تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي روسيا في توقيت غاية في الأهمية بالنسبة للبلدين. وبعيدًا عن الحديث عن العلاقات التاريخية بين القاهرةوموسكو. فإن التعامل مع العلاقات الحالية والمستقبلية أهم بكثير من الماضي وجماله ومشاركة موسكو في أفراح وأتراح مصر. ابتداء من حركة التصنيع الكبري والسد العالي وغيرها من المشروعات العظيمة التي تشهد علي جدوي العلاقة بين البلدين. الزيارة في توقيت مهم. روسيا تتعرض لضغوط من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. بل تعدت مرحلة الضغوط إلي مرحلة العقوبات. ورغم أن هذه العقوبات لن تضير روسيا كثيرًا خاصة أن احتياطاتها من النقد الأجنبي يبلغ حسب الإحصائيات الأخيرة 600 مليار دولار. مما يمكنها من تخطي العقوبات واستيراد احتياجاتها من بلدان أخري. إلا أن مصر من الممكن أن يكون لها دور في رد الجميل إلي روسيا من ناحية وتنشيط تجارتها الخارجية من ناحية أخري. ويكفي أن يعلم القارئ أن روسيا تستورد من دول الاتحاد الأوروبي والبلدان المجاورة التي كان يطلق عليها الكتلة الشرقية ما قيمته مليار دولار من الخضراوات والفاكهة وبعض المواد الغذائية وتستطيع مصر أيضا بما لديها من اسم في السوق الروسي القديم أن تستعيد نشاطها السابق وتقوم بتصدير ما يمكن تصديره إلي موسكو حيث كانت المنتجات المصرية لها سمعة طيبة في الاتحاد السوفيتي القديم. وهناك من يطالب الآن سواء في موسكو أو القاهرة بإعادة أساليب التجارة القديمة ومنها علي سبيل المثال ما يسمي بالصفقات المتكافئة. أي تصدير سلع مقابل استيراد سلع أخري. إلا أن مثل هذه الأساليب قد عفا عليها الزمن وأصبح للتجارة الدولية طرق جديدة وأساليب أخري. وقد نبه أحد المهتمين بالشأن الروسي ان الأسواق هناك قد ترحب ترحيبا شديدا بالمنتجات المصرية المختلفة. إلا أنه أكد أن الأذواق في روسيا اختلفت خلال العقود الأخيرة وعلي المصدر المصري أن يعرف متطلبات المواطن الروسي الجديد الذي تعامل مع المنتجات الأوروبية وخرج من روسيا ليشاهد العالم بعد سنوات طويلة من الانغلاق. والحقيقة أن الفرصة متاحة الآن للبلدين من أجل البناء علي ما سبق في الماضي ومن هنا تكتسب زيارة الرئيس السيسي أهمية خاصة وفي هذا التوقيت بالذات.