نحن بارعون في إطلاق الشائعات.. فقد أصبحنا من أكثر الدول التي تتفنن في خلق سيناريوهات لجذب انتباه الناس لموضوع معين حتي ولو كان ضد مصلحة الوطن. مؤخراً تداول نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي صوراً عديدة لثعبان ضخم وقالوا إنه تم العثور عليه أثناء حفر قناة السويس الجديدة وأن هذا الثعبان التهم 250 شخصاً من العمال المصريين.. وصدق أعداء الوطن أنفسهم عندما أوهموا الناس أن مشروع قناة السويس الجديدة ما هو إلا مصيدة للعمال لاسيما أنهم كانوا قد أطلقوا شائعة أخري تفيد بمقتل عدد من العمال في انهيار حوض ترسيب بالقناة وتبين بعد ذلك أنه لا توجد حالة وفاة واحدة وأن كل ما قيل شائعات مغرضة الهدف منها تشويه صورة المشروع الجديد وإحباط المصريين وتصويره علي أنه نذير شؤم علي كل من يعمل فيه. الثعبان الضخم الذي تداولت المواقع صورته كان موجوداً في نهر الأمازون وتم تصويره منذ زمن طويل وتركيب الصورة بالفوتوشوب ليظهر وكأنه في قناة السويس.. وإذا افترضنا جدلاً أن هذا الثعبان تم العثور عليه حقيقة فهل يعقل أنه التهم 250 من عمال القناة!! جميعنا كمصريين ننتظر مشروع قناة السويس بفارغ الصبر لإيماننا بأنه سيكون فاتحة خير علي البلد وسيساهم مع غيره من المشاريع الكبري التي تم الإعلان عنها بشكل كبير في تحسن الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل لملايين من الشباب العاطل والقضاء علي الفقر وتحسين مستوي المعيشة.. أما الإرهابيون الذين يسعون في الأرض فساداً لتشويه صورة المشروع الناجح فلن يستطيعوا مهما حاولوا أن ينالوا منه وسيرد الله كيدهم في نحورهم بدليل أن كذبهم وشائعاتهم سرعان ما ينكشف زيفها وفبركتها وينكشف معها وجههم القبيح. يجب علي شبابنا التدقيق في الأخبار التي يتم بثها علي مواقع التواصل الاجتماعي.. فكثير من هذه الأخبار يتبين كذبها ولكن بعد حدوث بلبلة في المجتمع مثل الربط بين خروج نجلي مبارك من السجن وذكري ثورة 25 يناير لترد لهما الدولة كرامتهما.. كذلك مقتل المقدم وائل متولي رئيس المباحث خلال اشتباكات المطرية وتبين أن الرجل حي يرزق ونفي أكذوبة مقتله وغيرها الكثير التي تسببت في حدوث احتقان وحالة غليان بالشارع المصري.. ليت كل من يتداول الشائعات أن يضع أمامه قول الله تعالي "ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين". إشارة حمراء الكل يتنصل من مقتل الناشطة شيماء الصباغ عضوة حزب التحالف الشعبي.. فالمتظاهرون يلقون التهمة علي الشرطة.. والداخلية تلقيها علي الإخوان.. والإخوان يتبرأون والحقيقة تاهت بين الجميع.. تري هل سيتمكن النائب العام من الكشف عن القاتل الحقيقي أم أن القضية ستقيد كمثيلاتها ضد مجهول؟!