إهدار المال العام وسوء التصرف في الميزانية في هيئة مثل دار الأوبرا يدفع حسابه النهضة الفنية والجمهور الذي من حقه أن ينعم بعروض راقية ومدروسة ترتقي بذوقه الفني ويجعله علي مسافة قريبة من التطور الموسيقي في العالم المتحضر. ولهذا يعد سوء التصرف في مال هذا المكان جريمة ثقافية كبري في حق هذا الشعب أكثر من كونها مجرد فساد مالي.. ولهذا نتمني أن تظهر نتائج التحقيقات سريعاً إذا كان هناك تحقيقات جدية بدأت سواء علي مستوي وزارة الثقافة أو الجهات الرقابية. الأهم أنه يجب أن تكون هناك دراسة علمية لإعادة هيكلة هذا المكان وتصحيح مساره ووضع نظم وتقاليد راسخة لا تتيح لرئيس الهيئة الانفراد بالقرارات ويتم وضع خطة للعروض وفق معايير عالمية فنية واقتصادية وأن ينتهي نظام "السمسرة" الذي تسير به.. الأوبرا منفذ إشعاع ثقافي هام نرجو من وزير الثقافة أن يتفرغ لإرساء قواعد جديدة له.. وأعتقد أن هذا لن يحدث إلا لو تطهرت الوزارة ذاتها من كل ما سعي للتربح وأخذ مكافآت عشوائية ولهذا فإن الملتقي الثقافي الذي تقيمه هيئة قصور الثقافة لوضع استراتيجية جديدة للهيئة يستحق التحية ونتمني أن يقام مثل هذا المؤتمر لدار الأوبرا ليكون الثاني منذ إنشائها حيث يذكر بالخير د. ناصر الأنصاري رحمه الله الذي كان أقام مؤتمراً لوضع استراتيجية لدار الأوبرا في بداية تولي منصبه واستفاد من كل توصياته وصارت الأوبرا علي منواله حتي تغيرت القيادات وبدأ الفساد يدب في أوصالها الآن هذا المكان يحتاج لمؤتمر جديد ورؤية جديدة..