عندما نتحدث عن المجموعة الثانية في مونديال البرازيل التي تضم اسبانياوهولنداوتشيليواستراليا يجب التوقف كثيرا فهي تجمع بين بطل في 2010 الماتادور الاسباني ووصيفه الطاحونة الهولندية و الماتادور الاسباني حامل اللقب والجميع سيتابعه فهو البطل وسيظل كذلك حتي آخر مباراة في البطولة والاعلان عن الفريق المتوج هذه البطولة. ومن اول نظرة لهذه المجموعة لن يحتار احد في التفكير بشأن الفريقين اللذين سيتأهلان عنها إلي دور الستة عشر للمونديال فهناك البطل الاسباني والوصيف الهولندي وحسب النتائج والتاريخ وكل الاعتبارات الاخري وبالتالي تأهلهما سيكون طبيعيا. وستكون الاثارة والمتعة والقوة هي كلمة الافتتاحية لهذه المجموعة عندما تنطلق مبارياتها بنهائي مبكر جدا ومكرر لنهائي مونديال جنوب افريقيا 2010 بين اسبانيا البطل وهولندا الوصيف. وبعيدا عن النهائي المبكر والصراع الاسباني الهولندي هناك سؤال سيتردد وهو هل سيقبل المنتخب القادم من امريكاالجنوبيةتشيلي لعب دور الكومبارس مع نظيره الكنجرو الاسترالي في المجموعة والتسليم بتأهل الماتادور والطاحونة ام سيتعملق ويبحث عن دور البطولة ويطيح باحد المنتخبين من الدور الاول والاجابة ستتضح مع انطلاق مباريات المجموعة. الماتادور المستقر في البداية يمتاز المنتخب الاسباني الذي يشارك للمرة الرابعة عشرة بالمونديال بالاستقرار الكبير منذ بدأ مسيرته القوية في عام 2008 عندما توج بلقب أمم أوروبا حيث ساهم هذا الاستقرار في انطلاق الماتادور نحو العالمية وتوج بعدها بعامين بلقب المونديال في جنوب افريقيا ثم احتفظ للمرة الثانية علي التوالي بلقب امم اوروبا 2012 واعتلي صدارته مجموعته في تصفيات اوروبا المؤهلة للمونديال 2014 في وجود منتخب قوي وعنيد الديوك الفرنسية. ويدين الاسبان في هذا التفوق العالمي إلي اثنين من المدربين هما لويس اراجونيس الذي قاد الماتادور للقب أمم أوروبا 2008 وهو الذي قام بوضع بذرة هذا الفريق المرعب لكه رحل بعدها مكتفيا بهذا الانجاز الكبير. تألق النجوم واسندت المهمة بعدها إلي ديل بوسكي المدير الفني الذي قام بتنمية البذرة وقام برعايتها علي افضل ما يكون مستفيدا من كل الامكانيات المتاحة خاصة تألق نجوم برشلونة وريال مدريد علي صعيد الاندية فصال الماتادور وجال مع ديل بوسكي واصبح المنتخب الاول عالميا منذ عام 2008 وحتي الان وتوج تحت قيادة هذا المدرب بلقب المونديال وامم اوروبا عامي 2010 و2012 علي الترتيب. ويطمع ديل بوسكي إلي تحقيق انجاز جديد للكرة الاسبانية ولنفسه شخصيا بالوصول إلي منصة التتويج العالمية للمرة الثانية علي التوالي خاصة مع اقتراب انتهاء العمر الافتراضي لنجوم الجيل الحالي من الكرة الاسبانية. وتعود قوة المنتخب الاسباني صاحب الاداء الممتع والجميل إلي صلابة ومهارة نجوم خط الوسط المعلم اندريس انييستا ورفيقه سيسك فابريجاس وتشابي هيرنانديز وتشابي الونسو الذين ابهروا العالم مع باقي النجوم في الدفاع راموس والبا واربيلوا وبيكيه صديق المطربة العالمية شاكيرا بينما سيغيب للاعتزال نجم الدفاع الكبير بويول. وبالطبع لا يمكن عند ذكر الماتادور نسيان اسم العملاق ايكر كاسياس حامي حمي عرين الفريق فهو واحد من افضل حراس المرمي في تاريخ اسبانيا بل وفي تاريخ الكرة العالمية ايضا ووجوده بالفريق وهو في قمة مستواه يمثل قوة لا يستهان بها للاسبان. ولا يملك المنتخب الاسباني اسماء رنانة في عالم المهاجمين سوي ديفيد فيا الذي خفت نجمه وابتعد عن الاضواء وبالمثل فرناندو توريس وقد لا يلعبان في التشكيلة الاساسية أو يستبعد اي منهما من القائمة النهائية. ولكن يعول ديل بوسكي دائما علي وجود اللاعب الهداف من غير المهاجمين سواء من نجوم خط الوسط أو الدفاع امثال بيدرو رودريجيز وراموس والبا وان كان دييجو كوستا والفا نجريدو يبحثان عن كتابة شهادة الميلاد الفعلية لهما في خط هجوم الماتادور بمونديال البرازيل. حلم 40 عاما للطاحونة