو".
أوضح ابن القيم والدميري في كتاب "مفتاح دار السعادة والحيوان" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال "تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم أمسكوا ". وذلك لأن نتائجها ظنية ليست بها فائدة وأقول إن الاعتماد علي الأبراج في معرفة مستقبل الزواج أو غيره منهي عنه . ومن صدق هذه التنبؤات يدخل تحت ما ورد في الحديث الذي رواه مسلم : "من أتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد بريء مما أنزله الله علي محمد .ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل له صلاة أربعين يوما".
* يسأل محمد شاهين : رجل فاتته العقيقة عن ولده ولم يفعلها . ويريد عملها . فهل تعد دينا عليه إن لم يفعلها . وهل علي المولود شاة واحدة ؟
** العقيقة هي الذبيحة عن المولود ذكرا كان أو أنثي . وهناك بعض العلماء الذين يرون أنها سنة لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "الغلام مرتهن بعقيقته . تذبح يوم السابع ويحلق رأسه" رواه أصحاب السنن .
والقول الثاني إنها واجبة وبه قال الليث والحسن وأهل الظاهر ورأي الجمهور أنها سنة وليست دينا لابد من قضائه .ولكن يجوز أن يعق الرجل في أي يوم من الأيام وفي أي سنة من السنين للمولود ولا بأس بعملها عندما يكبر المولود .
ومن السنة أن يذبح عن الذكر شاتين وعن الجارية شاة واحدة .وقيل الأصل ذبح شاة عن الغلام والفتاة . لأن النبي صلي الله عليه وسلم عق عن الحسن بن علي رضي الله عنهما وعن أخيه الحسين الذي ولد بعده بعام كبشا كبشا أي لكل واحد منهما كبش واحد.