وسط أحداث بلادنا المتلاحقة وهذا الكم الرهيب من الوقفات والمظاهرات والاحتجاجات التي يصعب حصرها تحاول وزارة الثقافة بكل قطاعاتها وبالتعاون مع الاسرة الفنية في مختلف الفروع اسعاد أهل مصر من خلال الامكانات والميزانيات المتاحة لاستمرار الأنشطة المتعددة مثل افتتاح المعارض التشكيلية وإقامة الندوات والأمسيات وانتاج المسرحيات الجديدة فضلا عن المهرجانات الفنية التي زادت بكثرة ويصعب علي النقاد والجماهير وأهل الفن أنفسهم ملاحقتها ومتابعتها. فبعد ان شهدت القاهرة وبعض المحافظات مؤخراً عدة مهرجانات متتالية مثل: الأقصر للسينما الأفريقية. القومي للمسرح. فنون الشباب الأول. المسرح العربي. الربيع بمطروح. أجيال لفنون الطفل. دمنهور الدولي للفلكلور. وغيرها. يرفع الستار مساء غد الجمعة عن الدورة الأولي للمهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية الذي يقام علي مسرح بئر يوسف بالقلعة تحت رعاية د. محمد صابر عرب وزير الثقافة وبدعم د. أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي والسفير ناصر حمدي رئيس هيئة التنشيط السياحي وباشراف صندوق التنمية الثقافية والعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة. المهرجان برئاسة الفنان الدكتور انتصار عبدالفتاح "مؤسسة" والذي يتولي إخراج حفل الافتتاح عن رؤيته أيضاً حيث توجه كل الفرق المشاركة "35 فرقة" رسالة للعالم أجمع تؤكد حب مصر من خلال معزوفة فنية تعبر وتدل علي التواصل الانساني بين الشعوب علي أرض الكنانة. يستمر المهرجان أسبوعاً وهو عبارة عن تظاهرة فنية تشارك فيها 25 دولة من بينها جزر المالديف وكولومبيا والاكوادور ومن أفريقيا: توجو وناميبيا والسودان ومن أوروبا: اليونان وألمانيا وفرنسا..ومن آسيا الصين وباكستان وبنجلاديش كما تشارك اليمن بأقدم فرقها للفنون التراثية في حضرموت.. كل هذه الفرق بالاضافة إلي الفرق المصرية التي تشارك بها الهيئة العامة لقصور الثقافة وتمثل: العريش وتوشكي وبورسعيد وملوي والأنفوشي والشرقية إلي جانب فرقة "حسب الله" من خلال مشروع القاهرة في ألف عام بقبة الغوري وفرقة الطبول النوبية والالات الشعبية. يكرم المهرجان من ساهموا في الحفاظ علي الهوية المصرية والتراث الثقافي من رواد الفنون الشعبية تقديراً لعطائهم ومشوارهم الفني الكبير وعرفاناً بدورهم في الحفاظ علي الهوية المصرية والتراث الثقافي المصري ورفع اسم مصر عالميا في جميع المحافل الدولية في مقدمة هؤلاء اسم الراحل الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق لاسهاماته العظيمة في بناء وتشييد المؤسسات الثقافية المصرية والتي أصبحت الان علامة فارقة في تاريخ مصر ودوره الكبير في الحفاظ علي الاثار وترميمها وكذلك التراث الشعبي والفلكلور واسم الفنان القدير الراحل زكريا الحجاوي عاشق المداحين واسم الفنان الراحل كمال نعيم رائد الفنون الشعبية في مصر والعالم العربي ومؤسس فرقة البحيرة للفنون الشعبية والذي قدم للفن الشعبي أكثر من 300 استعراض وتم تكريمه من معظم رؤساء دول العالم وحصل علي الدكتوراه الفخرية والفنان الكبير محمود رضا رائد الفنون الشعبية في مصر ومؤسس فرقة رضا.. والباحث الكبير عبدالحميد حواس والمخرج عبدالرحمن الشافعي رائد المسرح الشعبي كما يتم تكريم كل من رئيس مهرجان كورسيكا الفرنسي ود. ولميبي زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي لما تقدمه من جهد في الحفاظ علي هوية القارة. يصاحب المهرجان أكبر سوق شعبي تراثي يضم إنتاج الحرف التقليدية التي تعبر عن ثقافة كل الدول المشاركة الي جانب المنتجات التقليدية لجنوب وشمال سيناء. مفاجأة المهرجان.. مشاركة أكثر من ألف طفل وطفلة وأسرهم بالاضافة إلي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في العزف علي الطبول وذلك خلال الورشة الكبري التي تقام بمركز الطفل للحضارة والابداع بمصر الجديدة في إطار فعاليات المهرجان. الهدف من الورشة - والكلام لانتصار عبدالفتاح -اكتشاف الأطفال الموهوبين من خلال لغة الطبول وتعليم الاستجابة الايقاعية والموسيقية ومشاركة الأسرة وذوي الاحتياجات الخاصة لتوليد العلاقات الانسانية واجراء حوار بين الأجيال من خلال الفنون.. الورشة تستمر 3 أيام وتقديم الفرق التراثية حفلاتها للصغار من خلال تقديم رقصات شعبية جماعية مع الأطفال تعرض من خلالها ثقافة كل بلد.