منذ 40 عاما بالتمام والكمال وتحديدا في مونديال 1974 يبحث منتخب الطاحونة الهولندية أو البرتقالي عن التتويج بلقب بطل كاس العالم فرغم وصوله ثلاث مرات للمباراة النهائية حتي الآن اعوام 1974 و1978 و2010 الا ان الحظ لم يحالفه وخسر في المرات الثلاث وبشكل دراماتيكي امام المانيا والارجنتين واسبانيا علي الترتيب. ويسعي ابناء الجيل الحالي للكرة الهولندية بقيادة الفنان روبين وفان بيرسي وشنايدر وديرك كاوت مع المدير الفني الكفء لويس فان جال وهم يضعون هولندا للمشاركة للمرة الخامسة عشرة في المونديال إلي تحقيق حلم طال انتظاره 40 عاما عندما حاول تحقيقه من قبل اسطورة الكرة الهولندية واحد ابرز لاعبي العالم وقتها يوهان كرويف ومن بعده اخفق ايضا جيل المشاهير رود خوليت وفان باستن وريكارد وكومان. والمدير الفني لفريق لويس فان جال سبق له قيادة الطاحونة الهولندية عامين من 2000 وحتي 2002 ولكنه لم يوفق وابتعد ثم عاد مجددا بعد الاستغناء عن خدمات فان مارفيك اثر فشله مع الفريق في امم اوروبا 2012 وخروج الفريق من الدور الاول. وتمكن فان جال من قيادة هولندا لصدارة مجموعتها في التصفيات الاوروبية المؤهلة للمونديال بجدارة علي حساب منتخبات رومانيا وتركيا والمجر ليصعد وهو معلنا عن قوته واستعداده للمنافسة علي اللقب العالمي. عراقة تشيلي بلا نتائج رغم عراقة الكرة في تشيلي فتاريخ انشاء الاتحاد الرسمي هناك يعود إلي عام 1895 اي منذ 119 عاما وانضم إلي الفيفا عام 1913 الا ان منتخب تشيلي لم يقدم اوراق اعتماده كمنافس يشار اليه بالبنان عالميا حتي الان لدرجة ان مشاركته في المونديال توقفت عند ثماني مرات وهو يظهر للمرة التاسعة بالبرازيل وكانت افضل نتائجه الوصول إلي المركز الثالث في مونديال 1962 وكان علي ارضه ووسط جماهيره. وتأهلت تشيلي إلي المونديال بعدما حلت ثالثة في الترتيب لتصفيات امريكاالجنوبية بعد التانجو الارجنتنيي وكولومبيا في غياب البرازيل التي لم تخض التصفيات لكونها البلد المضيف ويحسب لمنتخب تشيلي تخطيه منتخبات قوية اخري مثل اوراجواي التي تاهلت من خلال الملحق وباراجواي التي ودعت التصفيات اساسا والاكوادوار التي حلت في الترتيب الرابع وصعدت ايضا. يلعب منتخب تشيلي في هذه المجموعة رافعا شعار لسه الاماني ممكنة رغم اعتراف الكثيرين من اعضائه جهازا فنيا ولاعبين بان القرعة اوقعتهم في الفخ بين مطرقة حامل اللقب اسبانيا وسندان الوسيط هولندا. ويعتمد فريق تشيلي في تحقيق أمانيه وآماله علي لاعبين من الطراز العالمي في مقدمتهم العقل المفكر ارتوروفيدال لاعب وسط السيدة العجوز يوفنتوس الايطالي ومهاجم برشلونة الاسباني الكسيس سانشيز وحارس ريال سوسيداد الاسباني كلاوديو برافو وماتياس فرنانديز زميل لاعبنا احمد حجازي في فيورنتينا الايطالي ومارسيلو دياز زميل لاعبنا محمد النني في بازل السويسري. الكنجرو حصالة يتوقع الجميع لمنتخب دولة أو قارة استراليا الشهير بالكنجرو في مشاركته الرابعة بالمونديال ان يكون بلغة الكرة حصالة المجموعة الثانية أي الفريق الذي ستتلقي شباكه أكثر عدد من الاهداف من جانب منافسيه. الكنجرو كان أول ظهور له في المونديال كان عام 1974 ثم اختفي بعدها لمدة 32 عاما وعاد للظهور ثلاث مرات متتالية اعوام 2006 و2010 واخيرا 2014 ولكنه في البطولة الاولي والثالثة ودع من الدور الاول وتأهل إلي دور الستة عشر في مونديال 2006 وكانت أفضل نتائجه. والكنجرو كان يلعب من قبل ضمن مجموعة اوقيانوسيا ولكنه منذ عام 2005 انضم إلي قارة اسيا كرويا ونجح من خلال تصفياتها الوصول إلي المونديال للمرة الثانية علي التوالي وبعدما خاض 14 مباراة خسر خلالها مرتين فقط. ويطمح الفريق الاسترالي بقيادة لاعبه الموهوب تيم كاهل المخضرم 34 عاما في تحقيق المستحيل والمعجزة والوصول إلي دور الستة عشر وستكون معجزة إذا ما حدثت لانها ستكون علي حساب اي من حامل اللقب اسبانيا أو الوصيف هولنداوتشيلي.