في رسائل متعددة من الأمهات عبرن عن قلقهن من تعود أبنائهن علي السهر في الصيف وعدم قدرتهن علي الاستيقاظ المبكر خاصة مع قرب العودة للدراسة.. ويسألن عن مدي فائدة الاستذكار للدروس مع السهر وهل الأنسب لأبنائهن إستذكار دروسهن بعد العودة من الدراسة مباشرة أم في وقت متأخر ليلاً؟ كما يسألن عن أضرار قلة النوم وكيفية التخلص من الأرق الذي يعانين منه خاصة مع انشغالهن بأعمالهن سواء في العمل أو الأعمال المنزلية ومتابعة دروس أبنائهن. دكتور مجدي بدران أجاب عن تلك التساؤلات بتأكيده ليس فقط علي ضرورة النوم المبكر بل وعلي حصول الشخص خاصة الطفل علي القسط الكافي من النوم ليلاً حيث ثبت أن لذلك تأثيراً كبيراً علي الوظائف المعرفية للأطفال خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة حيث يدعم تخزين المعلومات الجديدة كما ونوعاً في الذاكرة ويسهل تذكرها مما يزيد من ذكاء الطفل وانتباهه ويحسن من أدائه المعرفي وتحصيله الدراسي. حذَّر من أن الحرمان من النوم سواء للصغار أو الكبار يضعف المناعة حيث ثبت بالتجربة أن عدم النوم ليوم واحد يقلل المناعة من أربعة إلي سبعة أيام. كما حذر من أن وجود أجهزة الكمبيوتر أو اللاب توب أو المحمول في غرف نوم الأطفال والمراهقين يقلل من جودة النوم ويؤخر موعده ويؤدي لحرمانهم من النوم. أضاف أن عدد ساعات النوم المطلوبة للبالغين يومياً من 6 إلي 8 ساعات وللأطفال من 10 إلي 12 ساعة. أوضح دكتور مجدي أن الضوء حينما يصل لشبكية العين في الصباح تقوم الغدة الصنوبرية التي تقع في منتصف المخ بإفراز الميلاتونين وهو هرمون النوم والحيوية والشباب ومع تقدم اليوم يزداد إفراز الميلاتونين الذي تتعدد فوائده ومنها تنشيط الجهاز المناعي وتنشيط الخلايا التي تقاتل السرطان. ضبط ساعة الجسم البيولوجية. خفض ضغط الدم. والكوليسترول في الدم يعمل كمضاد للأكسدة فيحمي خلايا الجسم من التلف يحمي من الزهايمر بتقويته للذاكرة. يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة والتجاعيد يقلل الصداع الشقيقي والتوتر. يؤكد دكتور مجدي أن النوم المبكر والمريح وسيلة لإعادة تكوين الموصلات العصبية وهي مواد كيميائية تنقل الإشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية وقد تبين أنه في حالة نقص أو عدم توازن هذه الموصلات العصبية يعاني الإنسان من الاكتئاب أو قلة التركيز أو ضعف الذاكرة وهذه الموصلات تنقص خلال النهار ويزداد إفرازها ليلاً خلال النوم. كما ثبت أيضاً أن هرمون السيروتونين وهو الهرمون المسئول عن السعادة والانبساط والسرور ويزداد إفرازه بالاسترخاء وممارسة الرياضة والنوم والطعام. ويؤدي تناول بعض الأغذية للإقلال من إفراز الحمض الأميني التريبتوفان الذي يزيد من إنتاج هرمون السعادة السيروتونين من هذه الأغذية الخبز الأبيض الخالي من الردة حيث يؤدي لنقص فيتامين "ب6" وهو ضروري لتحويل التريبتوفان إلي السيوتونين كذلك يفعل نفس الشيء تناول كميات كبيرة من السكر وإدمان التبغ والكحول والمخدرات وكذلك مرض السكر يسبب ذلك.. ومن أرخص الأغذية الغنية بالتريبتوفان البقول يليها الأسماك والمكسرات. ويعجل قلة النوم بالشيخوخة المبكرة كما يضر بالجلد ويسبب التوتر ويزيد من إنتاج الكورتيزول وهو أحد هرمونات التوتر الذي يدمر بروتين الكولاجين وهذا البروتين يعمل بمثابة الصمغ الرغوي الطبيعي الذي يجعل الجلد متماسكاً ومشدوداً.. ويعمل الكورتيزول الذي يزداد بقلة النوم علي رفع مستوي السكر في الدم كما يدمر بروتين الكولاجين الذي يشغل 70% من الجلد وبالتالي يعجل بشيخوخته. يؤدي الحرمان من النوم أيضاً للسمنة نظراً لخفضه من هرمون الليبتين الذي يفيد في عملية تنظيم تناول الطعام واستهلاك الطاقة من جهة كما يرفع من نسبة إفراز هرمون الجريلين من جهة أخري وهو الهرمون الفاتح للشهية الذي يسبب الشعور بالجوع. حذر دكتور مجدي من أن السهر وقلة النوم تسبب قرحة المعدة لأن البروتينات الحامية للمعدة "TFF2" المسئولة عن إصلاح أي خلل أو تلف يصيب أنسجة المعدة والأمعاء تتكون أثناء الليل وتتضاعف هذه البروتينات الحامية للمعدة بحوالي 340 مرة أثناء النوم وتصل لأدني مستوياتها في فترة ما بعد الظهر إلي العصر وتقل هذه البروتينات مع قلة النوم ليلاً مما يمهد لإصابة بقرحة المعدة. ينصح دكتور مجدي بالنوم مبكراً مع تناول بعض الأطعمة التي تساعد علي إفراز هرمون الميلاتونين وبالتالي سهولة النوم مثل الزعتر ومنتجات الألبان والسمك والموز والتمر والفول السوداني والعدس وفول الصويا والذرة المشوية والأرز والجزر والثوم والبصل.