وقفت طويلاً أمام دعوة السيدة ديلما روسيف رئيسة البرازيل للشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر لزيارة بلادها والقاء كلمة عن السلام ونبذ التعصب والعنف في العالم.. واختارت يوم افتتاح كأس العالم لكرة القدم التي تقام في البرازيل خلال شهر يوليو القادم.. سر توقفي أمام الدعوة لشيخنا الجليل هي العلاقة بين ما يدعو إليه شيخنا في كل ربوع الكرة الأرضية من نبذ العنف والتعصب وكرة القدم بكل ممارسيها والمنتمين إليها إلا إذا كانت رئيسة البرازيل أرادت أن تحول البطولة العالمية إلي قبلة جديدة لنذ العنف والتعصب ليخرج مونديالها فريداً عن جميع البطولات السابقة ليكون شعاره الأساسي الإسلام دين سلام . ومعني أن تدعو رئيسة البرازيل شيخ الجامع الأزهر كبري جهات العالم محافظة علي الإسلام يدعونا أن نعود بالتاريخ القديم وكيف يعيش المسلمون في البرازيل ومتي بدأوا وما هي حياتهم الآن وسط باقي أقرانهم من أفراد الشعب حيث يشكل المسلمون في البرازيل أقلية صغيرة يصل تعدادها إلي 2 مليون فرد من أصل 120 بحسب احصاء سنة .2000 يرجع تواجدهم من أيام البرتغاليين الذين جاءوا بالعبيد المسلمين من البلاد الأفريقية لاستصلاح الأرض ومعهم بعض المشايخ وأجبروا علي التنصل من دينهم لكنهم حافظوا علي إسلامهم وحاولوا اقامة ثورات التحرير من الرقة في مطلع القرن السابع عشر.. إلي أن وصل إليهم الشيخ عبدالرحمن البغدادي الذي قذفت به الرياح بدلاً من الوصول إلي البصرة في العراق عن طريق رأس الرجاء الصالح إلي ريودي جنيرو والذي شجع علي الهجرة إلي البرازيل من عرب لبنان وسوريا أو من سكن من العرب هذه الدولة اللاتينية. وتواصل مسيحيو العرب مع مسلميهم في الأرض الجديدة.. تأسست أول جمعية إسلامية من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين 1991 وأنشأوا 120 مسجداً ويعيش الجميع عرب وأفارقة وسكان أصليين في سلام ومحبة حيث هناك قانون نبنذ العنصرية ويطبق بحزم لدرجة أن هناك 4 وزراء في الحكومة من أصل عربي ونائبة رئيسة البرازيل عربية الأصل.. وربما يقف الدعم المادي واللغة من أهم عاملين عقبة تعوق نهضة الإسلام في البرازيل. من هنا تأتي زيارة عالمنا الجليل الشيخ الطيب الأولي لتفتح آفاقاً جديدة تمتد إلي هذا البلد البعيد المترامي في أقصي الغرب وتصل الدعوة إليه بفضل الأزهر كما هي في كل بلاد العالم.. لذا جاء ذكاء رئيسة البرازيل أن يتواجد واحد من أفضل الشخصيات العالمية في افتتاح حدث عالمي ليلقي كلمة حول نبذ الإسلام للعنف ولعلها تكون فرصة لعالمنا الجليل لتوضيح الصورة التي تجري في مصر الآن ورفع الظلم عنها من جماعة الإخوان المنحلة وأن الإسلام الحقيقي هو ما يطبق في مصر بكل تعاليمه السمحة.