"النظافة سلوك حضاري" و"النظافة من الإيمان" عبارات نجدها مكتوبة علي أسوار المدارس من الخارج.. لكن الواقع يكذب هذه الشعارات الجميلة بعد أن حاصرت تلال القمامة العديد من مدارس القاهرة بصورة مفزعة ومخيفة قبل أيام من بدء العام الدراسي الجديد.. حيث انتشرت القمامة ورتش المباني وتصاعدت الروائح الكريهة حول أسوار المدارس فضلاً عن تحول عدد كبير منها الي جراجات للسيارات والتكاتك وتحول البعض الاخر ورش لاصلاح وسمكرة السيارات الأمر الذي ينذر بكارثة صحية وبيئية ونفسية للطلاب.. والسؤال هل تتحرك الأحياء والإدارات التعليمية لانقاذ الطلاب وحمايتهم من هذه المخاطر أم لا؟! تجولت عدسة "المساء" أمام مدارس محمد فريد التجريبية للغات وشبرا المكانيكية الجديدة بإدارة الساحل التعليمية فوجدنا جبال القمامة تحاصر الأبواب الرئيسية لهما بل أغلقت احداهما وسط انتشار مكثف للكلاب والقطط وتصاعد الروائح الكريهة التي تصيب أي إنسان بالأمراض والأوبئة.. وتحولت بعض الأسوار الخارجية من الجهة المقابلة كورش لاصلاح السيارات والأخري جراج للتكاتك والسيارات. أما أمام سور مدرسة السيدة خديجة الثانوية الفنية بنات بإدارة المطرية التعليمية فكان الوصع لا يرثي له حيث تحول سور المدرسة إلي مقلب لالقاء رتش ومخلفات المباني والقمامة في عز الظهر أمام مرأي ومسمع من الجميع ولا أحد يتحرك من المسئولين! عبر أولياء الأمور عن استيائهم الشديد من حالة الاهمال والفوضي الكبير التي وصلت اليها المدارس قبل أيام من بدء العام الدراسي الجديد.. قالوا إن "العقل السليم في الجسم السليم" فكيف نأمن علي أولادنا للذهاب الي المدارس يومياً وسط انتشار الأمراض والأوبئة التي تحيط بها من كل جانب فضلاً عن تحول أسوارها الي جراج لسيارات الأجرة والتكاتك والبلطجية الأمر الذي قد يعرض الطلاب الي تحرش أو اغتصاب أو خطف أو سرقة.. وطالبوا المسئولين بازالة هذه المخالفات والتجاوزات غير المقبولة بالمرة والتي تعرض حياة أبنائنا للخطر. أكد أحمد حسين وأحمد فوزي "أولياء أمور" أن مخلفات القمامة أزمة كل عام بسبب تقاعس موظفي الأحياء عن أداء أعمالهم فضلاً عن الاهمال الذي ينتشر داخل المدارس والإدارات التعليمية. قال فتحي محمد "من أولياء الأمور" إن انعدام النظافة بالمدارس يهدد مستقبل التعليم في مصر ويزيد من ظاهرة التسرب من التعليم.. مطالباً المحافظة بسرعة التدخل الفوري لازالة المخلفات والجراجات العشوائية. أوضحت فاطمة متولي "ربة منزل" ان معدومي الضمير من عمال النظافة يشعلون النيران في مخلفات القمامة بدلاً من ازالتها ونقلها الي المدافن الصحية مما يؤدي الي تصاعد الأدخنة والروائح الكريهة التي تصيب الطلاب والأهالي بالأمراض وضيق التنفس.