* يسأل ابراهيم الملواني رجل أعمال بمدينة الزهور بالاسكندرية : ما حكم من يرتكب المعاصي ويهمل في الطاعات.. ثم يقول سأحج لأن الحج يغفر كل الذنوب؟ ** يجيب الشيخ محسن احمد عبدالظاهر مدير إدارة أوقاف الهرم بالجيزة يقول الحق سبحانه وتعالي : "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" ويقول عليه الصلاة والسلام "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" وقال : "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". يقول العلماء : إن الذنوب منها كبائر وصغائر يقول سبحانه وتعالي : "إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم" ويقول سبحانه وتعالي : "الذين يجتنبون كبائر الأثم والفواحش إلا اللمم" والصغائر مكفراتها كثيرة فإلي جانب التوبة والاستغفار يكفرها الله بأي عمل صالح يقول سبحانه : "إن الحسنات يذهبن السيئات" ويقول عليه الصلاة والسلام "الصلوات الخمس والجمعة الي الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تفش الكبائر". أما الكبائر فتكفرها التوبة النصوح يقول سبحانه : "يا أيها الذين آمنوا توبوا الي الله توبة نصوحاً عسي ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم". أما الأعمال الصالحة غير التوبة فلا تكفر الكبائر لأن هذه الأعمال لا تؤثر في تكفير الذنوب الصغيرة إلا إذا اجتنبت الكبائر والتوبة لاتكفر الذنوب التي فيها حقوق العباد لأن من شروطها أو أركانها أن تبرأ الذمة منها. إما بردها لأصحابها وإما بتنازلهم عنها. وبالتالي فالحج أو غيره من الطاعات لا يكفر الذنب الذي فيه حق للعباد حتي تبرأ الذمة منه ويؤيد ذلك أن الشهادة في سبيل الله. وهي في قمة الأعمال الصالحة لا تكفر حقوق العباد كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم "يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين" أما الذنوب التي هي حق الله فهي قسمان قسم فيه بدل وعوض. وقسم ليس فيه ذلك. فالأول كمن أذنب يترك الصلاة أو الصيام فلا يكفر الا بقضاء ما فاته من صلاة وصيام.. والثاني كمن أذنب بشرب الخمر مثلا فإن مجرد تركه والتوبة منه يكفره الله تعالي والتوبة تكون باقامة الحد عليه إن كانت الحدود تقام. وإلا فهي الاقلاع عن الذنب والندم والعزم علي عدم العودة الي ذلك. وقد وردت نصوص تدل علي أن التبعات والمظالم يكفرها الله بالحج. ولكن التوبة لا تكفر التبعات والمظالم إلا ببراءة الذمة وكذلك الحج لايكفرها إلا بذلك. وعلي ذلك فالرجل الذي يفعل المعاصي اعتمادا علي أن الحج يكفرها لايجوز له أن يرتكن علي ذلك. ولا أن يرتكن علي مشيئة الله الذي يغفر الذنوب جميعا فربما لا يكون هو ممن يشاء الله المغفرة لهم. * يسأل عيد احمد عيد من مدينة كرداسة بالجيزة : هل إذا صليت في مسجد مجاور للحرم المكي وأنا في مكة أحصل علي ثواب الصلاة في المسجد الحرام أم لابد من الصلاة في المسجد الحرام المكي وكذا بالنسبة للحرم المدني وهل الثواب خاص بالمسجد فقط أم أن المدينة كلها حرم!! ** يجيب الشيخ محسن عبدالظاهر : المساحة التي تدخل في الحرم المكي وفيها ثواب الحرم المكي كما قال الفقهاء كالآتي : من الحرم المكي تجاه طريق المدينةالمنورة ثلاثة أيام. ومن الحرم إلي طريق اليمن سبعة أميال وإلي طريق العراق سبعة أميال والي طريق الطائف وعرفات سبعة أميال والي طريق الجعرانة تسعة أميال وإلي طريق جدة عشرة أميال. فكل هذه المساحات تعتبر من الحرم والصلاة في هذه المساحات لها ثواب الحرم فمن صلي في هذه المساحات المذكورة فله ثواب الصلاة في الحرم أما حدود الحرم المدني قال صلي الله عليه وسلم المدينة حرم من عير إلي ثور وعير جبل قرب المدينة وثور : جبل صغير وراء أحد من جهة الشمال وجبل أحد من الحرم المدني وشرقا وغربا بريد في بريد وهو ما بين لابتيها كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إنه حرم ما بين لابتيها أ§ي لابتي المدينة. واللابة أرض ذات حجارة سوداء والابتان شرقية وغربية فالصلاة في هذه المساحة في المدينة كأنها في المسجد النبوي وتقدر هذه المساحة بحوالي عشرين كيلو مترا.