أمانة مؤتمر أدباء مصر.. انتخبت بالاجماع الشاعر الشاب فارس خضر أمينا عاما للجماعة في دورتها الحالية. فارس خضر يرأس تحرير مجلة "الشعر" وله العديد من الاعمال الشعرية. فضلا عن دراسة أكاديمية بعنوان "العادات الشعبية بين السحر والجن والخرافة". عن انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها مصر. قال فارس خضر: انقبض قلبي حين علمت بموعد الجلسة الاولي. ربما لتخوفات تدعمها حالة التوتر العام عقب الثورة بأن عناصر الثورة المضادة يتعاملون بمنطق يقول ان كل شئ سيعود كما كان. ورغم ان بداية ابريل هو الموعد الذي عادة ماتبدأ عنده الاستعدادات للمؤتمر. فإن الأمر بدا لي كما لو انه مجرد وصل ما انقطع. فمن الجائز أنني كنت أنتظر مراجعات جذرية للفعاليات الثقافية كافة. بما فيها مؤتمر ادباء مصر. أما وقد قرر المسئولون انعقاده كالمعتاد. فلابد أن يدركوا حقيقة أفق طموحات الأدباء الذي صار باتساع ميدان التحرير. ولاشك ان الثورة المصرية ستفرض ظلالها علي فعاليات المؤتمر وتوجهاته. فالنظرة النقدية للواقع المصري ستتخذ من هذه الثورة نقطة مفصلية لتراجع ماجري في أرض الثقافة من تجريف طيلة السنوات الماضية. وكذلك محاولة استشراف المستقبل. بحيث تقف الثقافة كقوة ردع لكل محاولات محو الهوية. وجهات نظر وعن الدور الذي يتصور فارس ان المؤتمر يمكن ان يقوم به. أكد أنه يمكن اعتبار مؤتمر الادباء برلمانا منتخبا. يمثل وجهات نظر المبدعين في الاقاليم المختلفة. فجميع القرارات تتم بالتصويت. ويجري الاحتكام لآراء الاغلبية. وبالتالي فمن حقي ان اطرح تصورات. لكنها لا تكون نافذة الا بموافقة الزملاء اعضاء الامانةو ففي مقدمة أهداف المؤتمر حسب لائحته أنه ينعقد ليتعارف الأدباء. ويتواصلوا. مما يثري الحياة الأدبية. وبنظرة سريعة لما جري في تكنولوجيا التواصل البشري. سنجد ان المؤتمر فقد شرطه الاول. لكنه يبقي محتفظا بأهميته في ظل سطوة الواقع الافتراضي الالكتروني. صحيح ان هذا الواقع الافتراضي وضع كل المحافظين الكلاسيكيين في وضع بالغ الحرج. حيث نزل لميدان التحرير يوم 25 يناير. لكن التواصل الانساني المباشر ظل له أهميته في تعميق الصلات بين أبناء الوطن الواحد. والتقريب بين وجهات نظرهم اذكر ان الشاعر البدوي عبدالقادر العجني غضب مني في العام الماضي. وهو يعد اوراق بيت الشعر البدوي. فوجد ضمن الشروط ان يكون الشاعر مصريا. فتصور ان هذا الشرط يمس مصريته. لولا ان نقاشا دار بيننا حول طبيعة شعراء البادية في المناطق الحدودية. حيث لايعترفون بالحدود الجغرافية بين الدول. وتمتد صلات القرابة بين العائلة الواحدة لثلاث أو أربع دول. وحين تفهم قصدي اضيفت صفة المصرية الي اللائحة الرئيسية لاندية الادب أيضا. فالحلقات البحثية وورش العمل اذا تمت في سياق يخالف الماضي التعيس. ستلضم عقد الأدباء. وتصنع بينهم وشائج حقيقية يكون لها أثرها في ابداعاتهم وتوجهاتهم الثقافية. وحول