* يسأل محمد السيد من السويس: ما حكم لبس الحرير والذهب للرجال؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد عميد معهد معلمي القرآن الكريم بالقاهرة: يحرم علي الرجال لبس الحرير وكذا التغطية به والاستناد إليه وافتراشه التدثر به. وكذا اتخاذه بطانة وستراً. وسائر وجوه الاستعمال. وحجة ذلك نهيه صلي الله عليه وسلم. وفي رواية البخاري: "نهانا رسول الله صلي الله عليه وسلم عن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه".. وعلة النهي ان فيه خيلاء وخنوثة لا تليق بشهامة الرجال ولهذا لا يلبسه إلا الأراذل الذين يتشبهون بالنساء. الملعونون علي لسان الرسول صلي الله عليه وسلم ولما فيه من التشبه بالنساء والتشبه بهن حرام. ويلحق بالذكور الخناثي احتياطاً لاحتمال ذكورته. ويحل لبسه للنساء لقوله صلي الله عليه وسلم: "أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم علي ذكورها" "رواه الإمام أحمد في مسنده" وقال الترمذي: حسن صحيح.. ويستوي في الحرمة الكثير من ذلك والقليل لقوله صلي الله عليه وسلم: "لا تلبسوا الحرير والديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة" "رواه الشيخان". أما إذا نسج الحرير مع غيره مما يباح استعماله كالكتان والقطن فينظر ان كان الأغلب الحرير حرم وان كان الأغلب غيره حل تغليباً لجانب الأكثر فإن استويا فالأصح الحل لأنه لا يسمي حريراً والأصل في المنافع الإباحة وقيل يحرم تغليباً لجانب التحريم لأن القاعدة التحريم عند اجتماع الحلال والحرام. * يسأل علاء عبدالغني محمود من البدرشين بالجيزة:.. ما تفسير قول الله تعالي: "إنما يخشي الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور". ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: يعني بالعلماء الذين يخافون قدرة الله عز وجل فعلم ان الله عز وجل قدير أيقن بمعاقبته علي المعصية فالتزم أوامر ربه وانتهي عما نهي الله عنه. روي علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: "إنما يخشي الله من عباده العلماء" قال الذين علموا ان الله علي كل شيء قدير. وقال الربيع بن أنس من لم يخش الله تعالي فليس بعالم. وقال مجاهد "إنما العالم من خشي الله عز وجل وعن ابن مسعود كفي بخشية الله تعالي علماء بالاغترار جهلاً وقيل لسعد بن إبراهيم من أفقه أهل المدينة؟ قال: أتقاهم لربه عز وجل وعن مجاهد قال: إنما الفقيه من يخاف الله عز وجل وعن علي رضي الله عنه قال ان الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالي ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلي غيره أنه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لفقه فيه ولا قراءة لا تدبر فيها فإن قلت فما وجه قراءة انما يخشي الله من عباده العلماء بالنصب وهو عمر بن عبدالعزيز ويحكي عن أبي حنيفة قلت الخشية من هذه القراء استعارة والمعني انما يجلهم ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الرجال بين الناس من بين جميع عباده وقال تعالي: ان الله عزيز غفور وتعليل لوجوب الخشية لدلالته علي عقوبة العصاة وقهرهم وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم والمعاقب والمثيب حقه أن يخشي وروي الإمام الترمذي بسنده عن أبي أمامة الباهلي قال ذكر لرسول الله صلي الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم فضل العالم علي العابد كفضلي علي أدناكم ثم ان الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتي النملة في جحرها وحتي الحوت ليصلون علي معلم الناس الخير "حديث حسن صحيح". ويقول الإمام الفخر الرازي الخشية بقدر معرفة المخشي والعالم يعرف الله فيخافه ويرجوه وهذا دليل علي أن العالم أعلي درجة من العابد لأن الله تعالي قال ان أكرمكم عند الله أتقاكم فبين أن الكرامة بقدر التقوي والتقوي بقدر العلم فالكرامة بقدر العلم لا بقدر العمل فالعالم إذا ترك العمل قدم ذلك في علمه وقوله تعالي ان الله عزيز غفور يوجب الخوف والرجاء غفور يوجب الرجاء البالغ وقراءة من قرأ بنصب العلماء ورفع الله معناها إنماً يعظم ويبجل.