"أبدًا لم يأت بعد اليوم الذي يهزم فيه الزمالك غريمه الأهلي".. هذه الكلمة قلتها أكثر من مرة خلال مواجهات الأهلي والزمالك وأعود لأكررها اليوم بعد الفوز الكاسح والمذل للأهلي علي الزمالك 4/2 والإطاحة به من دوري أبطال افريقيا.. والذي أثبت أن الأهلي فريق "يجنن" والزمالك فريق "تعبان" ولم يصل بعد للمستوي. الأهداف جاءت جميلة وممتعة وكان بطلها العالمي وليد سليمان.. الزمالك كان البادئ لعمر جابر ثم رد وليد سليمان بهدف عالمي في الدقيقة 9 وأضاف عبدالظاهر الهدف الثاني برأسية في الدقيقة 15 وأبوتريكة الهدف الثالث في ديربي الفريقين.. وفي الدقيقة 71 يمرر وليد بكل مكر لفتحي الذي أحرز الهدف الرابع قبل أن يحفظ أحمد حسن ماء وجه الزمالك بهدف ثان في الدقيقة .88 الأهلي رفع رصيده للنقطة العاشرة وتصدر المجموعة وتلا ليوبارد بسبع نقاط ثم أورلاندو بنفس الرصيد وأخيرا الزمالك أربع نقاط ولم يعد هناك أمل للزمالك حتي في حالة فوزه في اللقاء الأخير بينما بات الأهلي قريبا من إنهاء الدورة وهو في الصدارة. مفيش فايدة الزمالك كان قد ظهر في ثوب جديد خلال آخر مباراتين له في دوري المجموعات وبعد أن كان بعيدا عن المنافسة عاد وبشكل قوي بل ان الكثيرين رشحوه لصدارة المجموعة بعد الفوز علي أورلاندو وطمأن جماهيره علي انه قادم وبكل قوة وان عودة نجمه شيكابالا وتألق أحمد عيد ستغير من السيناريو هذه المرة.. ولكن مافيش فايدة. الأهلي يعرف كيف يغير من نفسه ويعبر أزماته ويعرف كل مفاتيح الزمالك يعرف كيف يهزمه لم يعد في حاجة لبذل الكثير من الجهد كي يحقق الفوز وبأي عدد من الأهداف طالما انه في حاجة لذلك. هذا ما لم يفعله الزمالك الذي فاز علي أورلاندو وخسر أمام الأهلي وأورلاندو نفس السيناريو. اختلفت بداية الفريقين من خلال التشكيل فالأهلي يلعب بلاعبي ارتكاز فقط هما حسام عاشور وشهاب الدين أحمد وثلاثي الهجوم أبوتريكة ووليد سليمان وعبدالله السعيد ورأس حربة صريح أحمد عبدالظاهر.. ورباعي الدفاع فتحي ومعوض وجمعة ونجيب.. والحارس شريف إكرامي. الزمالك لعب برباعي الدفاع سمير وفتح الله وطلبة وعبدالشافي وثلاثي وسط ارتكاز نور السيد وعمر جابر وأحمد توفيق وثنائي الهجوم أحمد عيد وشيكابالا ورأس الحربة الصريح أحمد جعفر. هذا التشكيل سمح للأهلي بالسيطرة الفنية علي وسط الملعب وساعده غياب الشق الهجومي الزملكاوي لابتعاد شيكا وعيد وعدم تقدم عبدالشافي وسمير بالشكل المطلوب وتاه أحمد توفيق وغابت تصويبات نور. في الوقت نفسه اخترق الأهلي بأحمد فتحي ومعوض وتفوقا علي عيد وشيكا كثيرا خاصة وان طولان دفع بشيكا وعيد لإيقاف انطلاقات فتحي ومعوض.. وكان للتفوق غير العادي لسليمان الدور الأكبر في هز شباك الزمالك. أخطأ الفريقان دفاعيا كثيرا ولكن خبرة جمعة ونجيب وتألق شريف إكرامي أحيانا قللت من خطورة الزمالك.. أما دفاع الزمالك فلم يعد هناك شك أن به خللا واضحا ومن السهل اختراقه والوصول لعبدالواحد الذي يلعب كثيرا بلا روح. التغييرات التي أجراها المدربان لعبت دورا طيبا في اللقاء.. الزمالك أحرز هدفا ولن يوفق في أكثر من فرصة.. والأهلي سيطر في اللحظات الأخيرة ولعب علي الكرة المرتدة وأهدر أكثر من هدف. الشوط الأول ربما البداية كانت مختلفة هذه المرة.. السخونة والضغط للأهلي ومشوار لشهاب