هدوء حذر خيم علي محيط ميدان التحرير الليلة الماضية بعد وداع المعتصمين وآلاف المتظاهرين الشهيدين عمرو سعد ومحمد الجندي.. وزاد من حالة الهدوء الحذر إصابة شاب بطعنة في قدمه نتيجة دفاعه عن فتاة كانت قد تعرضت للتحرش من بلطجي. الأحداث المتلاحقة دفعت عدداً من معتصمي الميدان لتشكيل لجان شعبية من شباب وفتيات لحماية المارة من أي محاولات للتحرش أو الاغتصاب بالتعاون مع "حركة لا للتحرش" وحركة "شباب مصر خط أحمر". دارت حلقات نقاشية طوال الليلة الماضية حول الأزمة التي تعيشها البلاد محاولين رسم خارطة طريق للعبور من النفق المظلم.. وأكد مجدي السويسي ومحمد الشرقاوي عضوا حركة 6 ابريل "الجبهة الديمقراطية" وأحمد أبوجمعة وسامي الحاج وموسي أبوسريع وأحمد أبوكريم أن جبهة الإنقاذ الوطني لا تمثلهم وهي بعيدة تماماً الآن عن التحرير. بل أحد أسباب وصول البلاد لهذا الاحتقان مطالبين سائر القوي والأحزاب المدنية والثورية برؤية سياسية موحدة والابتعاد عن الفرقة والاختلاف الذي يضربها لمواجهة الحزب الحاكم. مع تقديم المصلحة العليا للبلاد علي مصالحهم الشخصية. أكدوا أن مطالبهم بسقوط النظام ومحاكمة قتلة الثوار والقصاص للشهداء وإقالة حكومة هشام قنديل وتشكيل حكومة وطنية وعزل النائب العام والتحقيق في أحداث الاتحادية الأخيرة لم ولن تتغير وسوف يظلون يطالبون بها. أعربوا عن استيائهم من تعامل نظام الرئيس محمد مرسي مع أحداث قصر الاتحادية الذي أدي إلي سقوط شهداء جدد علي بعد أمتار من القصر الرئاسي مع تجاهل الغضب العارم للشعب وعدم احتوائه. أشاروا إلي أن المليونية المقرر لها الجمعة القادمة لاتزال قيد التحضير والتشاور مع بقية المعتصمين رافضين للتظاهر أمام قصر الاتحادية خشية وقوع أي مصادمات مع قوات الأمن. مؤكدين سلمية التظاهر واحترام قوات الأمن. أعربوا عن غضبهم من محاولات البعض تشويه الميدان وأنهم بلطجية ومتحرشون. مما يثير مشاعر المواطنين علي التحرير.. وهذا مناف للحقيقة تماماً. ونحن نتصدي لأي أمور من شأنها إشاعة الفوضي والأكاذيب. ساد الظلام أجزاء من مجمع التحرير ومحيط عمر مكرم بعد انقطاع التيار الكهربائي. مما اضطر عدد من المعتصمين لنقل خيامهم للحديقة الوسطي "الصينية".