كانت المسافة بين قريتي العطواني شرق النيل وبين المدرسة الثانوية العامة بمدينة إدفو بأسوان التي تقع غرب النهر حوالي خمسة كيلو مترات. وكنت وأقراني نسير هذه المسافة مشياً علي الأقدام لتلقي العلم. فلم تكن المواصلات متوفرة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي. كما هو حادث الآن. كانت معاناة شديدة حيث كنا نقطع تلك المسافة ذهاباً ومثلها إياباً في ظل حرارة الشمس المرتفعة في شهري سبتمبر وأكتوبر. ثم أبريل ومايو ويونيو. تذكرت هذه المعاناة وأنا أطالع رسالة بعث بها القارئ عماد الصعيدي من كفر الشيخ. حيث يقول ان فتيات المرحلة الثانوية الأزهرية بقرية محلة مالك وتوابعها بمركز دسوق يعانين من رفض المسئولين تشغيل مبني الثانوية داخل معهد المرحوم الدكتور أبو التنا أبو العينين. والذي تم بناؤه عام 2005 بقرار من اللواء صلاح سلامة المحافظ الأسبق. أضاف ان المعهد مساحته 9 قراريط وهو معهد فتيات ديني إعدادي وثانوي. وتم افتتاحه وتشغيله منذ عدة سنوات. وتخرج فيه عدد هائل من طالبات الإعدادية.. إلي المرحلة الثانوية. أنهي رسالته بأنه اثناء تقدم خريجات المرحلة الإعدادية بطلبات للالتحاق بالمرحلة الثانوية في نفس المعهد فوجئن برفض المسئولين بمنطقة كفر الشيخ الأزهرية افتتاح فصول المرحلة الثانوية. وتم ألحاقهن بمعاهد مدينتي فوة والسالمية واللتين تبعدان أكثر من عشرة كيلو مترات عن محال اقامتهن. فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر. فتيات محلة مالك بحاجة إلي تدخلك لترحهمن من عذاب السفر لأكثر من عشرة كيلو مترات ذهاباً وإياباً.