لم تستطع أمريكا أن تكتم غضبها وتداري قلقها من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر.. حيث كشفت عما في صدرها وقلبها بسذاجة منقطعة النظير. جن جنون أمريكا وهي تري الاستقبال الرائع لبوتين والذي يمكن وصفه بأنه استقبال صديق حميم بدرجة قيصر.. أزعجها جدا الحميمية في لقاء الرئيسين أمام سلم الطائرة لحظة وصول بوتين.. ولطمها العشاء الثنائي للرئيسين في المطعم الدوار ببرج القاهرة وحفل الأوبرا. وشعرت أمريكا بوخزة عنيفة في القلب وهي تتابع المباحثات المصرية الروسية في شتي المجالات خاصة العسكري والأمني وبلغت الوخزة ذروتها وهي تري توقيع الاتفاقيات "المزلزلة" لبناء مفاعلين نوويين لتوليد الكهرباء بالضبعة بقدرة 2800 ميجا وإقامة المنطقة الصناعية بشمال جبل عتاقة ومنطقة التجارة الحرة وترتيبات جذب الاستثمارات والسياحة الروسية.. ثم كانت الصفعة الاخيرة عندما أكد بوتين أن روسيا ستشارك في المؤتمر الاقتصادي الشهر القادم بشرم الشيخ بقوة. علي الفور.. خرج علينا "بن رودس" نائب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي واصفا العلاقات المصرية الأمريكية في المجال الأمني بالعلاقات الفريدة التي ترجع إلي عقود طويلة من التعاون العسكري.. ثم انفجر كالبركان عندما ربط بين كلامه الأول وزيارة بوتين لمصر.. واقرأوا كلامه واضحكوا من قلوبكم.. قال لا فض فوه: انه ليس هناك مجال للتنافس بين الولاياتالمتحدةوروسيا علي التواصل مع مختلف الحكومات.. فالعلاقات المصرية الأمريكية فريدة من حيث تاريخها الطويل ومن الصعب الاستعاضة عنها بعلاقات أخري..!! وللرد علي هذه التخاريف.. اقول: * أولاً: علاقة مصر بأمريكا خاصة في المجال الأمني لا هي فريدة ولا حسنية.. لكنها شيء لزوم شيء.. السلاح مقابل الحفاظ علي السلام مع إسرائيل كما تنص علي ذلك معاهدة كامب ديفيد.. وبالتالي فإن الأمريكان ليسوا أصحاب فضل ولا يمنون علينا.. ولكن.. من يستغل حاجتي إلي السلاح كي ادافع به عن ارضي وشعبي أولي بي أن استغني عنه فورا ولو كان مصيري هو الموت.. أموت شهيداً وحراً أشرف لي. * ثانيا: علاقتنا بروسيا ليست علاقة تواصل بين الحكومتين.. بل هي علاقة استراتيجية.. وإذا كانت علاقتنا بأمريكا التي لا يتعدي عمرها 60 سنة توصف بأنها فريدة فبنفس المنطق يمكن وصف علاقتنا مع روسيا بأنها "ازلية" خاصة ان المستندات التي بين أيدينا تؤكد أن الامبراطورة الروسية كاترينا الثانية اصدرت مرسوما بتعيين اول قنصل روسي بالإسكندرية عام 1784 أي منذ 231 عاما وليس 60 عاما.. كما تم افتتاح اول قنصلية روسية بالقاهرة عام 1862 في الوقت الذي لم يكن لأمريكا أي وجود ولو هامشي في مصر.. ثم دشنت العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر والاتحاد السوفيتي السابق بافتتاح سفارة لكل بلد بالقاهرة وموسكو في 26 أغسطس 1943 صح النوم يا سيد يا محترم.. واقرأ التاريخ. * ثالثا.. المسألة لا تخضع للتنافس ابداً.. فعلاقات مصر مع كافة الدول انما تقوم علي ثلاثة أسس: المصالح المشتركة. والاحترام المتبادل. وعدم التدخل في شئون الغير.. وبالتالي.. فإن أمريكا ليست لها أي خصوصية عندنا.. إذا التزمت بهذه الاسس فأهلاً وسهلاً بها وإذا لم تلتزم ففي 60 "سلامة".. ولتغضب كما تشاء.. فهذا لا يشغلنا. من كل ما سبق.. يتضح لنا أن الزيارة ازعجت أمريكان واغضبتهم واقلقتهم جدا ويقيني أنها ستدفع عملاءها لارتكاب المزيد من الجرائم الإرهابية داخل مصر.. واعتقد أن الإخوان سيبدأون من الآن وبأوامر من واشنطن وبتمويل قطري وتركي في إثارة القلاقل بمنطقة الضبعة للحيلولة دون إقامة المفاعلين النووين. يا حكومتنا.. اخلعي عباءة رد الفعل.. واسبقيهم بخطوة.