بشكل مفاجئ اخترق به الدفاع الأبيض أوقفه نور السيد بضربة حرة تصدي لها أبوتريكة وصوب ضعيفة في يد عبدالواحد أخرجها كورنر بغرابة رغم ضعفها. قبل أن يهنأ الأهلي بسيطرته وبعد أربع دقائق يمرر شيكابالا سهلة لعمر جابر ينطلق ومعه نجيب الذي دفع الكرة لشريف الذي كان ثابتا مكانه فاقترب عمر وغمز الكرة في المرمي معلنا تقدم الزمالك بهدف. بعد الهدف أرادها الزمالك نفسية لقتل الأهلي ودعم ذلك بتصويبة ماكرة لجعفر ولكنها مرت بجوار القائم. رفض الأهلي الاستسلام أو أن يتلاعب به الزمالك فأشعل الملعب وتحرك بجدية وضغط حتي جاءت الدقيقة التاسعة عندما تسلم فتحي الكرة وتخلص من أحمد عيد ومرر لوليد الذي غير اتجاهه بمرور عكسي ضرب به دفاع الزمالك ووجد نفسه رغم بعد المسافة في مواجهة مع عبدالواحد فأرسل صاروخا ماركة مسجلة باسمه في المرمي معلنا التعادل. يمرر سليمان لفتحي ويلعبها فتحي عرضية أمام دفاع الزمالك الذي يشاهد فقط فتصل لرأس أحمد عبدالظاهر لم يجد صعوبة في إيداعها المرمي. يهدأ الزمالك ولم يهدأ نجمه المتوهج دائما أحمد عيد الذي يضغط كثيراً علي أحمد فتحي ويحصل علي ضربة حرة يمررها جابر ويرتبك دفاع الأهلي وتخرج الكرة كورنر ثم تنتهي الهجمة. بعد لحظات لالتقاط الأنفاس يتغير السيناريو ويسيطر الأهلي بكل ثقة وهدوء ويفتح الملعب أمام أعين الزمالك الذي يبدو وكأنه يأس مبكر الأمر الذي جعل الأهلي يعزف منفردا وينطلق أبوتريكة ويسقط في ال 18 وتأتي لحظات رعب علي الزمالك بتصويبة رائعة تصدي لها القائم ثم انفراد لتريكة تألق معه عبدالواحد ومنع هدفا أكيدا وسط سيطرة غير عادية للأهلي. بداية الشوط الثاني كانت محاولات من الزمالك للتأكيد علي أن شيئا ما يبقي والفرصة قائمة ويلعب بهدوء ويتحرك علي الجانبين بينما الأهلي ثابت. فرط شيكابالا في فرصة غالية عندما لم يحسن استلام تمريرة طويلة كان باستطاعته أن يلعبها علي طريقة وليد سليمان ولكن لم يفعل وصوب في السماء. وعلي العكس يستغل الأهلي أنصاف الفرص وبالفعل يتسلم عبدالله السعيد ويفكر لمن يمرر ولم يستمر التفكير طويلاً بعد أن شاهد سليمان يخترق ويفتح له مساحة وبالفعل تسلم وليد ومن لمسة واحدة يعيدها بكعبه للماجيك أبوتريكة ومن لمسة واحدة يطلق صاروخا يشق طريقه للمرمي وعبدالواحد لم يحرك ساكنا. بعد الهدف تغير الوضع وعلي غير المتوقع ومع بعض اللمسات والتمريرات الحمراء يعلو الزمالك بنزول الخطيرين محمد إبراهيم وحازم إمام بدلا من عيد وأحمد سمير. فاق الأهلي قليلا.. هذا القليل يكفي لإرباك الزمالك الذي لجأ لقليل من العنف ورغم ذلك أتيحت الفرصة لحازم إمام الذي انطلق وسقط مع شبه عرقلة من معوض داخل ال 18 الدقيقة 70 كانت أكثر ردا قاسيا علي الزمالك بهدف رائع لمحمد فتحي بعد سلسلة تمريرات بدأت من السعيد وانتهت وليد ثم فتحي غمزها في المرمي. فرصة جديدة وضربة حرة لشيكا ولكنه يصر علي إهدار الفرصة ويلعبها فوق القائم.. الزمالك لم يهدأ خاصة مع وجود الرهيب محمد إبراهيم الذي يخترق من كل مكان ومعه حازم إمام الذي مر بواحدة من شهاب ومرر ليد شريف ومنه لرأس الصقر فأودعها المرمي. الدقائق الأخيرة تمر عصيبة خاصة من جانب الزمالك حيث كان قريبا من التهديف أكثر من مرة وهو الأمر الذي دفع الجماهير للسؤال لماذا يغيب محمد إبراهيم وحازم!!!