الممارسات الثقافية فيما قبل 25 يناير. اشار فارس خضر الي أنه لم تكن هناك سياسات ثقافية واضحة. الامر كله كان معتمدا علي البروباجندا الفجة. وثقافة التستيف. وقد اردت منذ أيام نقل صور المؤتمر الاول لقصيدة النثر الذي انعقد في مارس 2009 متزامنا مع مؤتمر الشعر العربي المجلس الاعلي للثقافة. فنقل لي زميل في العمل صور جلسة لمؤتمر الوزارة. وجلست أتأملها. فقد ركز المصور علي الشاعر محمود درويش. ثم تجول في القاعة يصور النائمين. إنه الضحك الذي يشبه البكا. كم من الآلاف كانت تنفق علي مثل هذه الفعاليات. في حين كان يباهي مسئولو الثقافة بثلاثة آلاف جنيه بائسة ميزانية سنوية كل نادي أدب. اليس هذا الكلام خاليا من الأدب؟ خارطة جديدة وبالنسبة للاضافة التي يعد المؤتمر لاضافتها في هذه الدورة. قال أمين المؤتمر ان السعي جاد للكف عن رحلة التسول السنوية من المحافظين. من خلال البحث عن رعاة للمؤتمر. سواء من هيئات ثقافية مصرية وعربية أو دور نشر وغيرها. وستتغير طبيعة عمله وطريقة انعقاده. وايضا الكف عن المظاهر الاحتفالية المملة. فمن المعتاد ان يأتي السيد الوزير كما لو كان عرس سيادته ليتلقي الكلمات الطيبة. ويجيب عن التساؤلات المخصية. ويسلم الدرع تلو الدرع للمكرمين. ثم تأتي الجلسات البحثية فلا تجد فيها صريخ ابن يومين. هذا الفيلم الحمضان لم يعد مناسبا لجلال هذه اللحظة الثورية. وعلينا ابتكار خارطة جديدة لهذا المؤتمر. والامل معقود علي مجهودات اعضاء الامانة. وهم ممتلئون حماسة. كما أن لجنة الابحاث العصب الرئيس للمؤتمر يرأسها هذه الدورة الشاعر د. صلاح الراوي. مما يؤكد أن الذي فات قد مات بالفعل. وهذا لايعني ردم القديم. فقد أنجز المؤتمر في دورته السابقة عددا من كتب الترجمة للمبدعين المصريين. وهو منجز سنحافظ عليه. ونحاول تطويره. أخيرا. أشار فارس خضر الي ان المؤتمر يمثل حلقة من حلقات الجدل بين المركز والهامش. ربما بدا هذا من تغيير اسمه الي مؤتمر أدباء مصر بدلا من مؤتمر أدباء الاقاليم فطيلة السنوات الماضية والسياسة تركب علي كتف الثقافة. وتدلي رجليها. وتغيير الاسم جاء في سياق الشعور بدونية الهامش وسطوة وطغيان المركز. ولانه لم تكن هناك كما قلت سياسة ثقافية تحاول الوفاء بالمتطلبات الثقافية في الاقاليم. فهي حتي وان سعت للتنمية الثقافية في الهوامش. فإن المردود الدعائي ضئيل. ويكاد يكون معدوما. وبالتالي فهو لايخدم السياسة. ومن هنا تركزت الخدمات الثقافية علي رداءتها في المركز. حيث الأضواء والضيوف والمراكب العائمة. والراقصات أيضا. ومن هنا هب أدباء مصر في اقاليمها لدفع هذا الاذي النفسي. فحولوا اسمه مثلا للادباء المصريين. فارين من صفة الاقليمية بما تنطوي عليه من قلة قيمة في نظر البعض. والحقيقة أنني علي العكس أشعر بالفخر حين أقول بانتمائي للواحات الداخلة. ولا اشعر سوي بانعدام التوازن حين يتم تصنيفي بوصفي أديبا قاهريا.