يسود العالم الكروي في شمال الكرة الأرضية وجنوبها ما بين أوروبا وأمريكا واستراليا هذه الأيام حالة من الهياج اعتراضاً علي منح الاتحاد الدولي الفيفا لقطر فرصة تنظيم كأس العالم للعبة عام 2022 في الوقت الذي رفض فيه لأمريكا واستراليا في نفس الجلسة منحهم هذه الفرصة رغم استعداداهما التام من كل الوجوه حيث حصلت استراليا علي صوت واحد في حين حصلت قطر علي 14 صوتاً. مما أثار وقتها وحتي الآن حالة من التساؤلات واستمرت منذ هذا الترشيح في 2010 حتي الآن ليصل إلي ذروة الاعتراض ووصل الأمر بالمطالبة بإعادة التصويت مرة أخري بعد اتهام رجال الفيفا ورئيسهم جوزيف بلاتر بالحصول علي رشاو متنوعة من قطر لحصولها علي هذا الحق غير الشرعي. وقد ظهرت العودة إلي هذه النغمة هذه الأيام عندما اعترف بلاتر بخطئه عندما أجري الفيفا التصويت علي استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 في آن واحد. وأعلن خلال مقابلة نشرتها صحيفة ناجس انتسايفر السويسرية يوم الجمعة الماضي عما يعتريه من قلق لمنحه استضافة البطولة العالمية لهذه الدويلة الصغيرة التي لا تملك أي إمكانيات لا مناخية ولا منشآت لاستضافة هذا الحدث العالمي عندما قال بالحرف الواحد: إنه لا يقبل هدايا. ولأن وجود عدة فضائح بالحصول علي الرشي وإيقاف عدد من أعضاء الفيفا لا يعني تعميم ذلك علي المنظمة كلها واعتبارها فاسدة بأكملها. في حين كشفت صحيفة صنداي تايمز الإنجليزية أن لديها أدلة جديدة تظهر مبادرات قد تكون مخالفة لقوانين الفيفا تقدمت بها قطر للحصول علي المونديال العالمي. وقالت الصحيفة إن القطريين عرضوا علي الأعضاء الذين سيصوتون مبالغ لتمويل مشاريع خاصة بهم مقابل أصواتهم. وأشارت إلي أنها أطلعت علي الأدلة التي تزعم أن القطريين قاموا بعدد من المبادرات. ويمر الفيفا بفضية الفساد ويخضع رئيسه السويسري جوزيف بلاتر والقطري محمد همام للتحقيق من قبل لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي وأمام أدلة صنداي تايمز علق بلاتر في صحيفة الأندبيندت أنه لم يستبعد إعادة التصويت علي الدولة التي ستنظم مونديال 2022 في حال ثبوت هذه المزاعم وسيجري التحقيق أمين عام الفيفا جيروم فالكة والمدير القانوني ماركو فيلجيه. وعلي جانب آخر زعم رئيس الاتحاد الانجليزي السابق لورد تريسمان أمام مجلس العموم البريطاني أن أربعة أعضاء من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي حاولوا الحصول علي رشاو في مقابل التصويت لملف انجلترا لمونديال 2018 في حين اتهمت الصحيفة الانجليزية رئيس الاتحاد الأفريقي عيسي حياتو والعاجي جاك أتوما عضوي اللجنة التنفيذية بأنهما تقاضيا رشوة من أجل التصويت لمصلحة الملف القطري لنيل استضافة مونديال .2022 ونشرت صحيفة الديلي تلغراف في صفحتها الأولي تقريراً حول مطالبات بسحب تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 من قطر بعد كشف تحقيق أجرته الصحيفة عن حصول مسئول سابق في الاتحاد الدولي وأفراد أسرته علي مدفوعات عالية من شركة قطرية يملكها بن همام. وتزعم الصحيفة أن نائب رئيس الفيفا السابق جاك وارنر حصل علي 1.2 مليون دولار من شركة كيمو القطرية بعد إعلان فوز الدوحة بالبطولة. وهكذا وبهذا الجو المشحون في كل أنحاء أوروبا وأمريكا واستراليا فإن الجميع ينتظرون نتيجة التحقيق الذي سيجري مع رئيس الاتحاد الدولي وقد أعدت اتحادات كثيرة ملفات ومستندات تثبت أن حصول قطر علي حق تنظيم المونديال لم يكن مشروعاً وأنه جاء بالتدليس والرشاوي. الأمر الذي إذا أثبت صحته سوف تسقط دولة الفيفا ويطيح ببلاتر وحاشيته وإلغاء إعادة انتخابه الذي جري يوم الأربعاء الماضي وتظهر دولة جديدة تعمل بالشرف والحق وفي النور وتخرج ما تسمي قطر من هذه الحلبة التي لا يخوضها إلا الكبار والشرفاء.