وسط كم هائل من الأخبار المتناقضة والمزعجة أحيانا والتي تحتشد بها الصحف. قرأت خبرا أعاد لنفسي التفاؤل. وأيقنت أن مصر ستظل بلد الخير والحب ومهد العلم والعلماء مهما حاول بعض من فقدوا ضمائرهم أن يحولوها إلي مرتع لأطماعهم ويوقفوا انسياقها نحو التقدم والتطور. ورغم متابعتي المستمرة والدؤوبة لما تنشره الصحف وما تبثه وكالات الأنباء من أخبار محلية وعالمية. فلم يسبق لي أن سمعت عن الدكتور محمد العريان العالم المصري المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ولست أدري إذا كان جهلي بهذا الرجل العظيم تقصيرا مني أو من صحفنا وأجهزة اعلامنا.. فلا يعقل أن يكون هناك مواطن مصري علي هذا القدر من العظمة والمكانة الدولية. ولا نعرف عنه شيئا في الوقت الذي نهتم فيه بصغائر الأمور. الدكتور محمد العريان -كما نشرت الأهرام- من أبرز الشخصيات الاقتصادية في العالم حاليا.. تقلد مناصب دولية عديدة آخرها منصب المدير التنفيذي لأكبر شركة في العالم لإدارة الأصول الاقتصادية. وتقدر المحفظة الاقتصادية لها بنحو 1.1 تريليون دولار "ألف ومائة مليار دولار". هذا العالم الاقتصادي المصري الكبير الذي تفوق علي مستوي العالم والذي وصفه عالمنا المصري الجليل الدكتور أحمد زويل بأنه قيمة وقامة اقتصادية مصرية عالمية لم يشأ أن ينعزل عن بلده مثل الكثيرين الذين نسوها أو تناسوها وإنما أراد أن يؤكد انتماءه وحبه لهذا البلد الذي أنجبه فتبرع بثلاثين مليون دولار لدعم المشروع القومي للدكتور أحمد زويل للنهوض بمصر علمياً وتكنولوجيا وأكرر 30 مليون دولار-أي ليس مليونا ولا مليونين أو ثلاثة وإنما 30 مليونا- أي ما يوازي 180 مليون جنيه مصري. إنه درس في الوطنية والانتماء والعطاء من ابن بار إلي وطن عزيز كريم.. ألا لا نامت أعين البخلاء والفاسدين المفسدين الذين تلبستهم الأنانية وأعماهم الطمع والذين لم ينظروا إلي بلدهم إلا كبقرة حلوب يستدرون خيراتها إلي آخر قطرة. هل يكون هذا التبرع درسا لأثرياء مصر -وما أكثرهم- ليبادروا بالتبرع لمشروع الدكتور زويل لإحداث نقلة نوعية كبيرة لوضع هذا البلد علي طريق التقدم والرخاء؟! من منكم يا أبناء مصر الأثرياء الذين حققتم ثراءكم علي أرض وطنكم الغالي يأخذ المبادرة وينافس الدكتور العريان في وطنيته وعطائه ويتبرع -لا أقول بنفس المبلغ- ولكن بما تجود به نفسه لإنجاح مشروع الدكتور زويل؟ إننا ندعو إلي حملة كبري علي مستوي مصر كلها ليتبرع كل مواطن علي قدر دخله لهذا المشروع ونرجو أن تتبني هذه الحملة احدي جمعيات المجتمع المدني أو بعض الشخصيات ذات الوزن العلمي والديني أو السياسي أو مجموعة من هذه الشخصيات. نريد أن نثبت بالعمل -لا بالقول- أننا نحب مصر كما يحبها الدكتور العريان.