توقع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. أو تمني. أن تكون السنة الوليدة سنة حصاد إيجابي واستقرار. لعل المعني الإيجابي الأهم في توقعات السنة الحالية هو محاولة تجفيف منابع الشر في حياتنا. والاتجاه بالتالي إلي المستقبل. من خلال برنامج محدد. يبدأ بالاستفتاء علي مشروع الدستور. ثم إرساء الدعائم الشرعية بانتخاب الرئيس والمجلس النيابي. علي ان تتألف بعد ذلك حكومة تجاوز - بإجراءات فعالة - مظاهر الفتن والدمار والفوضي والإرهاب. وكل السلبيات التي بلغت ذروتها في العام المنقضي. وشهدت نهايتها المتأخرة. أو هذا ما نأمله في نهاية العام. والحق أن اقتصار التوقعات علي الشأن المصري يحتاج إلي مراجعة. وإعادة نظر. باعتبار أن مصر قطر ضمن العديد من الأقطار التي يتشكل منها الوطن العربي. النظرة إلي المشهد العربي في عمومه. تدفعنا إلي ضرورة التنبة للأخطار التي نعيشها. أو تحيط بنا. ثمة - في العراق - حرب أهلية معلنة بين السنة والشيعة. تحرص بعض القوي الخارجية علي إذكائها. وثمة الحرب الأهلية السورية التي طالت بالخراب والتدمير. وها هي تكاد تصل الي نقطة الصفر. بعد أن خلفت ملايين المشردين. ودمرت مئات المدن والمنشآت. واستلبت الاقتصاد القومي معظم مصادره. وفي جنوب اليمن تعالت دعوات الانفصال. بعد أن استعدنا - منذ توحد الشمال والجنوب - تجربة مهمة تجاوزت مؤامرات التقسيم والتجزئة والتقطيع. وتحويل أقطار المنطقة إلي دويلات. بحيث يضمن الكيان الدخيل فرصة الحياة. بداية من ضياع الإسكندرونة. ولا أعود إلي زمن سابق فأذكر بسبتة ومليلة. وانتهاء بإنشاء دولة صهيونية علي أرض فلسطين. ومن الخطأ تصور أن شمال السودان بعيد عن الأحداث التي يشهدها الجنوب. للمؤامرة مخططاتها التي تستهدف السودان فصل السودان - شماله وجنوبه - عن الوطن العربي. وقد اكتوي لبنان بنيران الحرب الأهلية سبعة عشر عاماً. قبل أن تعجز إسرائيل عن إخفاء الأقنعة. فأقدمت علي غزو بيروت. واغتالت قيادات سياسية ودينية. ولا تزال تضع لبنان علي حافة الخطر من خلال العمليات الإرهابية التي يواجهها الآن. ولا يخلو تبرع الرياض بثلاثة مليارات دولار لتسليح لبنان. من تأكيد علي الخطر الماثل علي الحدود. والمتسلل - للأسف - إلي قلب الحياة اللبنانية. حتي الصومال يعاني نزفاً دائماً بدعاوي سخيفة. تستهدف تقويض البلاد تماماً. بواسطة العمليات الإرهابية. وعمليات القرصنة. الأمثلة تتعدد باتساع مساحة الوطن العربي. وهو ما يستدعي عدم اقتصار النظرة إلي داخل الحدود. بل تجاوزها إلي الحدود العربية بعامة. الوطن العربي - في النظرة الواعية - يتجاوز المعاني الشوفينية. ويشمل كل أقطاره من خور فكان حتي نواكشوط.