الأفراح التي تسعد قلوب البشر تختلف من شخص لآخر فمنهم من يفرح يوم نجاحه وتخرجه بعد فترة تعليم طالت أو قصرت أو استلام وظيفة بعد الانتظار عاطلا أو يوم زواجه أو زواجها.. أو الشفاء من مرض عضال.. أو ربح تجارة.. ولكن هذه الفرحة تختلف تماما وتتعدي عند الرياضي البطل والتي تبدأ في مشاركته للمنافسات الرياضية وتتصاعد في المستويات من المحلية للدولية للقارية ثم إلي العالمية.. ويصبح فيها الفتي أو الفتاة ملء السمع والبصر إلي أن يصل لقمة النجومية خاصة إذا وقع تحت تأثير اختيار الأخير وجني ثمار ما بذله من جهد للوصول لقبول الناس وليكون.. الأحسن.. الأفضل بعد أن تكون كل أمانيه قد تحققت باعتراف من اختاروه. هذه الخاصية وهذه الحالة يتعرض لها كل إنسان علي وجه الكرة الأرضية ويظل يسعي إلي تحقيق ما رسمه لنفسه إلي أن يصل لمبتغاه بعد سنين طالت أو قصرت وقتها تكون الفرحة الكبري. وفي المجال الرياضي لدينا أمثلة كثيرة حققها الأبطال الحالمون دائما بالنجاح والوصول إلي القمة سواء كان هذا البطل الذي يشارك في لعبة جماعية أو فردية وحقق فيها لنفسه أو فريقه الانتصار.. وفي مصر بلدنا العزيز أمثلة كثيرة من هؤلاء الأبطال الذين حققوا آمالهم وآمال بلدهم وحصلوا علي أوسمة الكمال الرياضي في صورة ألقاب وكؤوس ودروع وميداليات علي مستويات مختلفة محلية ودولية وعالمية. وهناك نجاح آخر لا يقل عن التتويج بكسب كأس أو درع أو ميدالية وهو الاجماع الشعبي والفئوي علي الأفضلية وحمل لقب الأحسن بعد استفتاء من أبناء اللعبة الواحدة وقتها يشعر الفائز كأنه طائر يحلق في السماء متقدما علي أسراب الطيور بجدارة. كل هذا الشعور عشته كثيرا مع نجوم وأبطال الرياضة عندما كانت جريدتي "المساء" تنظم حفلات تتويج من أعطوا واجتهدوا ونالوا قبول الخبراء من أجل الحصول علي لقب أحسن لاعب وكنت دوما أحد المشاركين في تنظيم هذا المهرجان. ومنذ أيام عادت بي ذاكرة الاحتفال بمهرجان "المساء" الذي عشت معه سنوات طويلة أشارك في تكريم نجوم كرة القدم في حقبة الستينيات وما بعدها حتي مطلع الألفية الجديدة.. عادت بي الذاكرة هذه المرة وأنا أتابع تكريم لاعب مصري حصل علي لقب الفتي الذهبي.. هناك خارج الحدود في سويسرا والذي أطلقوا عليه الفرعون وهو لقب مصري صرف لا يطلق إلا علي أبناء وطني فقط. شعرت بسعادة بالغة والسويسريون بمنحون فرعوننا الشاب محمد صلاح نجم كرة القدم وهداف نادي بازل السويسري كأس التفوق.. وكأس الكمال ولقب الفتي الذهبي بعد أن اختاره خبراء البلد الأوروبي ليكون الأفضل والأحسن والأعلي علي كل أقرانه من اللاعبين سواء أبناء البلد الجميل أو الذين أتوا إليها من خارجها محترفين في أنديتها وليكون فتانا الذهبي فوق قمتهم لتكون نظرتهم في سويسرا لمصر نظرة كبرياء وشرف لهذا البلد الذي أنجب هذا الفرعون الصغير ويمنحونه لقب الفتي الذهبي ويهدونه قلادة الكمال. ان فوز محمد صلاح بلقب أحسن لاعب في سويسرا جاء في نظري تعويضا عن وصول المنتخب لكأس العالم فالمونديال تواجد بين الكبار وتحت وسمع وبصر العالم وفوز صلاح بلقب الفتي الذهبي شعر به العالم أيضا وهنأه الاتحاد الدولي علي اللقب لتكون التهنئة لمصر بلد الفرعون الصغير. من هنا أجد أنه من الواجب أن تتحرك الرياضة المصرية ممثلة في الوزارة التي يقودها نجم كروي ذاق حلاوة التكريم عندما حصل علي الحذاء الفضي في المونديال العالمي لكرة القدم في استراليا قبل ثلاثين عاما الكابتن طاهر أبوزيد والذي بالقطع يعرف طعم هذا التكريم السويسري لمحمد صلاح.. وكذلك اتحاد الكرة المسئول عن اللعبة وذلك بارسال برقيات التهاني والشكر لاتحاد الكرة في سويسرا ونادي بازل والنجم الكبير عرفانا بفضل هذا البلد الأوروبي بالاعتراف بالموهوبين علي أن يقام حفل تكريم للاعب عند حضوره إلي مصر مع أول تجمع للمنتخب.. مبروك من القلب لفرعون مصر الفتي الذهبي الذي سوف يفتح المجال لزملائه اللاعبين في مصر والمحترفين في الخارج.