"كنت دائماً أقول ياريت لو يكرموها وهي معنا حتي ولو بوردة. ولكن لم يسمعني أحد" كانت هذه الجملة إحدي كلمات جانو فغالي ابنة شقيقة الراحلة الكبيرة صباح. التي تري أنه كان من المفترض أن يتم تكريم "الشحرورة" قبل وفاتها لتري كل هذا الحب. حيث تساءلت ما فائدة "تقديم جنينة ورد ولكنها ليست معنا"؟؟ تحدثت جانو ل"المساء" عن الصبوحة في شبابها وفي أيامها الأخيرة معهم. وردت علي جميع الانتقادات التي تحدثت علي الجنازة الاسطورية التي قدمها الشعب اللبناني لرحيلها. بالإضافة للكشف عن علاقتها بابنتيهما "هويدا وصباح" والسر في وجود توتر في العلاقة بينهما. * هل صحيح أن هناك أغاني سجلتها الصبوحة في آخر أيامها.. وماهي تفاصيلها؟ ** نعم هناك إحداهما بعنوان "يومين" والثانية بعنوان "ممنونة" وهما من ألحان منذر وكلمات طوني أبو كرم. وسجلتهما منذ فترة ولكن لم تتم إذاعتهما الي الآن. ولا أعرف متي ستتم إذاعتهما لأنه من الواضح أن هناك مشكلة في الإذاعات. * ماذا عن ذكرياتك مع الصبوحة؟ وأكثر المواقف التي تذكرينها؟ ** نحن عائلة مرتبطة جداً ببعضها وجميعنا نعيش سوياً. ونقيم احتفالات مشتركة بيننا للاحتفال وخاصة في أعياد الميلاد "الكريسماس" حيث كانت تحرص الصبوحة علي الاحتفال معنا. وفي حالة سفرها كنا نسافر معها لنقضي الأعياد معاً. وبالنسبة للمواقف هناك بالتأكيد مواقف عديدة فهي كانت المسئولة عني في فترات تعليمي حتي سن 16 سنة. وذلك نظراً لأن أمي وأبي منفصلان فكانت هي المتكلفة بدراستي وألحقتني بأفضل المدارس في لبنان. وهذا الشيء فعلته معي ومع جميع بنات خالاتي فهي كانت المسئولة عنا جميعاً. * وماذا عن طقوسها يومياً؟ ** الشحرورة كانت تحب الاستيقاظ مبكراً وتشرب قهوتها في الصباح. ثم تجلس معي أنا وباقي بنات خالاتي ونلعب "كوتشينة". وكنا في بعض الأحيان نقوم ب"الترفيه عن أنفسنا" لنضحك. خاصة أننا عائلة ليس لدينا حظ في الزواج فكنا بنات مع بعضنا أغلب الأوقات. * ما أبرز النصائح التي كانت تقولها لكم باستمرار؟ ** كانت دائماً تنصحنا بحب الحياة والتفاؤل والبعد عن التشاؤم. ونحن جميعنا أخذنا هذه الصفات الايجابية بجدية وأصبحت فينا. ولكني أنا شخصياً لا استطيع أن أصبح هكذا الآن بعد وفاتها لأنها كانت آخر شيء من رائحة أمي ومع رحيلهما أشعر بأن الدنيا غريبة. وذلك لأنني كنت أزورها كل أربعة أو خمسة أشهر. حتي أثناء اقامتي في اسبانيا كنت أسفار إلي لبنان خصيصاً لأكون معها وأحضر عيد ميلادها الذي كنا نقيمه لها سنوياً. * يقال إن كثرة زواج الصبوحة سببه شعورها ب"الوحدة".. بما تردين علي هذه الأقاويل؟ ** هذا الموضوع قديم ولا يتعدي 10% من مجمل حياة الصبوحة المليئة بالانجازات. فهي ليس لها حظ في الزواج. كما أنها مثل أي امرأة كانت تتمني أن تعيش مع رجل واحد ولكن النصيب. وبالنسبة لوحدتها.. فهي لم تكن وحيدة علي الاطلاق فكان معها والدتي وخالاتي وبعد رحيلهن. ظل معها بناتهن. * كيف كانت علاقتها بابنتيها "هويدا وصباح"؟ ** كانت جيدة جداً وهما يعيشان في أمريكا وحاولا مرات عديدة اقناعها أن تعيش معهما هناك. ولكنها كانت ترفض وتفضل أن تمكث معهما بعض الوقت وتعود إلي لبنان مرة أخري. كما أنني عرضت عليها أنا وزوجي أن تعيش معنا في اسبانيا ولكنها أيضاً رفضت حيث كانت تحب أن تأتي للزيارات فقط. * من كان يرافق الشحرورة في آواخر أيامها؟ ** بنات خالاتي. والممرضة الخاصة بها إلي جانب جوزيف غريب الكوافير الخاص بالصبوحة الذي أصبح أخاً لنا لأنه معها منذ 20 عاماً. وبالرغم من ذلك كانت بالتأكيد مفتقدة ابنتيها "هويدا وصباح". * ما ردك بمن يقول إن ابنتها "هويدا" كانت تغير من شهرة والدتها.. وهذا سر ابتعادهما عن بعض؟ ** كلام فاضي وليس له أساس من الصحة. فلماذا تغير هويدا من الصبوحة؟؟!. فهي لو استكملت طريقها في الفن لأصبحت نجمة كبيرة في الوطن العربي. فهما كانتا متعلقتان ببعضهما جداً. حتي انني أتذكر موقفاً للصبوحة قالت لي فيها "يا لهوي لو جرالي حاجة هويدا هيجرالها إيه". وبالفعل حالياً هويدا تعاني من انهيار عصبي حاد وهذا هو سبب عدم حضورها الجنازة. * هل ستعود هويدا للعيش في لبنان مرة أخري؟ ** لا أعرف ماذا ستقرر. وبالتأكيد ستذهب لأن هناك بنات خالاتي وأصدقاءنا. ولكن الفترة الحالية لا نعرف ماذا سيتم لأنني أري أن لبنان افتقد شيئاً برحيل الصبوحة. وأصبح مختلفاً عما كان في السابق. * صرحتي قبل ذلك أن العائلة ستقوم باجراءات ضد من يتحدثون عن الصبوحة؟ ماذا تقصدين؟ وماهي الاجراءات التي ستقوم بها العائلة؟ ** نعم سنقوم برفع قضية لمن سيتحدث عن الصبوحة بشيء سييء أو يسيء إليها في أي فترة من فترات حياتها. لأننا ظللنا فترة كبيرة صامتين فهي كانت لا تحب القضايا ولكن نظراً لأن الحديث أصبح كثيراً قررنا هذا. وأنا أطلب من الجميع احترامها واحترام رحيلها. * ما ردك علي الأخبار المنتشرة بأن وفاة صباح "شائعة" وليست حقيقة؟ ** لأول مرة أقول علي شائعة "ياريت" ولكن للأسف هؤلاء الناس فاضية ورايقة. لأنهم في وجودها يتمنون موتها ويعلقون بأسوأ الكلام. وعند رحيلها يقولون هذا!! صراحة لا أعرف لمصلحة من يتم ترويج هذه الأفكار والكلام. * ماهو الطلب الأخير الذي أوصتك به؟ ** كانت دائماً تصر عليه حتي آخر لحظات حياتها أن نظل مترابطين ولا نتغير. وإذا سمعنا أي اساءة لا نرد عليها ونكون ك"النسر" لا نعلق علي التفاهات لأن الحياة ستستمر ولا يصح إلا الصحيح. * "الشحرورة" كانت ملكة للأناقة والجمال.. فماذا تفعلون بفساتينها؟ ** بالنسبة لفساتينها سيتم عمل متحف خاص بها. كما سيقوم مصمم الأزياء اللبناني وليم خوري بعرض فساتينها التي صممها لها في المعارض الدولية والعالمية. ويرفض المال نهائياً مهما عرض عليه من أموال. * ماهو أحب عمل للصبوحة. وأي أغنية تفضلها من بين أعمالها؟ ** هي كانت تحب جميع أعمالها سواء مسرحيات أو أفلام. وكانت تري أن لكل منهم برقيه وحلاوته والسن الخاص به. بينما في الأغاني كانت تردد في الفترة الأخيرة من حياتها أغنية "ساعات ساعات" لأنها تري أن فيها وقائع من حياتها. * هل هناك دور معين ندمت عليه؟ ** إطلاقاً.. الصبوحة لا تندم علي شيء فعلته. لأنها تري أن لكل عمل وموقف حالته الخاصة. * هل كانت راضية عن مسلسل "الشحرورة" الذي جسد سيرة حياتها؟ ** نعم كانت راضية لأنها أحبت اللبنانية كارول سماحة والشركة المنتجة للعمل. وبالرغم من ان المسلسل احتوي علي بعض الأخطاء وكل منا رأي خطأ من وجهة نظره إلا أن أداء كارول كان صادقاً. ولكننا نري أنه لو كانوا قد انتظروا بعض الوقت لظهر المسلسل مختلفاً وأفضل بكثير. * بالنسبة لتصريحات الفنان سمير صبري ووصفه الجنازة ب"السخيفة والغبية". هل تراجع عنها أو تم حديث بينكما لتوضيح صحة ما قاله؟ ** لم نتواصل من وقتها. وأنا أري أنه لن يتراجع عنها لأن هذا غضب الشعب اللبناني وعتبه عليه من حبنا فيه. والجميع استغرب واستعجب جنازة الصبوحة لأنها مختلفة ولكن هذه هي طقوسنا في لبنان وخاصة بالقري. * وأخيراً جنازة الصبوحة كانت مختلفة عن كل شيء شاهده المجتمع المصري.. حدثينا عن هذا اليوم في لبنان.. والانتقادات التي حدثت بعد ذلك؟ ** لبنان في هذا اليوم "زفرت" فيه الصبوحة مثلما أرادت وأوصتنا. وعلينا جميعنا احترام رغبتها وما فعله الشعب اللبناني. وجميع التعليقات التي سمعتها وسأسمعها لن نعلق عليها لأننا نريد أن نعيش بسلام وفي راحة بعيداً عن الشائعات والأقاويل حيث لم نستطع أن نقيم حداداً من كثرة الانتقادات.