صعدت شركات الأسمنت مواقفها للمطالبة بسرعة حل أزمة نقص الطاقة التي تعاني منها الأسواق المصرية.. وفي هذا السياق أكدت شركة لافارج كبري شركات الأسمنت المصرية التي تنتج 15% من السوق سنوياً أن الشركة تعمل بحوالي 40% من طاقتها الاجمالية بسبب نقص الغاز اللازم للإنتاج. قال سامي عبدالقادر مدير عام لافارج مصر: إن الشركة استوردت كميات كبيرة من فحم الكوك اللازم للإنتاج لتعويض جزء بسيط من نقص الطاقة الكبير الذي تعاني منه الأسواق المحلية. إلا أن الشركة منذ استيراد الفحم لم يسمح لنا حتي الآن باستخدامه. أشار إلي أن الشركة يعمل لديها اثنان من اجمالي خمسة خطوط انتاجية في الوقت الحالي بطاقة انتاجية تقترب من 40% من طاقتها قبل تصاعد أزمة الغاز الأخيرة. مشيرا إلي أن الأوضاع في سوق استثمارات الأسمنت المحلية تهدد معدلات النمو الحقيقية للبلاد بسبب اعتماد صناعة مواد البناء علي الأسمنت بأكثر من النصف لدخول هذا المنتج الحيوي في جميع الصناعات الأخري. أشار إلي أن الشركة تدرس بالتعاون مع باقي شركات الأسمنت المتضررة من أزمة نقص الطاقة وعدم السماح لها باستخدام موارد الطاقة البديلة مثل فحم الكوك وقش الأرز في توجيه مطلب جماعي إلي الجهات المختصة خاصة رئاسة الوزراء بعد رفض البيئة لاستخدام الشركات للفحم بداعي عدم ملاءمته للأجواء المصرية برغم اعتماد الدول الأخري عليه بصفة أساسية. ارتفاع أسعار الأسمنت من جانبه حذر أحمد الزيني -رئيس شعبة مواد البناء بغرفة القاهرة التجارية- من ارتفاع أسعار الأسمنت وبالتالي جميع مواد البناء بسبب تلك الأزمة. مطالباً الحكومة بتوفير الأسمنت بأسعار عالمية للشركات ومراقبة بيعه في السوق ضمن الحدود السعرية المتفق عليها. أوضح أن الفترة الماضية شهدت زيادات سعرية للأسمنت نتيجة لتلك الأزمة. مما خلق حالة من توقع ارتفاعات جديدة في السوق. قال برونو كاريه العضو المنتدب لشركة السويس للأسمنت: إن الشركة تنوي استثمار مليار جنيه علي مدي عامين ونصف العام للتحول إلي العمل بالفحم بدلاً من الغاز والمازوت للحفاظ علي البيئة. استخدام الفحم قال كاريه: إن الشركة تخطط في العام الجاري لبدء استخدام الفحم وفحم الكوك البترولي والمخلفات العضوية والزراعية مثل قش الأرض التي قد تشكل 25- 30% من توليفة الطاقة في العام المقبل وقد تزيد النسبة إلي مثليها في العام الذي يليه. تعاني مصر من مشاكل في توفير الطاقة للمصانع كثيفة الاستهلاك في نفس الوقت الذي تحرص فيه علي ارسالها لمحطات الكهرباء لتقليل انقطاع الكهرباء عن المواطنين خوفاً من غضبهم. قال كاريه: لدينا مشكلة كبيرة فيما يتعلق بتوفير الطاقة هذا العام كان صعباً جداً واضطررنا بسبب نقص الطاقة إلي ايقاف مصانع لعدة أسابيع بل عدة أشهر. أوقفنا 30% من طاقتنا الانتاجية بسبب نقص الطاقة وزادت النسبة إلي 50% في أشهر الصيف. قال العضو المنتدب للسويس للأسمنت: نخشي أن يزداد الوضع سوءاً.. فما نسمعه من الهيئة العامة للبترول وشركة إيجاس يوحي بأن مسألة توفير الغاز والنفط صعبة للغاية وليست هناك زيادة في الانتاج وهناك زيادة في استهلاك الكهرباء وهو ما يلتهم جزءاً من الغاز والوقود الذي نستهلكه. رفعت مصر أسعار الطاقة للمصانع كثيفة الاستهلاك أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية حتي بلغت الأسعار في فبراير 2013 إلي 1500 جنيه لطن المازوت وستة دولارات لكل مليون وحدة حرارية من الغاز الطبيعي لمصانع الأسمنت والطوب ونحو أربعة دولارات لكل مليون وحدة حراية من الغاز لمصانع الحديد والصلب. صرح كاريه بأن الشركة تجري حالياً محادثات نشطة مع وزير البترول ووزير الصناعة للتوصل إلي حلول بشأن استخدام الفحم وتأمل الحصول علي الموافقة في أوائل العام الحالي. كان وزير الصناعة منير فخري عبدالنور قد أكد أن وزارته تعمل علي استخدام الفحم والمخلفات الصلبة في صناعة الأسمنت وباقي الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة. ولكنها تجد معارضة من وزيرة البيئة!!