صدر حديثاً للدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر كتاب "جماعة الإخوان.. رؤية نقدية شرعية" يتناول فيه التعريف بجماعة الإخوان والحكم التكليفي لإنشاء هذه الجماعة ومؤاخذات شرعية عنها. بالإضافة إلي غموض الفكر والبيعة وشخص المرشد والهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان وغيرها من الفصول التي تتناول التنظيم الخاص لجماعة الإخوان وقضية الحكم بغير ما أنزل الله ومضار وآثار جماعة الإخوان والعنف الفكري لها. تناول د.كريمة التيارات المعاصرة الشهيرة مثل جماعات السلفية والإخوان المسلمون وجماعة التكفير والهجرة وتنظيم الجهاد والدعوة والتبليغ والشيعة الإمامية.. وأكد أن هذه التيارات لها أدبياتها ومرجعياتها وملامحها منها المعروف ومنها الغامض إلا أن مضارها الاجتماعية وآثارها السلبية علي الدين وتعارضها وتناقضها فيما بينها تؤكد حقيقة أنها امتداد لفكر "الخوارج". من هم جماعة الإخوان؟! في الفصل الثاني من الكتاب يقدم د.كريمة تعريف لجماعة الإخوان المسلمين.. فيقول: إنها أقدم الحركات الحركية المنسوبة إلي الدين في التاريخ الإسلامي المعاصر وتأثيرها غير المحدد علي الفصائل والتيارات مع اختلاف درجات التأثير ودراسة تنظيم وفكر وتمويل الإخوان يساعد إلي حد كبير في فهم تيارات عديدة أخري. يضيف المؤلف أن الإخوان المسلمون حركة منسوبة إلي العمل الإسلامي المعاصر فقد نشأت وظهرت في القرن الرابع عشر الهجري العشرين الميلادي في مصر في ظروف سياسية أهمها إلغاء الحكم العثماني التركي المعروف إعلامياً ب"الخلافة" 1342ه 1924م والاحتلال الأوروبي للعديد من البلاد العربية والإسلامية وثقافية منها تزايد حملات التغريب والتنكر للثقافة الإسلامية والدينية أهمها خلو الساحة من مؤسسات فاعلة للحفاظ علي الشريعة الإسلامية تطبيقاً وإحياء. حيث مالت المؤسسات الإسلامية الرسمية إلي العمل التعليمي التقليدي وعدم وجود مؤسسات دعوية ذات تأثير جماهيري وفقدان خطاب إسلامي واضح المعالم واجتماعية التأرجح بين تقاليد الشرق ومبتدعات الغرب. هذه الظروف مجتمعة ساعدت علي التقبل الجماهيري لظهور جماعة تنسب للعمل الإسلامي. مؤسسو الجماعة كما ألقي المؤلف نبذة عن المؤسس لهذه الجماعة هو الشيخ حسن البنا مدرس اللغة العربية والتربية الدينية حيث قام بتأسيس جماعة الإخوان بمدينة الإسماعيلية بمصر سنة 1928 مع أول شعبة من ستة عمال. كما ألقي نبذة عن أبرز الشخصيات التي أثرت في فكر الجماعة والتنظيم الدولي لها وشعار الإخوان وغير ذلك من الصفات السيئة التي اشتهرت بها الجماعة والدور الذي قامت به في الاغتيالات السياسية لبعض القادة وانضمامها لمبايعة الملك فاروق خليفة للمسلمين ودورها في عهد عبدالناصر والسادات ومرسي وغيرهم والجرائم التي قاموا بها منذ قديم الزمان حتي عصرنا هذا. يختتم د.كريمة كتابة أنه آن الأوان لجماعة الإخوان أن تعود إلي الله عز وجل بإنابة صادفة وإلي المجتمع بمصالحة خالصة. أما شعارات الحاكمية والصبغة والهوية الإسلامية فلأهل الاختصاص من مؤسسات إسلامية معتمدة ولولاة الأمور. وأن السعي لاحتواء المجتمع بالقوة الغاشمة والسيطرة علي نقابات وغيرها والهيمنة وادعاء الأستاذية للعالم كلها لا تتفق وأخلاقيات العمل الدعوي الصحيحة والسليمة. إن رسالة الدين وسمعته ومكانته في عالم معاصر أهم من أحلام زعامة وآمال رئاسة وتطلعات تمكين في مفاصل مؤسسات المجتمع بلاغ جهل من مدكر.