جاءت ثورة 25 يناير لتطرح من جديد قضية الشعر التقليدي الذي انتشر في ميدان التحرير. لقد غلبت المباشرة علي القصائد التي ألقيت في الميدان وعاد الزجالون وشعراء القصيدة العمودية للظهور والتألق من جديد وسط حفاوة بالغة من الثوار. لم تكن معظم القصائد رائعة أو جيدة السبك. لكن الملاحظ أنهاكانت صادقة ومعبرة عن لحظتها مما جعل الجميع يتجاوبون معها.. لم يخش شعراء الحداثة وما بعد الحداثة علي مكانتهم من عودة الروح إلي القصيدة التقليديةبل ان بعضهم كتبها وألقاها في الميدان مؤكدين ان الناس في هذه اللحظة يحتاجون إلي الشعر الذي يعرفونه.. الشعر الجماهيري الذي يأتي عفو اللحظة والذي يتميز يايقاعه المحكم وقوافيه المجلجلة. واعتبروا ذلك أمراَ مطلوباً وان كان طارئاً. فالثورة نفسها بكل تجلياتها ثورة ما بعد حداثية وبالتالي فان الشعر التقليدي الذي تم استدعاؤه سريعاً أدي دوره بشكل لحظي لكنه لم يتصدر الساحة كما يعتقد البعض. وألمح عدد من الشعراء منهم محمود الحلواني ومسعود شومان وعبدالمنعم رمضان ومحمد سليمان وشعبان يوسف ومحمد أبوالمجد إلي ان الشعر الحديث في استجابته للثورة سوف ينطلق في الفترة القادمة وليس الآن. لأنه يقوم أكثر علي التأمل وطرح الأسئلة وهو ما يستلزم بعض الوقت حتي تتبلور الرؤي والأفكار. وقالوال ان الأمر سيستغرق عاماً علي الأقل حتي نري تجليات الثورة في قصائد الشعر الجديد.. وربما ظهرت اتجاهات أخري في ا لكتابة من الشعراء الجدد لا نستطيع ان نحدد ملامحها الآن.