أطلق الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مبادرة بعنوان "الأزهر يجمعنا" وذلك في جميع المحافظات لتوعية الشباب خلال عطلة نصف العام بالمنهج الوسطي المعتدل الذي يحث عليه الدين الحنيف وتصحيح الأفكار المغلوطة وحمايتهم من براثن العنف والإرهاب وذلك في 4 آلاف مركز شباب علي مستوي الجمهورية بحيث تعقد ندوات يومية تجمع العلماء بالشباب. أكد العلماء والمحافظون أن هذه المبادرة طيبة ولكنها ليست كافية وحدها لمواجهة التطرف خاصة هذه الأيام التي انتشرت فيها أعمال الفوضي وتخريب الممتلكات وإزهاق الأرواح .. قالوا: إنه لابد من وضع استراتيجية قوية يقودها علماء ذوو فكر مستنير ولهم تأثير في المجتمع حتي يستطيعوا إقناع الناس بسلمية الدين الإسلامي وسماحته لاسيما أن أصحاب الأفكار الهدامة منتشرون في القري والنجوع أكثر من المدن. العريش محمد سليم سلام: أكد اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء في افتتاح المبادرة بالمدينة الشبابية الدولية علي أهمية فهم الشباب تعاليم الدين الصحيحة في هذه السن من مراحل عمرهم وطالب العلماء أن يراعوا فارق السن بين مختلف الفئات من نشء وشباب وغرس فيهم الفكر الديني المعتدل في الحوارات واللقاءات والمحاضرات خلال فترة المبادرة. دعا حرحور جميع أبناء الوطن إلي التوحد وعدم التفرقة والالتفاف حول الأزهر الشريف كرمز للوسطية والبعد عن التطرف مشيرا إلي أنه لا يوجد في مصر أية عنصرية أو فتنة طائفية وأن الدين السليم والسلوك الصحيح هو المنجي للأمة في هذه الفترة وأن ما حدث خلال الأيام الماضية من عنف وتشدد هو نتيجة للبعد عن الدين القويم وأن من وراء ذلك يهدفون إلي خراب البلاد. قال الشيخ علي الخياط مدير عام إدارة الدعوة بالأزهر الشريف إن المبادرة تدعو إلي الدين الوسطي ونبذ العنف والإرهاب وتحض علي نشر السلام الاجتماعي والعمل الجاد والدؤوب لخدمة الوطن. مشيرا إلي أن ديننا الإسلامي الحنيف يمثله الأزهر الشريف وهو الصرح الإسلامي بعلمائه وشيوخه الذين يعتبروا المرجعية في نشر هذا الفكر الوسطي. أكد إيهاب حسن عبد الوهاب مدير عام الشباب والرياضةپأن المبادرة تقوم علي تنفيذ نحو 24 ندوة موزعة علي مراكز ومدن المحافظة يستفيد منها نحو 7200 شاب وفتاة ومن النشء ويحاضر فيها عدد من أساتذة وعلماء الأزهر الشريف. قنا عبد المنعم منصور: وفي قنا أكد المحافظ اللواء عبد الحميد الهجان أنه سيتم عقد 36 ندوة تثقيفية خلال إجازة نصف العام الدراسي في مدن محافظة قنا التسع بالتنسيق بين الأزهر الشريف ومديرية الشباب والرياضة بالمحافظة بهدف توعية وتثقيف الشباب بتعاليم الإسلام السمحة وترسيخ ثقافة الانتماء وحب الوطن لديهم وتحصينهم من خطر الأفكار التكفيرية والجماعات الإرهابية التي تبتعد كل البعد عن سماحة الإسلام حتي يتثني لنا إعداد جيل قادر علي المشاركة في التنمية الاجتماعية والثقافية والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية. 44 ندوة في أسيوط من جهته طالب اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط الأوقاف والأزهر الشريف ووزارة الشباب بالتواصل مع المواطنين في القري والنجوع وليس المدن الكبري فقط علي أن يكون ذلك طوال العام ولا يقتصر علي الإجازات فقط مؤكدا أن التفاعل مع أفكار الشباب بشكل صحيح يؤدي إلي تنمية مجتمعية حقيقية ويساهم بشكل كبير في تصحيح تلك الأفكار والمفاهيم وتوجيهها إلي جادة الصواب. أشار اللواء حماد إلي أنه سيتم عقد 44 ندوة تثقيفية خلال الإجازة في مدن محافظة أسيوط بالإضافة إلي 10 مبادرات بالقري والنجوع بالتنسيق بين الأزهر الشريف ومديرية الشباب والرياضة بالمحافظة. الشرقية عبد العاطي محمد: وفي مبادرة "الأزهر يجمعنا" بالشرقية طالب المحافظ د. سعيد عبد العزيز عثمان الأزهر الشريف بضرورة وضع خطة استراتيجية واضحة لمجال الدعوة تناقش أمور الحياة والقضايا اليومية وربطها بصحيح الدين من أجل خلق أجيال قادرة علي تحمل المسئولية بعيداً عن الإرهاب الأسود مشيرا إلي أن هناك تقصيرا واضحا بمجال الدعوة سواء من الأزهر الشريف أو الأوقاف أدي إلي تصدر أفراد غير مؤهلين للمشهد الدعوي يحملون أفكارا متطرفة وهدامة تبث سمومها بأرض الكنانة وحشو العقول بأفكار مغلوطة تؤدي إلي تضليل الناس. تفعيل العمل المؤسسي يري الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه في العمل الدعوي يجب تفعيل العمل المؤسسي بمعني اضطلاع هيئة أو مركز تخصصي للنقد العلمي السليم للشبهات التي تعتنقها الفرق الضالة والمنحرفة وذلك بوسائل متنوعة منها الوثائقي والوعظي والحوارات والمناظرات ولا يقتصر علي جانب واحد. ولذلك لابد من عمل سلسلة تصحيح مفاهيم مغلوطة وسوف أقدم لفضيلة رئيس جامعة الأزهر مقترحا لآلية علمية بالجامعة لما يخص تطوير الخطاب الديني وستنطلق قريبا من مؤسسة "التآلف بين الناس الخيرية" قوافل علمية تخصصية من فقهاء وباحثين في القضايا المعاصرة في تجمعات جماهيرية للطلاب والشباب والعمال والجنود خاصة أن المؤسسة أنجزت عشرة أبحاث تخصصية فيما يخص الفكر التكفيري. أشار إلي أنه علي الأوقاف مراجعة قائمة الأئمة المكلفين بالاشتراك في القوافل الدعوية واختيار الأكفاء القادرين علي إقناع الناس بالحسني والمنهج الوسطي للإسلام لأنه لوحظ تكرار الأسماء بشكل واضح مع أن هناك أئمة لم يلق عليهم الضوء رغم كفاءتهم وتميزهم في طريقة إلقاء المعلومة.