وسط الضغوط المتلاحقة ورتم الحياة السريع انتشرت الأمراض النفسية والمشاكل السلوكية ولم تعد تفرق بين الأعمار ولا المستويات الاجتماعية المختلفة. وبدأ العلاج التقليدي يتراجع ويحل محله علاجات جديدة انتشرت بشكل واسع في انحاء العالم وظهرت في مصر تدريجياً في التسعينيات وهي كل ما يندرج تحت مسمي التنمية البشرية أو الذاتية يقول المدرب المعتمد محمد نبيل المصري: التنمية الذاتية علم كبير مبني علي العديد من العلوم الأخري مثل علم النفس والاجتماع والطب النفسي وادارة الأعمال.. الخ وهي ليست علاجا بالمعني الدقيق بل هي تدريبات لحل ومواجهة المشاكل النفسية والسلوكية وهذه التدريبات تكون مبنية علي تجارب وخبرات من رواد آخرين في مناحي الحياة المختلفة. فعلي سبيل المثال كلنا يعاني من وجود أفكار سلبية تلقائية تسيطر علي معظم سلوكه وهناك نظريات تؤكد أن معظم تفكير الانسان سلبياً ونسبته تصل إلي 80% وقد تؤدي علي المستوي الكيمائي في الجسد إلي أمراض كثيرة مثل الضغط والسكر والقولون العصبي وغيرها. وتؤكد بعض الدراسات المصرية والعالمية أن الطفل يستقبل اكثر من 40 ألف رسالة سلبية ونقدية حادة وأقل من ألف رسالة إيجابية حتي سن المدرسة وعلاج هذه المشكلة لا يكون بالأدوية ولم تنجح فيه جلسات التحليل النفسي إلا بنسبة قليلة ولكن التنمية الذاتية حققت فيها نجاحاً مذهلاً وذلك بتدريبات محددة. أولها النظر إلي تلك الافكار علي أنها شيء ضعيف جداً "كالنمل" ثم تقوم بعمل حصر كامل لها وكتابتها في ورق علي هيئة جدول مرقم وتكرر قراءتها لتعلم منها وتؤكد لنفسك مراراً أن هذه الصفات السلبية تؤرقك وتعكر صفو حياتك بل وتوقف تقدمك ثم تف تلك الأفكار لتخرج من حيز المعاناة منها إلي ادراكها والتفكير فيها من الخارج. بعدها تكتب خطوة كل فكرة وفي مقابلها تكتب الفكرة الايجابية المناقضة لها. ناقش تلك الافكار واجعلها تتصارع بداخلك حتي تنتصر الافكار الايجابية ثم أغمض عينك وتخيل حياتك المستقبيلة رائعة بتلك الافكار الايجابية الجديدة. هذه ببساطة كما يؤكد المدرب محمد نبيل إحدي طرق التنمية الذاتية التي تبني علي الرغبة القوية والاصرار في تغيير السمات الشخصية السلبية وهناك العديد من الطرق الاخري لمختلف المشاكل النفسية والسلوكية ولمواجهة الضغوط الصعبة التي يتعرض لها المرء في المواقف الحياتية المختلفة مثل فقد عزيز مثل التنويم الايحائي أو المعروف لدي العامة بالمغناطيسي والذي يحتاج لمدرب خارجي محترف ولنا فيه وقفات أخري عديدة.