بالرغم من ان المرأة المصرية حصلت علي الكثير من حقوقها واصبحت تتبوأ العديد من المناصب التي كانت تعد حكرا علي الرجال فقط إلا أن المشكلة التي تواجه حواء الآن تأتي من داخل بيتها ومن أقرب الناس إليها من زوجها الذي أصبحيغار من نجاحها وتفوقها في العمل!! تقول سلوي. ا. ح مدير علاقات عامة باحدي شركات قطاع الأعمال العام:: فوجئت بأن زوجي يغار من نجاحي بعد ترقيتي وحصولي علي درجة مدير إدارة بينما لم يحصل عليها هو حيث يعمل معي في نفس الشركة ومن يومها دبت المشاكل بيننا علي أتفه الأشباب حيث كان يختلق المشاكل حتي يتشاجر معي.. ولكنني اتعامل مع الأمر بحكمة والتمس له العذر واحاول التوفيق بين عملي واسرتي حتي لا اترك له الفرصة لاختلاق مشاكل تؤثر علي الأسرة كلها. تقول هدي. ن. ر مهندسة اتصالات: هناك الكثير من الأزواج يغارون بالفعل من نجاح زوجاتهم وتفوقهن في العمل ويعانون من عقدة الشعور بالذنب.. وأنا أعاني بالفعل من هذه الغيرة بسبب مستواي التعليمي ومكانتي الاجتماعية ومركزي المرموق وينعكس هذا علي زوجي الذي يحاول ان يحبط من عزيمتي في كل مناسبة وهذا الأسلوب جعلني في حالة تحدي دائم لأثبت له انني لن أعود إلي الخلف مهما كانت الأسباب!! وتتعجب مديحة. ع. ا مدير احدي المدارس الابتدائية الخاصة: من تصرفات الأزواج الذين يغارون من عمل زوجاتهم ويبدأون في اختلاق المشاكل حتي تترك الزوجة عملها بحجة التفرغ له ولاولادهما. تؤكد ان الرجل الحقيقي صاحب شخصية عاقلة ومتزنة ويعتز بوجوده ومكانته ونجاحه ويفخر بما حققته زوجته من نجاح وتفوق في عملها ويجب ان يدرك ان النجاح والتوفيق من عند الله وان الزوجين شريكان في كل شيء وان التفاهم والانسجام هما سر السعادة الزوجية. تري الدكتورة اقبال السمالوطي رئيس جمعية حواء المستقبل والعميدة السابقة لمعهد الخدمة الاجتماعية: ان طبيعة مجتمعنا الذكوري يعطي للرجل كل شيء ومازال يعتبر المرأة مجرد مساعد له فقط ولا يرضي بتفوق الزوجة. اضافت ان المرأة التي تتفوق في عملها تواجه مشاكل كثيرة قد تؤدي إلي انتهاء الحياة الزوجية تماما مشيرة إلي أن العديد من الأزواج مازالوا يرفضون عمل الزوجة ونجاحها لأنهم يشعرون ان هذا الأمر يخرجهم من دائرة اهتمامها كما ان غرور بعض الرجال قد يتحول إلي غيرة إذا شعر ان زوجته افضل منه. تري د. اقبال ان المرأة الناجحة يجب ان تتمتع بالذكاء وتتعامل بحكمة مع هذه الغيرة وعليها ان تنسي عملها وتفوقها لمجرد ان تدخل بيتها وان تتحول إلي زوجة وأم فقط وتعطي كل اهتمامها لزوجها واسرتها. تري الدكتور زينب شاهين استاذ علم الاجتماع بالجامعة الامريكية ورئيس مركز قضايا المرأة للتنمية: ان طبيعة مجتمعنا ترفض عمل المرأة لأن الرجل مخلوق للعمل والانتاج والمرأة للبيت والانجاب فقط وتتفق مع د. اقبال في ضرورة ان تتعامل الزوجة مع هذه الغيرة بمنتهي الذكاء ولا تحاول ان تكون هي "رجل البيت" بل تشعر زوجها انه هو السيد وانه المسئول عن الاسرة كلها وفي مقدمتها الزوجة نفسها وبغير ذلك ستشتعل الخلافات التي غالبا ما تؤدي إلي انهيار الزواج. تنصح الزوجة بألا تلجأ إلي التفاخر والتباهي بتفوقها الوظيفي امام أولادها وزوجها وان تفصل تماما ين العمل والمنزل! أما الدكتورة سميحة نصر استاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية فتري ان طموح المرأة في ان تكون مديرة أو مسئولة لن يغضب زوجها طالما بقيت زوجته التي تسمع كلامه ولا تتعالي عليه مشيرة إلي ان الرجل عندما يتأكد ان له مكانة لدي زوجته "المديرة" لن تكون هناك خلافات ولا غيره وستعم السعادة علي الأسرة كلها. تؤكد زينب عفيفي رئيس الاتحاد النوعي لأيتام مصر: ان نجاح الزوجة يجب ان يكون دافعا للزوج وان يعمل اكثر حتي يحقق النجاح والتفوق مشيرة إلي ان عقد الزواج ينص علي ان حياة الزوجين اندمجت لنكون حياة واحدة ولكن الخطأ الأكبر في أي علاقة زوجية هو التركيز اكثر من اللزوم علي من افضل من الآخر. تشير جمهورية عبدالرحيم رئيس جمعية نساء من أجل التنمية: إلي ان الكثير من الزوجات اللاتي وصلن إلي مراكز مرموقة انفصلن عن ازواجهن بسبب غيرة الأزواج من نجاحهن وتفوقهن في العمل. اضافت: علي كل زوجة ان تنسي منصبها بمجرد دخولها إلي البيت وان تدرك انها زوجة وأم فقط حتي تضمن نجاح حياتها الزوجية كما نجحت في حياتها العملية. تتفق معها سمية إبراهيم رئيسة جمعية القزاز الأهلية مؤكدة علي ان الزوجة الناجحة في عملها لكي تحافظ علي زوجها يجب ان تعطي لزوجها وضعه الشرعي والقانوني وان تدرك انه صاحب القرار وذلك مهما كان منصب الزوجة حتي لو كانت وزيرة. اضافت: إذا فعلت الزوجة ذلك فإنها ستنجح في حياتها الزوجية كما نجحت في حياتها العملية.