وارد جداً أن نختلف سياسيا أو أيديولوجيا مع بعض الدول وقادتها.. فهذا أمر طبيعي تفرضه رؤي كل طرف بما يحقق مصالحه في النهاية.. ومثل هذه الخلافات يكون لها دائما سقف لا يجوز اختراقه تحت أي ظرف.. وبالتالي.. فإن كل فريق في هذه المعادلة يتمسك برؤاه وقناعاته.. وتسير الحياة علي هذا النحو إلي أن يأتي الله أمرا كان مفعولا. لكن.. هناك أمران لا ينطبق عليهما المفهوم السائد للخلاف والاختلاف بين الدول: * الأول.. ان الارهاب الدولي والمحلي لا يجوز مطلقاً أن يوصف المنتمون اليه بأنهم معارضون أو مختلفون معنا سياسيا أو أيديولوجيا.. لأن هذه الطوائف الثلاثة رغم معارضتنا لهم واختلافنا معهم انما يحملون "الهوية الوطنية" لبلادهم.. أما الارهابيون فإنهم بلا هوية ولا دين ولا حتي وطن.. إنهم نبت شيطاني مدمر. * الثاني ان الخلاف بين الدول حتي وان كان ايديولوجيا فإنه لا يجوز بأي حال أن يمس ثوابت الدين للطرف المختلف معه وإلا تحول الخلاف إلي حرب علي الدين نفسه وهذا ما لا يمكن السكوت أمامه أو التغاضي عنه أو "الطرمخة" عليه. اعتذر عن هذه المقدمة الطويلة.. وعذري أنها ضرورية وتوضيحية للموضوع الذي سأتحدث عنه وهو تصريحات كاترين آشتون الممثلة السامية العليا للخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي عقب صدور حكم جنايات المنيا بإعدام 528 إرهابيا.. فماذا قالت آشتون.. وماذا تعني بكلامها الفارغ وتطاولها المرفوض علي الاسلام ومصر والقضاء..؟؟ أولاً.. آشتون قالت إنها تلقت بأقصي درجات القلق الشديد الحكم بإعدام 528 عنصرا من عناصر الاخوان.. وانها تدعو السلطات المصرية إلي العمل بالتوافق مع القوانين الدولية لكي يحظي المتهمون بمحاكمة عادلة قائمة علي اتهامات واضحة وتحقيق صحيح ومستقل ليكونوا قادرين علي الاتصال بمحاميهم وعائلاتهم..!! كلام يمكن الرد عليه بنفس الاسلوب وأكثر عبر القنوات الدبلوماسية خاصة انه بني علي مغالطات صارخة أعماها عنها مساندتها اللا محدودة لجماعة الاخوان الارهابية.. أهمها: 1- تقول 528 إخوانيا.. في حين أن عدد الاخوان في القضية ووفق تصريح محمد طوسون رئيس هيئة الدفاع عن الاخوان هو 22 متهما فقط ليس بينهم أي قيادة كبيرة. 2- الزعم بأن المحاكمة غير عادلة وأن الاتهامات غير واضحة وأن الاجراءات الجنائية شابها القصور وأن التحقيق كان شكليا.. وهذا هو المعني الوحيد لكلامها.. تجاوز وقح ضد قضاء مصر الشامخ خاصة أن الثابت هو ان المقبوض عليهم 130 شخصا فقط والباقي مخلي سبيلهم وهاربون وان المحبوسين نالوا كامل حقوقهم القانونية. ثانياً.. نأتي إلي بيت القصيد.. حيث قالت الست آشتون انه مهما كانت خطورة الجرائم التي ادينوا علي أساسها فإن حكم الإعدام لا يمكن أن يبرر علي الاطلاق.. وان الاتحاد الأوروبي يعارض عقوبة الاعدام تحت أي ظرف كان لأنها قاسية وغير انسانية ولا تشكل رادعا فعالا وتمثل نكرانا غير مقبول لكرامة الانسان..!!!! آه.. ده اعلان حرب علي الاسلام نفسه وليس ضربا فقط في مصر أو السعودية بطريقة غير مباشرة لموقفها من الاخوان.. يا هانم.. تعارضون الاعدام أو لا تعارضونه انتم احرار في انفسكم هذا شأنكم.. لكن دستورنا "القرآن" ينص علي ضرورة اعدام القتلة والارهابيين.. ليتك يا هانم تستعينين بمترجم يعرف العربية جيدا ويترجم لك معني الآية الكريمة: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" حتي تعلمي اذا كان الاعدام فيه ردع أم لا.. ويترجم لك الآية الكريمة: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم" أليس فيها الردع الكافي والفعال؟؟.. إذا كنت تنكرين القرآن فهذا ضيق افق منك اما اذا كنت تريدين تغيير احكام القرآن فهذا بعيد عن "شنبك"..!! ثم أي قسوة وانسانية ونكران لكرامة الانسان تلك التي تتحدثين عنها والارهابيون ومنهم الاخوان أصلا معدومو الرحمة والانسانية والكرامة..؟؟!! بتتكلمي في إيه..؟؟ ألم يصلك يا هانم ما فعله هؤلاء الارهابيون الذين تدافعين عنهم وتشعرين بالقلق الشديد عليهم بعد حكم الإعدام؟؟.. هؤلاء السفلة الدمويون بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة الارهابيين في 14 أغسطس الماضي قتلوا 44 مصريا وأصابوا 452 آخرين وحرقوا 4 مساجد و10 كنائس و15 محلاً للأقباط.. هؤلاء السفاحون قتلوا العقيد مصطفي العطار نائب مأمور مطاي في هجوم وحشي عليه حتي ان طبيبا اخوانيا في استقبال المستشفي العام خان القسم وانهال عليه بأسطوانة أوكسجين ولم يتركه إلا جثة هامدة وسط التهليل والتكبير بل ان أحد الاخوان أصر علي التبول علي جثته.. هؤلاء القساة غلاظ القلوب سحلوا الضابط كريم فؤاد في الشارع أمام القسم وضربوه بكل شيء وهم يكبرون.. ثم تقولين "مهما كانت خطورة الجرائم"؟؟.. ألا تخجلين من نفسك..؟؟!! مع هذا.. فإن العيب ليس عيب آشتون بل العيب فينا.. نحن الذين تركنا لها الحبل علي الغارب.. تأتي وتزور وتتمسح وتحرض وتغادر معززة ومكرمة.. نحن الذين تركنا الساحة الخارجية ملعبا مفتوحا للاخوان يمرحون فيه كيفما شاءوا ونحن هنا نجلس القرفصاء ونتحدث مع أنفسنا ولا أحد يسمعنا.. أين الخارجية وأين خيال المآتة المسماة هيئة الاستعلامات ومكاتبها بالخارج وأين الأزهر الشريف في الرد علي حرب آشتون علي الاسلام وأين.. وأين..؟؟ أقولها بصراحة.. الاخوان انتصروا باكتساح في معركة الخارج ويرتكبون ما شاءوا من جرائم في الداخل ونحن نقول "نتحلي بأقصي درجات ضبط النفس".. بلا نيلة..!! يا سادة.. إذا لم ينضبط الأداء ويتم مواجهة الداخل والخارج بقوة وحسم.. فاتركوا الأمر لمن يستطيع واذهبوا غير مأسوف عليكم. ولله الأمر من قبل ومن بعد.