من يوقف سيل الفوضي العارم الذي يجتاحنا.. وتحولت معه مصر إلي ساحة تستباح فيها شتي أنواع البلطجة.. سواء كانت فكرية أو جسدية أو سياسية.. رسمت صورة بالغة القتامة لمصر.. لن نستطيع تغييرها في وقت قصير. فالذي حدث يوم 28 يناير من انسحاب للشرطة من مواقعها.. تلاه فراغ أمني أعقبه انفلات البلطجة من عقالها بكل ما أوتيت من قوة دمرت الأخضر واليابس علي وجه مصر.. أصبح مثالاً صارخاً للخروج علي القانون. أما عن البلطجة الجسدية التي قويت شوكتها واستفحلت فيجب مواجهتها بكل قوة وحزم.. للخروج الآمن بمصر من هذا الكهف المظلم الذي تعيش فيه الآن.. فمن منا لا يعترف بأن استقرار الأوضاع الأمنية يكفل الاستقرار في جميع المجالات. لقد شاعت الفوضي في كل شيء بداية من استيلاء الباعة الجائلين علي الأماكن الحيوية لعرض بضاعتهم وبيع الأسلحة والذخيرة والمخدرات علناً.. والهجوم علي المستشفيات العامة والخاصة.. ونهاية بالسرقة والنهب والتحرش الجنسي والخروج علي قواعد المرور.. واعتراض المارة والاستيلاء علي متعلقاتهم تحت تهديد السلاح.. فلم نعد نأمن علي أبنائنا وبناتنا للخروج إلي مدارسهم وجامعاتهم. عندما تعلن الداخلية أن الشرطة عادت للعمل بكامل طاقتها.. فهي تعني الطاقة العددية.. ولكنها عند الشعب تعني الهيبة والقوة والقدرة علي حفظ الأمن والنظام والسيطرة علي الشارع.. وإعادته إلي ما كان عليه. فمتي تعود للشرطة هيبتها وقبضتها وثقتها في نفسها..؟؟ ومتي تعود ثقة الشعب فيها.؟؟ .. ومتي يعود إلينا أمننا..؟ *** * تحتفل الصحف هذا العام بعيد ميلاد مبارك بنشر الأنباء عن فساده ومحاكمته.. بعد أن كانت تنشر التهنئة في صدر صفحاتها الأولي.. وتفرد صفحتين في الداخل أو أكثر لنشر الأكاذيب عن مشروعاته الناجحة التي ستقفز بمصر إلي مصاف الأمم المتقدمة.. وإذا بنا نكتشف انها فاشلة فشلاً ذريعاً.. لأن الذين استفادوا منها هم أصدقاؤه والمقربون إليه و من أثروا علي حساب الشعب. آخر الكلام: * قال كانط فيلسوف ألمانيا العظيم: شيئان يثيران اعجابي.. السماء المرصعة بالنجوم من فوقي.. والقانون الخلقي في نفسي".. تُري متي نكون مثل كانط.؟؟ * لولا غفران بعضنا لبعض.. ما كان علي الدنيا بشر.