افتتح د.محمد صابر عرب وزير الثقافة . ود. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرضا بعنوان "القط الأسود.. تجربة سجن" للفنان محسن شعلان بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك.ويستمر المعرض حتي 28 من نفس الشهر. أعرب صابر عن مدي سعادته بافتتاح معرض الفنان محسن شعلان وقال انه ليس معرضا عاديا ,وانما ذاكرة تاريخية ثقافية فكرية وعام كامل من المعاناة. وإنه سجل نبضات كل لحظة من بداية التحقيق انتهاءً بخروجه من السجن. مشيرا الي أنه عندما يُسجن فنان فلابد أن يتوقف المجتمع عندها للدراسة والتمعن . فهو ليس سجناً عادياً ولكنه سجن إعتباري وإنساني. اضاف ان محسن شعلان جسد في هذه المجموعة البديعة تجربته من بداية سجنه وحتي الخروج. وانه سعيد علي المستوي الانساني بهذا الصديق والزميل أن يعود الي حياتنا الفنية كمبدع من المبدعين الكبار للحركة الفنية . فالمعرض غير تقليدي . فكل مبدع له لون ورؤية وبصمات واضحة. أوضح أن حالة محسن شعلان مختلفة فقد خاض تجربة انسانية شديدة الصعوبة والاختناق وعبر عن ذلك بفنه وكل لوحة يمكن أن يكتب عنها عشرات المقالات . و هذه التجربة ستبقي مستمرة وجديرة بالدراسة في المدارس الفنية وسنظل نتوقف أمامها أحيانا بقدر من الألم والمرارة وأحيانا بقدر من الشجاعة لأن محسن تجاوز هذه التجربة بقدر من الشجاعة وخرج وهو يمتلك طاقة هائلة قادرة علي أن يتجاوز بها هذه التجربة في حياته . يضم المعرض 112 لوحة مابين التصوير الزيتي ورسم بالحبر الأسود والألوان المائية. ويعبر عن صرخة داخلية للفنان محاولا الصمت الذي كان يمثل عبئا ثقيلا عليه ولكنه لم يستطع . فوجد الفن هو الوسيلة الوحيدة للتنفيس عما يجول بداخله . وجسد شعلان ووثق تجربة السجن منذ بداية قضية احتفاء لوحة زهرة الخشخاش لفان جوخ مروراً بالتحقيقات والسجن. ويقول الفنان شعلان أنه تم اختيار قيمة المعرض "القط الأسود" في كل لوحاته لأنه يحمل كل معاني الفساد والشر وعلامة علي الغموض والغدر الذي تعرض له الفنان في حياته الوظيفية وأعتبر الفنان بخياله أن القط الاسود هو مندوب الشر الذي جاء في السجن ليطمئن علي اتمام مهمة توقيع الظلم علي المظلومين داخل السجن موضحا بأن القط تقمص شخصية بعينها تأكيدا علي تنفيذ مخططاته الشريرة واحيانا أخري يري فيه تجسيما في مجال من مجالات تفصيل القضية أو مرحلة من مراحلها . أما باقي اللوحات فقد جسد الفنان رؤيته النفيسة الداخلية للعذابات التي تعرض لها أثناء وبعد خروجه من السجن . كما يصور رموز النظام السابق والذين زاملوه في سجن مزرعة طرة بعد ثورة 25 يناير والقاء القبض عليهم في قضايا الفساد الشهيرة. أشار محسن إلي أنه استخدم القط الأسود كرمز فني يحمل كل الملامح السيئة التي تحوم بهذه القضية الفجة وقال من حقه أن يصرخ بعد أن أتهم تهمة باطلة ودفع الثمن كفنان. والفن دائما ما يكون صوته أعلي وأداة وسلاحا ورأس حربة يستطيع أن يصدره في وجه من يخالف ضميره امام الله. اضاف انه لم يكتب اسماء في الرسم ولكن الجميع يعرفونهم. وحول الشخصيات التي قابلها في طرة وانه لابد أن نحترم القضاء وهو أعلم بتفاصيل قضاياهم ولكن نحن كبشر مسجونون سويا ويجمعنا نوع من سلب الحرية وأنه خرج من هذه التجربة بأن في السجن لا احد يكذب لأنه يتصل بالله بشكل أعمق واوسع لأن أمله الأخير أن يغفر الله له . مضيفا بأن رموز النظام السابق يخضعون للتفتيش المهين . وذكر بعض الحكايات الانسانية التي رآها لرموز النظام السابق من خلال مزاملته لهم في سجن مزرعة طرة.