عادت ظاهرة اشتعال النيران داخل المنازل بقرية الحاج سلام بدائرة مركزفرشوط شمال قنا لتصيب المواطنين بالرعب بعد هدنة استمرت نحو أسبوعين ، وذلك بعد أننشبت النيران داخل 9 منازل جديدة وأتت على محتوياتها من أثاث. كان اللواء صلاح مزيد مدير أمن قنا قد تلقى إخطارا من غرفة عمليات النجدةبنشوب حرائق داخل 9 منازل بقرية الحاج سلام بدائرة مركز فرشوط ، فانتقلت على الفورأجهزة الأمن وقوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف ونجحت قوات الدفاع المدنى فى إخمادالنيران . كشفت معاينة المباحث عن نشوب الحرائق داخل منازل مملوكة لكلا من إبراهيمموسى محمدين وحلمى محمد محمدين ومحمد محمدين محمد وأحمد حسين حسن وأحمد عبدالستاروناصر عبدالستار ومحمد أبوالمجد وعبدالحفيظ حسن حامد ومحمد حسين حسن ، ولم تسفرالحرائق عن وجود خسائر بالأرواح بينما أتت النيران على محتويات المنازل المحترقةمن أثاث ، فيما كلف مدير الأمن قوات الحماية المدنية بالتواجد داخل القرية تحسبالاندلاع حرائق جديدة. يذكر أن الحرائق كانت قد استمرت لعدة أيام داخل قرية الحاج سلام منذ أسبوعينوأدت فى وقتها لاحتراق 42 منزلا وردد الاهالى أن ما يحدث كان من أعمال " الجن" لعدم وجود أسباب معلومة للحرائق ، بينما أكدت اللجنة العلمية المشكلة بقرارمن د.عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى بناء على طلب اللواء عادل لبيب محافظ قنابشأن فحص أسباب اشتعال الحرائق بقرية الحاج سلام أن الاهالى يقومون بتخزين وتشوين كميات هائلة من مصاص القصب والأجزاء العلوية من العيدان وقش القصب والنباتات المختلفة داخل وخارج المنازل وفوق الأسطح والطرقات فى طبقات مرتفعة بغرض استخدامهالتغذية الحيوانات بعد تجفيفها وتحويلها إلى تبن وذلك حرصا على هذه الموارد نظرالتواضع مستوى المعيشة ، بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من المخلفات الحيوانية التى يتم تجفيفها على أسطح المنازل وجدرانه والتي تستخدم كوقود للأفران بعد تجفيفها ،ووجود كميات كبيرة جدا من المخلفات النباتية والحيوانية بالطرقات والأرضيات وداخلالمنازل وخارجها لدرجة الغوص بالأقدام فى بعض الأحيان. وأكد تقرير اللجنة العلمية أن المنازل معظمها من الطوب اللبن وبها توصيلات كهربائية عشوائية وبدائية بأسلاك غير معلقة أو محمية داخل مواسير ، كما لوحظت رائحة المولاس المتخمر من السكر مختلطة برائحة الاحتراق فى المنازل المحترقة والتى كانت أسقفها من المخلفات التى احترقت أو مشونة بارتفاعات أخرى إلى داخل وخارجالمنازل بالرغم من الكميات الهائلة المخزنة ، ولوحظ بها عيدان وأجزاء خضراء بهامحتوى مائى وأوراق وعيدان قصب بها نسبة رطوبة بعد حرثها أو عصرها وهى تستخدم كماهى دون تصنيف فى عمل أسقف للمنازل أوفوقها فى أكوام مرتفعة جدا ، إلى جانب تزامن موسم حصاد القصب وتشوين المخلفات معموسم الرياح فى هذا التوقيت من العام مما يزيد فرص انتشار الحرائق . وأكدت اللجنة فى تقريرها أن أسباب الحريق يمكن أن تكون نتيجة مسببات متعددةولكن الأساس واحد وهو تشوين الكميات الهائلة من المخلفات النباتية وخاصة القصبوالتى تحتوى على نسب سكريات ويحدث بها تخمرات نتيجة وجود الكائنات الدقيقة والتى تساعدهانسبة الرطوبة الموجودة فى الطبقات السفلى من الأكوام بالرغم من جفاف الطبقات العلياوهذه التخمرات تحدث ببطء وتؤدى إلى تكوين كحولات قابلة للاشتعال وغازات مثل ثانىأكسيد الكبريت القابل للاشتعال كما أن وجود المخلفات الحيوانية يؤدى إلى توليد غازالميثان المعروف بالبيوجاز ( وقود حيوى ) وقابل للاشتعال. وكانت اللجنة العلمية قد ضمت فى عضويتها الدكتور وائل فرغلى سيد أستاذالميكروبيولوجى بقسم النبات ووكيل كلية العلوم بقنا والدكتور أبوبكر عبدالمنعم أبوبكر أستاذ مساعد بكلية الزراعة قسم ميكربيولجى وأسمدة حيوية والدكتور محمد وائل عبدالعظيم أستاذ مساعد الميكروبيولجى بكلية الطب البيطرى والدكتور وسام محمد على أستاذ مساعد الميكروبيولجى بقسم النبات بكلية العلوم والدكتور سراج الدين عبدالعزيز مدرس الميكروبيولجى بكلية الطب البيطرى .